كرّمت الأميرة تشارلين أميرة موناكو، إحدى أشهر الملهمات والمساهمات في تطوير الرياضة للأشخاص ذوي الإعاقة في الإمارة، السيدة ميراي كالميس، بحضور وزير الدولة كريستوف ميرمان ورئيس الأولمبياد الخاص في موناكو بير فان كلافيرن.
جاء ذلك خلال مراسم رمزية أقيمت في ملعب لويس الثاني، حيث تم كشف الستار عن لوحة تذكارية جديدة على صالة الألعاب الرياضية المدرسية، التي أصبحت تعرف رسميًا باسم صالة ميراي كالميس الرياضية.

حضرت المراسم عائلة كالميس، حيث كان كل من جان-فرانسوا كالميس وابنه حاضرين لتمثيل العائلة، تكريمًا لعقود طويلة من التفاني والعطاء في خدمة الأشخاص ذوي الإعاقة من خلال الرياضة.
ويمثل هذا الحدث اعترافًا رسميًا بإسهامات ميراي كالميس، التي كرّست حياتها لأكثر من ثلاثة عقود لدعم الحركة الرياضية للأشخاص ذوي الإعاقات الفكرية والتعلمية في إمارة موناكو.
إرث يمتد لأربعة عقود
توفيت السيدة ميراي كالميس في عام 2021، لكنها تركت إرثًا كبيرًا ساهم في وضع موناكو بين الدول الأوروبية الرائدة في الحركة الدولية للأولمبياد الخاص، ففي عام 1984، أسست فرع موناكو للأولمبياد الخاص، لتصبح الإمارة جزءًا من الشبكة الأوروبية التي تضم بلجيكا وأيرلندا ضمن الدول الرائدة في دعم هذه المبادرة العالمية.

قادتها خلال 34 عامًا حتى عام 2018، برؤية واضحة تهدف إلى تمكين الأشخاص ذوي الإعاقات الفكرية من تحقيق كامل إمكاناتهم من خلال الرياضة.
وكان هدفها دائمًا تجاوز حدود التحديات البدنية والفكرية، وخلق بيئة شاملة تشجع على الانخراط الاجتماعي والاعتراف بالقدرات الفردية لكل رياضي.
وقد ساعدت جهودها المستمرة في تعزيز قيم الدمج والمساواة، وفتحت الطريق أمام العديد من الرياضيين من موناكو للمشاركة في المسابقات الدولية للأولمبياد الخاص، ما جعل الإمارة مثالًا يحتذى به في المنطقة الأوروبية.
صالة رياضية تحمل اسمها
يأتي قرار تسمية صالة الألعاب الرياضية في ملعب لويس الثاني باسم ميراي كالميس ليعكس التأثير الدائم لعملها على المجتمع المحلي.
وقد حضر العديد من الرياضيين من الأولمبياد الخاص في موناكو هذه المناسبة، وأبدوا امتنانهم للسيدة التي مهدت لهم الطريق نحو ممارسة الرياضة التنافسية وتوفير منصة لعرض مواهبهم وقدراتهم.

وتمثل الصالة الجديدة رمزًا للاعتراف الرسمي بمساهماتها، وكذلك نقطة محورية لتشجيع الأجيال الجديدة من الرياضيين على متابعة مسارها وتحقيق إمكاناتهم الكاملة.
دعم الأميرة تشارلين المستمر
تعتبر الأميرة تشارلين الرئيسة الشرفية للأولمبياد الخاص في موناكو منذ عام 2012، وقد أكدت في أكثر من مناسبة التزامها المستمر بدعم هذه المبادرة الإنسانية.
وقالت خلال المراسم إن تكريم ميراي كالميس ليس مجرد تكريم لشخصية فردية، بل هو تقدير لرؤية كاملة ومهمة إنسانية هدفها منح كل شخص الفرصة ليكون أفضل نسخة من نفسه من خلال الرياضة.
كما أشارت إلى أن هذا الحدث يعكس أهمية الاعتراف بالجهود المستمرة التي تبذلها الشخصيات المحلية والدولية على حد سواء لتعزيز الدمج الاجتماعي وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقات من ممارسة حقوقهم كاملة.
إرث مستمر وتأثير دائم
منذ تأسيسه، ساهم فرع موناكو للأولمبياد الخاص في دمج الرياضيين في المجتمع وتقديمهم على الساحة الدولية، وتعليم القيم الإنسانية من شجاعة وتعاون ومثابرة، ويعتبر هذا التكريم بمثابة شهادة على مدى تأثير ميراي كالميس في الإمارة وخارجها، حيث أصبح اسمها مرادفًا للعمل الدؤوب من أجل الدمج الرياضي والاجتماعي.

وبذلك، يجمع هذا التكريم بين رمزية المكان والتاريخ الشخصي لميراي كالميس، ليصبح مصدر إلهام لكل من يسعى إلى تحقيق المساواة في الفرص والاعتراف بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة، مؤكداً أن الرياضة هي أداة قوية للتغيير الاجتماعي وتعزيز قيم الإنسان والعدالة.
ويؤكد هذا التكريم أن إرث ميراي كالميس لن يقتصر على الأجيال الحالية فحسب، بل سيمتد ليشكل نموذجًا ملهمًا لكل من يسعى لتغيير المجتمع من خلال الرياضة والدمج. إذ يذكرنا بتأثير الفرد الواحد عندما يكرس حياته لقيم العدالة، والمساواة، والتمكين.
وستبقى صالتها الرياضية الجديدة رمزًا حيًا للتفاني والعمل الإنساني، يحتفل به الجميع ويستلهمون منه دروس الالتزام والشجاعة.