وكالات – جسور – سماح ممدوح حسن
رغم التقدم العلمي والطبي، لا تزال الخرافات والطقوس الشعبية تلعب دورًا خطيرًا في حياة بعض المجتمعات، خصوصا فيما يتعلق بعلاج الأمراض المزمنة أو كسور العظام، ومن يمكن أن يترتب على تلك الممارسات من حدوث مضاعفات تصل حد التسبب في إعاقات دائمة، وعادة ما يكون غالبية الضحايا من الأطفال.
ومن بين أخطر هذه الممارسات، ما يُعرف بـ”تشويه الفم لدى الرضع أو إيبينو” ويتمثل في خلع الأسنان اللبنية أو براعمها لدى الأطفال الصغار، اعتقادا بوجود أرواح شريرة أو أمراض سحرية، هذه الممارسة، وغيرها من أشكال الطب الشعبي قد تؤدي إلى تشوهات جسدية دائمة والتهابات خطيرة، قد توصل إلى الوفاة.
ويعتبر خلع الأسنان اللبنية لدى الأطفال من الإعاقات المكتسبة بحسب تعريف الأمم المتحدة للإعاقة والذى ينص على أن”الإعاقة هي حالة أو وظيفة يحكم عليها بأنها أقل قدرة قياسا بالمعيار المستخدم لقياس مثيلاتها في نفس المجموعة”
تنتشر ممارسة خلع أسنان الأطفال كتقليد شعبية بشكل خاص، في الدول الأفريقية الفقيرة والمهمشة صحيًا وتعليميًا ، حيث تدنى مستويات نظم الرعاية الصحية الأولية، وتغيب التوعية المجتمعية وتنتشر المعتقدات التي تربط بين الأمراض الطفولية الطبيعية وبين أسنان الأرواح الشريرة، وتشير الدراسة إلى أكثر الدول التى تنتشر فيها هذه العادة فى القارة الأفريقية هى كينيا، وأوغندا أثيوبيا والسودان وتنزانيا.
وتقول دراسة أجريت على عدد من الأطفال الأوغندين الذين تعرضوا لهذه الممارسة أن لطقس خلع الأنياب والأسنان اللبنية بهذه الطريقة الوحشية للأطفال بأدوات بدأئية وغير معقمة، يترك آثارا على المدي القصير والطويل، كالحمي والنزيف والعدوي الفيروسية، والإيدز، حتى أن الدراسة رصدت وفاة 21% من الأطفال جراء هذه الممارسة. أما الآثار على المدي البعيد فتتمثل فى الإعاقة الدائمة بعدم بزوغ الأسنان أبدا، وتشوهات فى أنسجة الفم وتشوهات فى الوجه لا يمكن علاجها. وخلل فى وظيفة الأسنان كعدم الإطباق أو عدم إطباق الفك العلوي مع السفلي.
ويتوجه الأهل فى هذه المناطق إلى المعالج الشعبي فى القرية الذى يؤدي هذا الطقس بمسامير وأدوات بدائية. أيضا يمكن للعجائز فى بعض القري تأدية الطقس والقابلات كذلك.
وتشير الدراسة إلى أن الاهل يستشيرون المعالج الشعبي فى قراهم قبل وأثناء وحتى بعد الذهاب للمستشفيات. مما يشير إلي ضعف الوعي الصحي بالاضافة إلى الضغوط الاقتصادية.
في إحدى الحالات الموثقة بالدارسة تعرضت طفلة لعملية خلع رباعي لبراعم أنيابها اللبنية على يد معالج شعبي، ما أدى إلى نزيف حاد وتعفّن دموي، وفارقت الحياة خلال 24 ساعة.
وفي قصة أخرى تعرضت طفلة لتشوّهات في المينا والتاج، وفقدان دائم للأسنان أو ظهورها بشكل مشوه ومطمور واضطرابات إطباقية، مما أدى إلى ضعف في الأكل والكلام مما سبب باعاقة دائمة.