إحصاء جديد: 15% من الأميركيين يعانون من إعاقات ويواجهون فجوة في التعليم

إحصاء جديد: 15% من الأميركيين يعانون من إعاقات ويواجهون فجوة في التعليم

المحرر: سماح ممدوح حسن-أمريكا

بعد مرور خمسة وثلاثين عامًا على صدور قانون الأميركيين ذوي الإعاقة، لا يزال الطلاب من ذوي الإعاقة يواجهون فجوة تعليمية كبيرة مقارنة بأقرانهم، رغم التقدم التكنولوجي الهائل الذي شهده العالم في العقود الأخيرة.

وبحسب موقع  the 74، فقد كشفت نتائج التقييم الوطني للتقدم التعليمي لعام 2024 أن ثلاثة أرباع طلاب هذه الفئة في الصفين الثامن والثاني عشر سجّلوا أقل من المستوى الأساسي في مادتي العلوم والرياضيات، مما يبرز استمرار التحديات في الوصول إلى تعليم متكافئ وشامل.

إهمال دراسة التخصصات العلمية والتكنولوجية

وتشير الإحصاءات إلى أن نحو 15% من الأميركيين يعيشون مع إعاقة، لكن أقل من 10% منهم يتجهون إلى دراسة التخصصات العلمية والتكنولوجية والهندسية والرياضية STEM، على الرغم من أن اهتمامهم بهذه المجالات لا يقل عن اهتمام أقرانهم، هذا النقص لا يمثل خسارة لهؤلاء الطلاب فحسب، بل هو أيضًا فرصة ضائعة للشركات الأميركية التي تعاني نقصًا متزايدًا في الكفاءات.

يؤكد خبراء التعليم أن الأشخاص ذوي الإعاقات يمتلكون مهارات فريدة يمكن أن تثري مجالات الابتكار العلمي والتكنولوجي، بفضل اعتمادهم على أدوات مساعدة تعزز مهاراتهم الرقمية، إضافة إلى طرق تفكير مختلفة ناتجة عن التنوع العصبي.

فالملياردير البريطاني ريتشارد برانسون يعزو نجاحه في إدارة الأعمال إلى تأثير إصابته بعسر القراءة على طريقته غير التقليدية في التفكير، بينما يُعرف كل من إيلون ماسك وتشارلز شواب بانتمائهما لفئة التنوع العصبي.

وقد بات موقع ، لينكدإن، يعترف رسميًا بما يسمى «التفكير الناتج عن عسر القراءة» كمهارة مهنية، تقديرًا لقيمة أنماط التفكير المختلفة في توليد حلول مبتكرة.

ورغم وضوح الأثر الإيجابي للتنوع العصبي في الابتكار، تبقى المشكلة الأساسية هي غياب التمويل الكافي لتطوير التقنيات التعليمية الداعمة لهذه الفئة.

فبينما تستقطب شركات التكنولوجيا الكبرى مليارات الدولارات، لا تحصل تقنيات الإتاحة والأدوات المساعدة إلا على جزء ضئيل من التمويل المطلوب، مما يؤدي إلى تعثر المشاريع الواعدة في مراحلها البحثية الأولى أو بقائها محدودة في تجارب ميدانية صغيرة لا تصل إلى المدارس التي تحتاجها.

ويخلق هذا الوضع حلقة مفرغة: فغياب التمويل يمنع التقنيات من التوسع وخفض التكلفة، ما يقلل من إقبال المستثمرين، لتظل الفئة المستهدفة محرومة من أدوات يمكن أن تغير مسار حياتها التعليمية.

ومع ذلك، أظهرت بعض المبادرات الفيدرالية الأميركية كيف يمكن للاستثمار الحكومي الذكي أن يُحدث فرقًا حقيقيًا. فشركة Presence Learning، التي حصلت على تمويل أولي من برنامج «البحوث الابتكارية للمشروعات الصغيرة» التابع لمعهد العلوم التعليمية، أصبحت اليوم تضم أكثر من 2000 اختصاصي يقدمون خمسة ملايين جلسة علاجية عبر الإنترنت في 45 ولاية.

وفي مثال آخر، تقود جامعة بوفالو الأمريكية مبادرة وطنية تُعرف باسم AI4ExceptionalEd، بدعم من المؤسسة الوطنية للعلوم، لتطوير أدوات قائمة على الذكاء الاصطناعي توفر دعماً تعليمياً وتدريبياً فوريًا للطلاب ذوي الإعاقة وتساعد في تعويض النقص المزمن في عدد الأخصائيين والمعالجين داخل المدارس.

