“أنقذوا هدى يا عرب”.. صرخة أم يفترس الجوع جسد ابنتها في غزة

“أنقذوا هدى يا عرب”.. صرخة أم يفترس الجوع جسد ابنتها في غزة

المحرر: ماهر أبو رماد - غزة
هدى أبو نجا تواجه الموت في غزة

فوق سرير متهالك بقسم التغذية في مستشفى ناصر بقطاع غزة المحاصر، يرقد جسد الطفلة الفلسطينية هدى أبو نجا، جسدٌ هزيل تبرز عظامه وعينان غائرتان، وأطراف متورمة وشعر تساقط، أحال طفلة في عمر الزهور لامرأة عجوز،  تعيش هى وأسرتها معاناة لا يحتملها قلب إنسان.

تواصلت “جسور” مع السيدة سمية رمضان أبو نجا، والدة هدى، وإحدى سكان خان يونس بجنوب القطاع، حكت عن بداية المأساة التي تعيشها طفلتها منذ شهر مارس الماضي.

أنا أم هدى.. “أنا بس عايزة بنتي تتعالج وتعيش”

تقول سمية: “بدأت رحلة الألم منذ 4 شهور، هدى حالتها تسوء يوم عن يوم.. من شهر مارس وهي تعاني من سوء تغذية، ووجهها وأطرافها صار فيها انتفاخ، دخلنا المستشفى بتاريخ 23 مايو، ومن وقتها ما خرجتش”.

هدى أبو نجا تنتظر على سرير المرض فرصة العلاج بالخارج

وتؤكد والدة هدى: رغم مرور شهور من العلاج داخل المستشفى، لا تزال تُصارع وحالتها تسوء ودون تقدم يُذكر، تتلقى العلاج لكن حالتها لا تتحسن، والحل هو خروجها من القطاع لتتلقى علاجها في الخارج.

ودللت على أهمية سفرها للخارج بأن الطبيب الذي يباشرها كتب في تقريره أنها تحتاج للعلاج خارج القطاع، لكن حتى الآن ما قدرت تسافر، ونحن في حيرة وقلق بين انتظار قرار وزارة الصحة وترقّب فتح المعابر وكل يوم تتألم أمامي وأنا عاجزة عن مساعدتها. وناشدت أم هدى الدول العربية والأجنبية وكل إنسان يستطيع المساعدة أن يتدخل لإنقاذ طفلتها.

هدى أبو نجا قبل تدهور حالتها الصحية
هدى أبو نجا قبل تدهور حالتها الصحية

هدى أبو نجا طفلة تتحلل على قيد الحياة، كانت تزن 35 كجم، واليوم لا يتبقى منها سوى 19 كجم من العظم والوجع، حساسية القمح التهمت طفولتها، سلبت منها النمو وأصابتها بسوء تغذية حاد، أسقطت شعرها، وتسببت لها بفقر دم حاد، تقشر في الجلد، وخمول دائم يجعلها نائمة طوال اليوم، عاجزة عن الحركة، لا تأكل وإن أكلت، ينتفخ جسدها بالكامل حتى تكاد تختنق من الألم.

هدى لم تعد تشبه نفسها، تغيرت ملامحها بالكامل، انطفأت عيناها، وشحب وجهها حتى صار الموت أقرب من الحياة، المأساة الكبرى أن هدى ليست وحدها في هذه المحنة العظيمة، بل واحدة من مئات الأطفال المحرومين من الطعام والعلاج المناسب بسبب الحصار وإغلاق المعابر، لكن صوت والدتها لم تكتمه المعابر أو المسافات، وتحيا على أمل انقاذها من الموت.

المقالة السابقة
مبادرة لتعليم مهارات الإرشاد السياحي لذوي الإعاقة بجامعة عين شمس
المقالة التالية
القومي للإعاقة يزور مراكز تدريب ذوي الإعاقة بأحياء القاهرة