استطاع العرض المسرحي غير التقليدي”إنسانولوجي” أن يحول خشبة المسرح إلى مساحة جامعة للإبداع والتنوع والتمكين، مقدمًا نموذجًا رائدًا للفن الشامل الذي لا يعترف بالحواجز الجسدية أو الثقافية.
جاء العرض المسرحي نتاج لمشروع”أحلام مشبكة للفنون الأدائية الدامجة” وجمع بين 18 فنانًا وفنانة من خلفيات متعددة، بينهم 6 من ذوي الإعاقة و4 من دولتي السودان وفلسطين، ليقدموا للجمهور تجربة إنسانية بصرية مؤثرة تطرح أسئلة جوهرية عن الإنسان في القرن الحادي والعشرين من خلال حكايات شخصية وجسدية تعتمد على الارتجال.
استغرق عرض”إنسانولوجي” 50 دقيقة من الأداء المبهر بعد تدريبات امتدت لأكثر من66 ساعة على مدار خمسة أشهر. وشهد تماهيًا إبداعيًا بين جميع المشاركين لدرجة أن الجمهور لم يكن قادرًا على تمييز الفنان من ذوي الإعاقة عن غيره. في لحظة تجلٍ حقيقية لفكرة الدمج الكامل والتمثيل المتساوي.
إنسانولوجي تعرض حاليا على مسرح ستوديو ناصيبيان التابع لجزويت القاهرة، يحكى العرض عن تناقضات الإنسان في القرن الحادي والعشرين.
قدمت”رشا أرنست” صاحبة فكرة المشروع واستشارية إدماج الإعاقة التي تعمل في مجال التنمية الثقافية منذ أكثر من 15 عامًا، المبادرة إلى الصندوق العربي للثقافة والفنون”آفاق”عام 2024. وحصلت على الدعم اللازم لتحويل الحلم إلى واقع ملموس يهدف إلى تحرير الخيال من القيود النمطية وإتاحة الفرصة للفنانين من أصحاب القدرات الجسدية المختلفة للتعبير عن أنفسهم بحرية.
أبطال العرض” ومنهم إيمان حسن وحسين رمضان ومي مصطفى وياسمين سليمان وباسم حسين ونور الهدى جمال” وغيرهم، قدموا أداءً متميزًا استحق الإشادة وأكدوا أن الإرادة والموهبة لا تعترفان بأي عوائق.
العمل أخرجته ودربت عليه الفنانة ريهام رمزي. وشارك فيه فريق فني مميز ضم أبانوب زكريا، الصوت. وعمر شيرين، الإضاءة. شيماء فوزي وطوسون عبد الحميد، مساعدا إخراج.
سوف تعرض المسرحية للمرة الثانية فى أكتوبر المقبل داخل مصر وخارجها ضمن خطة المشروع لمواصلة بناء جسور من الفن والدمج والحرية.