استضاف برنامج مساء الخير يا كويت المربية والناشطة الكويتية هيفاء أبو حمد، المعروفة بـ”أم عادل” لتروي قصة ابنها الراحل عادل، الذي وُلد بمتلازمة داون، وعانى لاحقًا من مرض خطير في الرئة والقلب.
منذ ولادته فرض عادل حضوره على عائلته، وعلى كل من حوله، كان يملك طيبة وحنانًا وذكاءً اجتماعيًا لافتًا، يجعله يضحك ويُسعد الآخرين حتى في أحلك لحظاته الصحية.
تقول والدته”إذا غاب عادل عن البيت نشعر أننا نفتقد شيئًا كبيرًا كان لا يحب أن يرى أحدًا ضائق الخُلق، حتى وهو يتألم كان يحرص أن يُضحك من حوله”، هذه الروح جعلت قصته تُخلّد في معهد الأبحاث الكويتي، حيث أصبح اسمه مرتبطًا بدورات وأنشطة علمية وإنسانية تحمل رسالته.
تحديات الأمومة والمرض
منذ ولادته بمتلازمة داون واجهت أم عادل تحديات مضاعفة، درست العلاج الطبيعي بنفسها لتساعده على المشي مبكرًا ورافقت رحلات علاجه داخل الكويت وخارجها، لكن المرحلة الأصعب كانت حين اكتشف الأطباء إصابته بارتفاع ضغط الشريان الرئوي، وهو مرض خطير لا يُعالج داخل الكويت، مما اضطر الأسرة إلى السفر المتكرر إلى لندن، ثم لاحقًا إلى أبوظبي للحصول على الدواء اللازم.
ورغم الأمل الذي منحه هذا العلاج في البداية، تدهورت حالته لاحقًا بسبب جائحة كورونا التي أصابت رئتَيه وأضعفت قلبه، فدخل في مرحلة صعبة انتهت برحيله، لكن حتى في لحظاته الأخيرة ظل عادل يفكر بوالدته ويطمئنها “يمه أنا ما فيني شيء لا تخافين علي”.
الأمومة قوة وصبر
تصف هيفاء تجربتها بأنها أصعب اختبار في حياتها، لكنها في الوقت نفسه منحتها قوة غير مسبوقة، تقول: “في لحظة توقّف قلبه بالطريق كنت أقرأ القرآن وأدعو الله أن يسهّل طريقي، وعندما أفاق أول ما قاله لي: يمه إنتي خفتي علي؟ هو حتى في لحظة الموت كان يفكر فيني”.
وترى أن كل أم لطفل من ذوي الإعاقة يجب أن تنظر إليه على أنه باب للجنة، وتقول”الله يختارنا لنكون أمهات لهم إما أن نمسك هذا المفتاح وندخل الجنة معهم، أو نضيّع الفرصة”.
رسائل للأسر والمجتمع
من خلال تجربتها توجه أم عادل رسائل مهمة للآباء والأمهات، قائلة:
- لا تجعلوا أبناءكم من ذوي الإعاقة حبيسي البيت، بل اندمجوا بهم في المجتمع.
- التشجيع أهم من الشفقة فكلمة “يعطيك العافية” أقوى من سؤال جارح مثل “وديتيه الطبيب؟”.
- الفخر بالأبناء المختلفين هو مصدر قوة لا خجل.
- دعم المجتمع المحيط من الأسرة والأصدقاء عامل أساسي في صمود الأمهات.
وختمت رسالتها قائلة “أنا فخورة أني أم عادل وأفتخر أن الله اختارني لهذه المهمة، وأقول لكل أم لا تخافي، الله أعطاك هذا الطفل لأنه يعرف أنك قدها”.