Skip to content

“أمنية دامسون”.. كتاب جديد تهديه طبيبة بريطانية للأطفال ذوي الأعاقة

“أمنية دامسون”.. كتاب جديد تهديه طبيبة بريطانية للأطفال ذوي الأعاقة

بريطانيا – جسور- فاطمة الزهراء بدوي

تحمل الدكتورة ديبورا لوسون إلى الأطفال هذا الشهر، كتابًا دافئًا وصادقًا، عنوانه “أمنية دامسون في الصداقة” لا يُشبه هذا الكتاب مجرد قصة لوقت النوم، ولكنه مرآة صغيرة لكل طفل شعر يومًا أنه “مختلف”، أو لم يجد لنفسه مكانًا وسط الآخرين.

دامسون، الغزال الصغير بطل القصة، لا يحلم بالكثير.. كل ما يريده هو أن يصبح له أصدقاء. ويظن أن عليه تغيير نفسه، مظهره، طريقته، وربما قلبه، كي يصبح محبوبًا.. ومع كل محاولة للتغيير، يقع في مواقف غريبة، بعضها طريف وبعضها مؤلم.. وفي كل مرة، يكتشف أن المحبة لا تطلب منه أن يُصبح شخصًا آخر، في نهاية رحلته، يتعلم الدرس الأهم: “أنا كما خُلقت، جدير بالحب والانتماء”.

وراء هذه الحكاية البسيطة قلب يعرف تمامًا ما تعنيه كلمة “اختلاف”. فالدكتوة لوسون، مؤلفة القصة، امرأة على كرسي متحرك، وناشطة في مجال دمج ذوي الإعاقة، ومستشارة تعمل منذ سنوات على جعل الحياة أكثر إنصافًا وشمولًا، لهؤلاء الذين طالما تم تجاهل احتياجاتهم.، خبرتها وتجربتها الإنسانية العميقة تجعلا من قصتها للأطفال شيئًا صادقًا تمامًا، لا يُكتب من بعيد ولكنه ينبع من الداخل.

تقول: “كتبت هذا الكتاب لكل طفل أحس أنه لا ينتمي، ولكل من شعر أن عليه أن يُغير نفسه حتى يُحَب.. أردت أن أقول لهم: أنتم رائعون كما أنتم”.

الكتاب، المقرر صدوره يوم 14 يوليو، تزامنًا مع “شهر الفخر بالإعاقة”، مليء بالرسومات اليدوية التي تُظهر عالم دامسون بلطف ودفء.. لكن الأهم هو الرسائل التي يحملها، والتي نادرًا ما تُطرق بهذا العمق في قصص الأطفال: التعاطف، الصداقة، تقبّل الذات، واحترام الاختلاف.

وقد حاز الكتاب إعجاب عدد كبير من المعلمين وأولياء الأمور والناشطين في مجال الطفولة وحقوق ذوي الإعاقة، الذين اعتبروه إضافة ضرورية في مكتبة الطفل، خصوصًا في هذا العصر الذي يحتاج فيه الأطفال إلى نماذج تزرع فيهم الثقة بدلًا من القلق.

الدكتورة لوسون ليست غريبة عن التقدير العام. فقد نالت جوائز كثيرة بينها “امرأة العام” و”شخصية ذات رسالة” وجائزتين لإنجازات مدى الحياة. لكنها تصر أن هذا الكتاب يظل إنجازًا من نوع خاص؛ لأنه موجه للقلوب الصغيرة التي تشكّ أحيانًا في نفسها، وتحتاج فقط لمن يهمس لها: “لا تغيّر شيئًا، أنت محبوب تمامًا كما أنت”.

ولأن القصة لا تكتمل دون من يرويها، وفّرت لوسون مواد مجانية مصاحبة للكتاب، تساعد المعلمين وأولياء الأمور على استخدام القصة داخل الصفوف أو البيوت. تتضمن هذه المواد أوراق تلوين، مشاهد ورقية، أفكارًا للنقاش، وخطط دراسية مبسطة تناسب الأطفال في مراحلهم الأولى. وفي النهاية، “أمنية دامسون في الصداقة” هي عنّا جميعًا حين كنا أطفالًا نخاف من الرفض، وننتظر من يقول لنا إننا نستحق الحب، بالضبط كما نحن.

المقالة السابقة
بطل بارالمبي سعودي لذوي الإعاقة: تقبلوا أنفسكم واجتهدوا وستصلون لأهدافكم
المقالة التالية
خرافات الطب الشعبي في نيجيريا تنتهى بإعاقات وبتر أطراف