Skip to content

أوكرانيا: 300 ألف شخص أصيبوا بإعاقات جسدية جراء الحرب مع روسيا

أوكرانيا: 300 ألف شخص أصيبوا بإعاقات جسدية جراء الحرب مع روسيا

المحرر: فاطمة الزهراء بدوي

أوكرانيا- جسور

أعلنت السلطات الأوكرانية أن ما يقرب من 300 ألف شخص أصيبوا بإعاقات جسدية منذ بداية الحرب الروسية على أوكرانيا في فبراير 2022، وفقًا لتقديرات رسمية نقلتها وسائل إعلام محلية وتقارير حكومية، هذا الرقم يعكس تحولًا كبيرًا في الواقع السكاني والاجتماعي، ويكشف عن تحديات عميقة تواجهها فئة ذوي الإعاقة في البلاد.

في مركز “سوبرهيومنز” Superhumans لإعادة التأهيل، والذي تأسس خصيصًا لمصابي العمليات العسكرية، يتعلم عشرات الأشخاص شهريًا كيفية استخدام الأطراف الصناعية والتكيف مع إصاباتهم. هنادي Henadiy، أحد هؤلاء، فقد ساقيه وذراعه أثناء خدمته العسكرية، لكنه لا يزال يمارس شغفه في الطهي باستخدام يد واحدة فقط.

تقول أولغا رودنيفا Olga Rudneva، المديرة التنفيذية للمركز، إن “الطواقم تعمل بجد، لكننا نستقبل نحو 60 حالة شهريًا في ظل وجود قائمة انتظار تصل إلى 800 شخص”، مضيفة أن التحديات لا تنتهي عند مغادرة المركز، فالمجتمع والبنية التحتية “غير مهيئين”.

يشير الجندي السابق زاخار بيريوكوف Zakhar Biriukov، الذي فقد أطرافه العليا والسفلية، إلى أن الأرصفة غير المستوية والمواصلات العامة تمثل عقبات يومية أمام المتعافين، مؤكدًا أن الطرق غير المجهزة تساهم في إبطاء إعادة تأهيلهم، مهما كانت الإرادة قوية.
أما على الصعيد المجتمعي، فقد رصد المركز حالات عديدة من التحيز وسوء الفهم، فبعض الجيران اشتكوا من تركيب منحدرات للكراسي المتحركة، وواجه آخرون ردود فعل سلبية عند استخدام الأطراف الصناعية علنًا.

تشرح الباحثة الأوكرانية هانا زاريمبا-كوسوفيتش Hanna Zaremba-Kosovych، من معهد الإثنولوجيا التابع للأكاديمية الوطنية للعلوم، أن جذور المشكلة تعود إلى الحقبة السوفيتية، حيث كان يُنظر للإعاقة باعتبارها نقصًا اقتصاديًا لا إنسانيًا، ما أدى إلى عزل أصحابها في مؤسسات نائية بعيدًا عن المدن الكبرى، مضيفة أن تلك حرمت بعض الأهالي من أطفالهم ذوي الإعاقات، حيث كانت تُمارَس ضغوط طبية لإيداع الأطفال في مؤسسات متخصصة بدلاً من رعايتهم في منازلهم.

في محاولة لتغيير هذا الواقع، بدأ الجندي السابق فلاديسلاف يشينكو Vladyslav Yeshchenko، الذي فقد بصره وسمعه أثناء إزالة ألغام عام 2022، في إنتاج فيديوهات توعوية تُظهر تفاصيل الحياة اليومية للمكفوفين وضعاف السمع، قائلاً إنه تلقى مئات التعليقات المشجعة التي تطلب المزيد من المحتوى.

من جانبها، ترى كارينا غريتسيوك Karina Hrytsiuk، مديرة المشاريع بمنظمة “Fight for Right”، أن الظهور الإعلامي للجنود المصابين، سواء في عروض الأزياء أو البرامج الترفيهية، يساعد على كسر الصور النمطية ويعزز التقبل المجتمعي.
ورغم استمرار النزاع، تبدو أوكرانيا مجبرة على مواجهة واقع جديد، لم تعد فيه الإعاقة أمرًا مخفيًا، ولكن جزءًا ظاهرًا من ملامح الحياة اليومية، يتطلب تغييرًا حقيقيًا في السياسات والنظرة العامة.

المقالة السابقة
دراسة: كوفيد 19 كشف تراجع معدل الرعاية الصحية لذوي الإعاقة بأمريكا
المقالة التالية
مدفوعات المعاشات والإعاقة ترفع فاتورة الرعاية الاجتماعية في أيرلندا 35%