.png)
نظم اتحاد الصم بولاية الجزيرة بالسودان احتفالية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة الإشارة، تحت شعار «لا حقوق إنسانية بلا حقوق لغة الإشارة»
شهدت الاحتفالية التي نظمت أمس الثلاثاء، مشاركة واسعة من الصم وأعضاء المجتمع المدني، وبحضور رفيع من القيادات الرسمية والمختصين.
انطلقت الاحتفالية في قاعة ود مدني حي الدبّاعة، بحضور شرفي بروّاد من بينهم وزير الرعاية الاجتماعية بولاية الجزيرة، ومدير التربية والتعليم، ومدير إدارة التربية الخاصة، وممثلة ديوان الزكاة.
وأعرب الحضور عن إعجابهم بهذا اليوم المميز، وأشادوا بدور اتحاد الصم في تعزيز الوعي بحقوق الصم ولغة الإشارة فى السودان.
وشارك في الاحتفالية عبد الرحمن الحبر الشيخ، عضو الاتحاد القومي، الذي قدم ورقة علمية تناولت الأبعاد النظرية والعملية لاعتبار لغة الإشارة حقاً إنسانياً أساسياً، وضرورة نشرها ليس للصم فحسب بل لغير الصم، كجسر للتواصل والتعايش المجتمعي.
كما شملت الفعاليات فقرات إبداعية جماعية بأداء من الفتيات الصم، حيث قدّمن عروضاً فنية بلغة الإشارة، إلى جانب ترديد الأناشيد الوطنية بصورة تفاعلية.
وقد أشادت الأمين العام لاتحاد الصم بولاية الجزيرة، مزدلفة خميس، بالدعم المعنوي والمادي الذي تلقاه الاتحاد من المساهمين والمتبرعين، واهدت الاحتفال لكل مترجمي لغة الإشارة داخل الولاية وخارجها.
وقالت: بدونهم تعذّر على الصم فهم محيطهم والتعبير عن أنفسهم، ونأمل أن يتعلم الجميع لغة الإشارة، فهي لغة أناملنا الجميلة، وجسر نحو تواصل مشترك.
كما قدمت اللجنة المنظمة عدداً من التوصيات الجوهرية، من بينها: رفع الوعي بأهمية لغة الإشارة ونشرها في المؤسسات التعليمية والإعلامية، وضرورة توفير أدوات التدريب والمعدات المساندة والمساعدة لتمكين الصم، وإنشاء مركز تدريبي متخصص لتعليم لغة الإشارة وتأهيل المترجمين والمحاضرين، إلى جانب تكثيف الدورات وورش العمل لمجتمع غير الصم لتعلم هذه اللغة.
وفي ختام الفعالية، أكد الوزراء في الحكومة الولائية على الاستجابة لمطالب الاتحاد، مشيدين بأن اتحاد الصم هو من أنشط اتحادات الإعاقة في الولاية، وأن الصم يستحقون الدعم والاستجابة الحقيقية لجهودهم ومطالبهم.
تحذير من استخدام لغة الإشارة غير السودانية
منذ أيام، أطلق الاتحاد القومي للصم السوداني تحذيراً من الاعتماد أو استخدام لغة الإشارة غير السودانية داخل الأنشطة أو البرامج الموجهة للصم في السودان.
وقد رأى الاتحاد أن استخدام إشارات من لغات أجنبية أو لهجات غير موحدة قد يضر بهوية لغة الإشارة السودانية، ويؤدي إلى تشويش في التواصل بين الصم داخل الولايات المختلفة.
وقد شدد الاتحاد على ضرورة الاعتماد على القاموس السوداني الموحد للغة الإشارة، الذي يراعي التناغم مع الثقافة والخصوصيات المحلية، وتجنب “الإشارات الوافدة” التي لا تتماشى مع السياق السوداني الداخلي.
هذا التحذير يُعد ضمن الجهود الأوسع لتعزيز الهوية اللغوية للناطقين بلغة الإشارة في السودان، وضمان استدامة لغة الإشارة السودانية كلغة تواصل وحماية للحقوق وللخصوصية الثقافية.
وقد سبق أن أكد الاتحاد أن سرعة النشرات أو استخدام إشارات غير معروفة قد تزيد من إشكالية الفهم بين الصم أو تؤدي إلى عزلتهم، ولذلك يجب تكريس العمل على الترجمة الموحدة والموثوقة ضمن إطار لغوي سوداني.
