قرر روب تايلور وهو موظف تكنولوجيا معلومات متقاعد، يبلغ من العمر 56 عامًا، مواجهة الصعوبات والتحديات التي يواجهها بسبب مرض العصبون الحركي من خلال ألعاب الفيديو، واعتبرها متنفسًا استثنائيًا، والعصبون الحركي، هو مرض عصبي نادر يُضعف العضلات تدريجيًا، مع بقاء القدرات العقلية سليمة،
يقول روب لموقعABC Australia“أستطيع أن اختفي من الواقع وأصبح الأفاتار الذي لا يعاني من إعاقة، الأمر يشبه الحلم فأنا لا أحلم أنني مصاب بإعاقة”.
بدأت رحلة تشخيص مرضه حين لاحظ رعشة لا إرادية في ذراعه ليحيله الطبيب مباشرة إلى طبيب أعصاب، وبعد ستة أشهر فقط تلقى “النتيجة الحتمية” في أواخر عام 2023، ورغم صعوبة الأعراض لم تمنعه حالته من ممارسة شغفه القديم بالألعاب، بل دفعته إلى البحث عن حلول مبتكرة لمواصلة اللعب.
بفضل أجهزة التحكم المساعدة المصممة خصيصًا، استطاع روب تعديل تجربته مع الألعاب، هذه الأجهزة مزودة بأزرار ومفاتيح يمكن استخدامها بالقدم أو الفم، ما يسمح له بالتكيف مع تراجع قدرته على استخدام اليدين.
ويؤكد:”كلما ضعفت يداي، أستطيع تكييف النظام مع احتياجاتي الجديدة”.

اللعب كوسيلة للتواصل العائلي
يمثل اللعب بالنسبة لروب أكثر من مجرد تسلية فهو مساحة للتواصل مع ابنه كريس. فمنذ طفولة كريس، وهما يتشاركان هذه الهواية، واليوم أصبح اللعب معًا ثلاث مرات أسبوعيًا طقسًا عائليًا يعزز علاقتهما. يقول”عندما ألعب مع ابني، أستطيع أن أهدم الحواجز بيننا.”
هذا الجانب الاجتماعي تدعمه أيضًا أليسيا إدواردز مديرة خدمات الرعاية في جمعية MND كوينزلاند، التي تصف الألعاب بأنها نشاط منخفض الجهد وممتع ومجزي، ما يجعله مثاليًا للأشخاص المصابين بالمرض. لكنها في الوقت نفسه تشير إلى أن كثيرين توقفوا عن اللعب بسبب جهلهم بوجود تقنيات مساعدة أو ميزات إتاحة داخل الألعاب.
مبادرات لتعزيز الإتاحة
واستجابة لهذا التحدي تعاونت جمعية MND كوينزلاند مع MND أستراليا لإجراء مسح وطني حول تجارب المرضى مع الألعاب، وكشفت النتائج عن غياب طريقة موحدة للوصول إلى إعدادات الإتاحة داخل الألعاب، ما يجعلها مخفية أحيانًا داخل القوائم.
انطلاقًا من ذلك، أطلقت الجمعيتان مشروع ، العب مع MND ، الذي أسفر عن تطوير موارد رقمية مجانية بدعم من منظمة FightMND، لتوعية المرضى والعاملين في المجال الصحي بوسائل تيسير الألعاب، وتشمل هذه الموارد دليلاً خاصًا للأخصائيين لمساعدتهم في إشراك المرضى بالألعاب بما يتناسب مع أهدافهم واحتياجاتهم الفردية.
تقول إدواردز”المرض معقد وتقدمي والأولويات الصحية للمرضى كثيرة، لكن يجب النظر إلى الألعاب كأداة مهمة للحفاظ على جودة الحياة.”
من جانبه يرى البروفيسور دانيال جونسون الباحث في “مركز التميز للأطفال الرقميين” أن الألعاب ستصبح عنصرًا أساسيًا في الحياة الأسرية مع مرور الوقت، خاصة مع وجود جيل من الآباء نشأوا وهم يمارسون الألعاب.
ويضيف، حتى لو لم تكن والدًا محبًا للألعاب، هناك فوائد حقيقية للعب مع أطفالك. اللعب المشترك يخلق بيئة للتواصل، خصوصًا في الحوارات الصعبة.
ويرى جونسون أن تعزيز الإتاحة في الألعاب لا يخدم فقط ذوي الإعاقة، بل يجعل التجربة أفضل للجميع من خلال تبني مبادئ التصميم الشامل.
أكثر من مجرد تسلية
اليوم يعتبر روب نفسه لاعبًا شبه محترف، يقضي أحيانًا ما يصل إلى تسع ساعات يوميًا أمام الشاشة، ورغم أن مرضه يفرض عليه قيودًا قاسية، إلا أن الألعاب تمنحه الحرية والقدرة على التواصل مع ابنه والعالم.
يقول: حتى لو كان مجرد أفاتار على الشاشة فهو وسيلة للتواصل أستخدمه للتواصل مع ابني، بهذا تصبح ألعاب الفيديو إلى جانب التقنيات المساعدة، أكثر من مجرد ترفيه، أصبحت وسيلة لمقاومة العزلة وبناء الروابط وحفظ جزء من جودة الحياة في مواجهة أمراض قاسية.