Skip to content

أيرلندا تطلق مبادرة لتوعية ذوي الإعاقات الذهنية للوقاية من السرطان

أيرلندا تطلق مبادرة لتوعية ذوي الإعاقات الذهنية للوقاية من السرطان

أيرلندا- جسور- فاطمة الزهراء بدوي 

احتفلت مؤسسة “ماري كيتنغ” الإيرلندية بختام عام كامل من مبادرة “الحياة الصحية من أجل الجميع”، في خطوة وصفها المشاركون بـ”التحولية”، وفقًا لتقرير نشرته صحيفة The Avondhu في 28 يونيو 2025. استهدفت تقديم معلومات مبسطة، وسهلة الفهم، عن الوقاية من السرطان، والفحص المبكر، خصيصًا للبالغين من ذوي الإعاقات الذهنية.

الفعالية النهائية أقيمت الأسبوع الماضي في فندق مالدرون، بمدينة دبلن، وشهدت حضور أكثر من مئة شخص،  شاركوا طوال العام في تنفيذ المشروع.

جاءت المبادرة الجديدة استجابة لحاجة ملحة داخل المجتمع الأيرلندي، إذ يعاني البالغون من ذوي الإعاقات الذهنية من ضعف الوصول إلى المواد التوعوية الصحية، مقارنة بغيرهم. ولهذا السبب، قررت المؤسسة إعادة تصميم المواد التعليمية الخاصة بها، لتصبح مبسطة ومتكيفة مع احتياجات هذه الفئة، مع التركيز على الوضوح البصري واللغوي، واستخدام أسلوب سهل القراءة مدعوم بالصور.

المورد الأساسي الذي خرجت به المبادرة هو كتيب توعوي بعنوان “الحياة الصحية من أجل الجميع”، يتناول بأسلوب مبسط العادات الصحية التي تقلل من خطر الإصابة بالسرطان، مع شرح لبرامج الفحص الوطنية المتاحة في إيرلندا، مثل فحوص الثدي، والقولون، وعنق الرحم. وقد صُمم الكتيب بالتعاون مع مجموعات دعم وفرق صحية في سبع مناطق مختلفة، بينها كورك، واترفورد، سلايغو، وجالواي.

أكدت الشابة كلوداغ أوسوليفان، من مركز بوبز كواي المجتمعي في كورك، وهي إحدى المشاركات في إعداد هذه المواد، أن العمل الجماعي منحها شعورًا بالفخر والتمكين. قائلة: “كنت سعيدة لأنني ساهمت في جعل المعلومات أسهل لأناس مثلي. استمتعنا بالعمل جدًا، وسعيدة إننا قدرنا نفيد الناس بهذا الشكل”.

المشروع لم يقتصر على تصميم الكتيبات فقط؛ فشمل أيضًا تدريب ممرضات متخصصات داخل المؤسسة على كيفية إيصال هذه الرسائل الصحية بشكل فعال للبالغين من ذوي الإعاقات الذهنية، على أن يقمن لاحقًا بتدريب العاملين في القطاع الصحي داخل المجتمع. وبهذا، يسعى القائمون على المبادرة لضمان استدامة الأثر، وتوسيع دائرة الاستفادة لأكبر عدد ممكن.

لعبت خدمات الصحة في منطقتي كافان وموناهان دورًا محوريًا في دعم المبادرة، من خلال ما يُعرف بـ”مجموعات العمل الصحي”، التي تشكلت بهدف إشراك الأشخاص ذوي الإعاقات في تصميم وتقييم الموارد التي يحتاجونها. هذه المجموعات باتت نموذجًا يحتذى به على مستوى البلاد، ويجري الآن التفكير في تعميم التجربة لتشمل مجالات توعوية وصحية أخرى.

أكدت الدكتورة هيلين فورريستال، مديرة خدمات التمريض في المؤسسة، أن أهمية المبادرة لا تكمن فقط في ما حققته خلال عام، ولكن في أنها خلقت مساحة حقيقية للمشاركة والاعتراف بالحقوق الصحية للأشخاص ذوي الإعاقات الذهنية، وهو ما كان غائبًا في كثير من الأحيان.

شهد الاحتفال الختامي حضور العديد من أفراد فرق العمل من مختلف المقاطعات، إلى جانب الممرضات والمرشدين والمشاركين، الذين تبادلوا قصص النجاح وأبرز المحطات في رحلتهم مع المشروع. كما تم توزيع نُسخ الكتيب، التي ستُتاح قريبًا بشكل رقمي على موقع المؤسسة الرسمي، مع إمكانية تحميلها مجانًا.

نُفذت المبادرة بدعم من شركة “جيلياد ساينسز” Gilead Sciences العالمية، في شراكة مجتمعية تهدف إلى تعزيز العدالة الصحية وتوسيع آفاق التوعية بالسرطان، دون إقصاء لأي فئة داخل المجتمع.

صوت المشاركين كان حاضرًا بقوة خلال جميع مراحل المشروع، وهو ما يعكس تغيرًا حقيقيًا في منهجية العمل الصحي في أيرلندا، يقوم على إشراك الناس لا مخاطبتهم فقط، وعلى احترام اختلاف القدرات وعدم التغافل عنها.

المقالة السابقة
دعوات لإنهاء التمييز ودعم رواد الأعمال من ذوي الإعاقة في نيجيريا
المقالة التالية
لجان تفتيش من ذوي الإعاقة تراقب آداء مستشفيات الحكومة بالهند