تعمل الوكالة الوطنية للبحث والابتكار في إندونيسيا «BRIN» على تطوير تكنولوجيا حديثة تستهدف تسهيل أنشطة الأشخاص ذوي الإعاقة وتعزيز قدرتهم على التواصل والتفاعل الطبيعي في حياتهم اليومية، وذلك عبر تقنيات مدعومة بالذكاء الاصطناعي تركز على التعرف على الصوت وتعبيرات الوجه.
وبحسب موقع «VOI » الإندونيسي، فإن مركز أبحاث الذكاء الاصطناعي والأمن السيبراني «PRKAKS» التابع للوكالة يقود هذا المشروع الطموح الذي يهدف إلى جعل العلاقة بين الإنسان والتكنولوجيا أكثر إنسانية، من خلال أدوات ذكية يمكنها فهم الصوت والتعبيرات الوجهية بشكل متقدم يسهم في تسهيل التواصل لذوي الإعاقة السمعية أو اللفظية.
وأوضح هيلمان فرديناندوس بارديدي، الباحث الخبير في مركز «PRKAKS»، أن تقنية التعرف على الصوت تعد أحد المحاور الرئيسية في المشروع، مشيراً إلى أن الهدف منها هو تمكين الأشخاص الذين يعانون من صعوبات سمعية من التواصل بسهولة باستخدام الأوامر الصوتية. وقال: «التحدث الصوتي يجعل التواصل أكثر طبيعية وإنسانية، فلا حاجة للمس أو الرؤية المباشرة، فقط استخدام الصوت كوسيلة تفاعل».
وأضاف أن عملية تطوير التعرف على الأصوات لا تزال تواجه تحديات تقنية متعددة، أبرزها تنوع اللهجات واللكنات، إلى جانب تأثير الضوضاء البيئية والاختلافات في ظروف المستخدمين. ومع ذلك، يؤكد بارديدي أن الفريق البحثي يركز على ابتكار حلول فعالة توفر دقة عالية في التعرف الصوتي بأقل استهلاك للموارد، بحيث تصبح هذه التقنيات في متناول الجميع، حتى لأولئك الذين يستخدمون أجهزة بسيطة أو منخفضة الإمكانيات.
من جانبه، أشار جيمبونج ساتريو ويبووانتو، كبير المهندسين في المركز ذاته، إلى أن جانباً آخر من المشروع يختص بتطوير تقنية التعرف على تعبيرات الوجه «FER»، والتي تمثل أداة تواصل بديلة للأفراد الذين يواجهون صعوبات في النطق أو التعبير اللفظي.
وأوضح أن هذه التقنية تعتمد على تحليل تعبيرات الوجه لاكتشاف مشاعر المستخدمين بدقة، الأمر الذي يجعل التفاعل بين الإنسان والآلة أكثر تعاطفاً وسلاسة.
وبيّن ويبووانتو أن تقنية «FER» يجري تصميمها لتعمل في الزمن الفعلي «Real-Time»، ما يعني أنها قادرة على قراءة التغييرات اللحظية في تعبيرات الوجه والتفاعل معها فوراً، وهو ما يمثل نقلة نوعية في مجال التواصل المساعد لذوي الإعاقة.
ويأتي هذا التوجه ضمن استراتيجية «BRIN» لتوظيف الذكاء الاصطناعي في تحسين جودة الحياة، لا سيما لفئات المجتمع التي تحتاج إلى دعم تقني خاص يتيح لها الاندماج بشكل أكبر في بيئة العمل والتعليم والمجتمع.
كما يعكس المشروع التزام الحكومة الإندونيسية بتعزيز الابتكار الشامل الذي يخدم مختلف الفئات دون استثناء.
ويأمل القائمون على المشروع أن تفتح هذه التقنيات الباب أمام حقبة جديدة من الحلول المبتكرة التي تمنح الأشخاص ذوي الإعاقة استقلالية أكبر وتواصلاً أكثر طبيعية مع محيطهم، بما يجعل التكنولوجيا أداة تمكين لا ترفاً رقمياً.