كما يبرز دور منظمة Benetech، التي تستفيد من تمويل وزارة التعليم الأميركية لتطوير حلول مبتكرة مثل مكتبة Bookshare، وهي أكبر مكتبة رقمية مخصصة للأشخاص الذين يعانون من عسر القراءة أو ضعف البصر أو العمى، وتضم أكثر من مليون عنوان بصيغ صوتية وبطريقة برايل. وتعمل المؤسسة حاليًا على توظيف الذكاء الاصطناعي لتحويل المعادلات الرياضية والرسوم العلمية إلى صيغ مقروءة صوتيًا، ما يسهل على الطلاب الوصول إلى محتوى STEM المعقد.

ورغم النجاحات التي تحققها هذه البرامج، إلا أن مستقبلها يبدو مقلقًا في ظل الاتجاه نحو خفض ميزانيات البحث والتمويل الفيدرالي. فالموازنة الرئاسية المقترحة للعام المقبل تقلص ميزانية «معهد العلوم التعليمية» إلى ثلثها السابق، وتخفض تمويل «المعهد الوطني للإعاقة والمعيشة المستقلة والبحوث التأهيلية»

في حين تم تسريح معظم موظفي «مكتب التعليم الخاص وخدمات التأهيل» خلال الإغلاق الحكومي الأخير. وهي خطوات يرى خبراء أنها تتناقض مع توجه الإدارة الأميركية نحو تعزيز استخدام الذكاء الاصطناعي في التعليم، إذ يعتمد كثير من الأبحاث الأولية في هذا المجال على هذه المنح.

ويجمع الخبراء على أن التمويل الحكومي رغم أهميته، لا يكفي وحده لدعم الابتكار في التعليم الدامج. فهناك حاجة ماسة إلى شراكات بين القطاعين العام والخاص والمؤسسات الخيرية لتوسيع نطاق الاستثمار.

ومن النماذج الواعدة في هذا المجال مبادرة Renaissance Philanthropy التي أطلقت مشروع AI for Math لدعم استخدام الذكاء الاصطناعي في تدريس الرياضيات، وصندوق Enable Ventures الذي يهدف إلى إطلاق الإمكانات الاقتصادية للأشخاص ذوي الإعاقات من خلال دعم الابتكارات ذات التطبيقات المجتمعية الواسعة.

وتشير التقديرات إلى أن نتائج هذا النوع من الاستثمار ستكون بعيدة المدى، إذ لن يستفيد منها فقط ملايين الطلاب من ذوي الإعاقة الذين سيحصلون على فرص تعليم أفضل، بل ستسهم أيضًا في بناء قاعدة أوسع من الكفاءات العلمية التي تحتاجها الولايات المتحدة لتعزيز نموها الاقتصادي وتنافسيتها العالمية.

المقالة السابقة
دراسة:انتشار مشاكل الجهاز الهضمي بين الأطفال المصابين بالتوحد
المقالة التالية
تونس تدرج مقترح إنشاء صندوق خاص بذوي الإعاقة بمشروع ميزانية 2026

وسوم

أمثال الحويلة (465) إعلان عمان برلين (546) اتفاقية الإعاقة (700) الإعاقة (158) الاستدامة (1198) التحالف الدولي للإعاقة (1170) التشريعات الوطنية (942) التعاون العربي (612) التعليم (95) التعليم الدامج (69) التمكين الاقتصادي (101) التنمية الاجتماعية (1189) التنمية المستدامة. (98) التوظيف (73) التوظيف الدامج (914) الدامج (66) الدمج الاجتماعي (722) الدمج المجتمعي (177) الذكاء الاصطناعي (96) العدالة الاجتماعية (82) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (596) الكويت (104) المجتمع المدني (1165) الولايات المتحدة (69) تكافؤ الفرص (1159) تمكين (99) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (604) حقوق الإنسان (87) حقوق ذوي الإعاقة (103) دليل الكويت للإعاقة 2025 (447) ذوو الإعاقة (172) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1115) ذوي الإعاقة (589) ذوي الهمم (63) ريادة الأعمال (475) سياسات الدمج (1143) شركاء لتوظيفهم (466) قمة الدوحة 2025 (732) كود البناء (532) لغة الإشارة (79) مؤتمر الأمم المتحدة (423) مجتمع شامل (1154) مدرب لغة الإشارة (723) مصر (122) منظمة الصحة العالمية (748)