حذر مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية «أوتشا» من أن تكثيف الهجوم الإسرائيلي المستمر على مدينة غزة، في ظل المجاعة المستمرة، يدفع المدنيين إلى كارثة إنسانية أعمق، مع تأثير خاص ومضاعف على كبار السن وذوي الإعاقة الذين يعانون من ظروف استثنائية قاسية.
وأكد المتحدث باسم الأمم المتحدة «ستيفان دوجاريك» أن تصاعد الأعمال العدائية في مدينة غزة يخلف عواقب إنسانية مروعة على الأشخاص الذين يعيشون في هذه المواقع، والذين نزح الكثير منهم سابقاً من شمال غزة، مشيراً إلى أن العديد من الأسر أصبحت غير قادرة على الانتقال بسبب ارتفاع التكاليف ونقص المساحات الآمنة، وهو ما أثر بشكل خاص على كبار السن وذوي الإعاقة الذين يواجهون صعوبات كبيرة في الحركة والوصول إلى الخدمات الأساسية.
ونقل «دوجاريك» عن الشركاء في المجال الإنساني تسجيل أكثر من 82 ألف حالة نزوح جديدة بين 14 و31 أغسطس، بما في ذلك 30 ألف شخص نزحوا من الشمال إلى الجنوب، مع توصيف الأوضاع في مواقع النزوح بأنها «مزرية» بسبب تراكم الأنقاض والنفايات بالقرب من مناطق السكن أو داخلها.
كما أن إمدادات المياه غير الكافية تسبب ازدحاماً كبيراً حول نقاط التوزيع، مما يصعب على الفئات الأضعف – خاصة ذوي الإعاقة وكبار السن – الحصول على المياه، كما تعجز شاحنات النقل في كثير من الأحيان عن الوصول إلى مواقع النزوح، مما يجبر العائلات على قطع مسافات طويلة بحثاً عن المياه.
وأشار مكتب تنسيق الشؤون الإنسانية إلى أن تنقلات الأمم المتحدة وشركائها داخل غزة لا تزال تواجه عوائق كبيرة، حيث واجهت 5 من أصل 16 مهمة تم التنسيق لها مع السلطات الإسرائيلية تأخيرات طويلة للغاية قبل الحصول على الموافقة، بما في ذلك جهود جمع الإمدادات من المعابر. ورغم هذه التحديات، تمكنت الفرق من استلام مساعدات طبية ووقود من معبر كرم أبو سالم، لكن مهمتين أخريين تهدفان إلى جمع المساعدات الغذائية لم تنجزا إلا جزئياً.
وبين 17 و30 أغسطس، جمعت الأمم المتحدة وشركاؤها 6900 طن متري من دقيق القمح والطرود الغذائية عبر قوافل يومية من معبري كرم أبو سالم وزيكيم، وسلموا 60 طناً مترياً من الأعلاف المركزة إلى 600 من مربي الماشية، وساعدوا في تشغيل 99 مطبخاً مجتمعياً تقدم حوالي 468 ألف وجبة يومياً.
ولمواجهة سوء التغذية، تم إرسال حليب علاجي يكفي لعلاج أكثر من 3000 طفل لمدة ستة أسابيع، وأغذية تكميلية لدعم أكثر من 1400 رضيع وطفل صغير، بالإضافة إلى بسكويت عالي الطاقة لنحو 4600 امرأة حامل ومرضعة.
و قدمت الأمم المتحدة وشركاؤها 10 أجهزة غسيل كلى وأَسرة مستشفيات في الجنوب، ووزعوا مجموعات الصحة الإنجابية و1600 عبوة من الحفاضات، وقادوا حملة تبرع بالدم، وجمعوا مواد طبية من المعابر، ودعموا إجلاء 82 مريضاً لا يمكن علاجهم محلياً. كما نقلوا 15,300 متر مكعب من مياه الشرب يومياً إلى 1600 نقطة توزيع، وساعدوا في تركيب محطات تحلية جديدة وإعادة تأهيل بئرين وتوزيع مجموعات النظافة على أكثر من 6000 أسرة في مواقع النزوح.
وجدد مكتب «أوتشا» الدعوة إلى وقف إطلاق النار فوراً، وفتح جميع الطرق البرية لكميات أكبر من الإمدادات الأساسية والتجارية، والإفراج الفوري وغير المشروط عن جميع الرهائن، محذراً من أن استمرار العمليات العسكرية وإعاقة المساعدات الإنسانية يهدد بحصول مجاعة واسعة النطاق وزيادة المعاناة الإنسانية، خاصة للفئات الأكثر ضعفاً مثل ذوي الإعاقة وكبار السن والأطفال.