حلقة جديدة في مسلسل قهر الإنسانية، وسحق لكل معاني الرحمة، تدور في غزة المحاصرة، بطلها الطفل الفلسطيني عبيدة القرا، إذ يرقد جسد الطفل البالغ من العمر عشر سنوات على سريره مستسلما، لا يقدر على الحركة، مشلول بالكامل وعيناه لا تبصران وأذناه لا تسمعان، بعد أن اخترقت شظية دماغه في قصف عنيف لجيش الاحتلال، أصبحت حياة الطفل ووالدته مأساة حقيقية، ورغم الحصار والتجويع ونقص الأدوية لم يفقد الأب الأمل في أن تحدث المعجزة ويجد ابنه فرصة في العلاج “جسور” تواصلت مع والد الطفل في محاولة منا ليسمع العالم صوت كل المرضى وذوي الإعاقة المحاصرين في قطاع غزة بلا غذاء أو شراب أو علاج.

يقول والد الطفل: “عبيدة لا يتحرك ولا يأكل ولا يتكلم، نغذيه بأنبوب موصول إلى معدته، ولا يوجد لدينا حتى حليب أو دواء” بهذه العبارات المؤلمة يصف الأب حالته ابنه المصاب، الذي حولته الحرب إلى كومة لحم صامتة، لكنها تتألم.
المثير للغضب والحزن أن معاناة عبيدة لم تتوقف عند حدود الإصابة وآلام الجسد الصغير، لكنه يعانى أيضا ككل أهل القطاع من الجوع، كما أُصيب مؤخرًا بالجدري المائي مما أدى إلى تدهور كبير في حالته الصحية.

يصف الأب المكلوم حالة عبيدة وهو ملقى على سريره، قائلا: “الولد يموت من الجوع أمام أعيننا، ولا أحد يتحرك احنا في كابوس مفتوح بلا نهاية، لا يوجد أي دعم، حتى أبسط أنواع العلاج أو الحليب مفقودة، نحن نعيش على الانتظار، لكن حتى هذا أصبح عبئًا ثقيلًا”.
وعن مطلبه الأول يؤكد الأب، خروج ابني للعلاج هو أمنيتي، لكن لم يصلنا أي وعد حتى الآن بخروجه من القطاع لتلقى العلاج، فقط انتظار قاتل، ننتظر أن يحدث شيء ولا شيء يحدث.
مناشدة مفتوحة للعالم
والد الطفل الفلسطيني عبيدة يناشد شرفاء العالم” أنقذوا طفلي قبل أن يموت من الجوع والألم والمرض، عبيدة بحاجة لإخلاء طبي فوري للعلاج في الخارج، لا تتركوه يموت على سريره بصمت”.

عبيدة القرا ليس مجرد حالة طبية تقاوم من أجل الحياة، بل أصبح رمزا لطفولة محاصرة بالموت، وجسد صغير يعانى من الشلل، يدفع ثمن حرب لا ذنب له فيها، بينما يشاهد العالم كل تلك الجرائم ضد الإنسانية دون حراك فعلي.