أدى استمرار الحرب في السودان إلى زيادة كبيرة في أعداد الأشخاص ذوي الإعاقة، وفي ظل عدم توفر إحصاءات دقيقة عن العدد الإجمالي للمعاقين في البلاد، تشير التقديرات إلى أن أعدادهم قد تضاعفت بشكل ملحوظ بسبب استمرار النزاع.
وقالت آمنة عبد القادر، الأمين العام لمجلس الأشخاص ذوي الإعاقة في بورتسودان، في تصريحات لصحيفة “الشرق الأوسط”: «في ولاية البحر الأحمر وحدها، بلغ عدد ذوي الإعاقة حوالي سبعة آلاف شخص وفقاً لإحصاءات عام 2020، بينما استقبلت بورتسودان ما يقارب مئتي معاق نازح من العاصمة الخرطوم، بالإضافة إلى نازحين من ولاية الجزيرة».

جهود محدودة وتحديات متزايدة
تبذل جهود محدودة من قبل السلطات المحلية والمنظمات المجتمعية لتوفير المأوى والمساعدات الأساسية بالتعاون مع شركاء محليين، لكن هذه الجهود تظل غير كافية لمواجهة التحديات المتزايدة التي يواجهها ذوو الإعاقة، وتشمل: صعوبة توفير الاحتياجات الأساسية مثل العصي البيضاء وسماعات الأذن والكراسي المتحركة، فضلاً عن عوائق النزوح والوصول إلى الخدمات التعليمية والصحية.
وصمة اجتماعية وعقبات نفسية
توضح التقارير أن بعض الأسر تخفي أبناءها المعاقين داخل المنازل بسبب الوصمة الاجتماعية المرتبطة بالإعاقة، كما يعاني الكثيرون من صعوبات في الزواج وتكوين أسر نتيجة المفاهيم المجتمعية الخاطئة، ومع ذلك، تبرز نماذج مشرقة تتحدى هذه الظروف، مثل عمر البشير يوسف، الذي أصبح رمزاً للتحدي رغم إعاقته الحركية، ومحمد موسى وأمين عمر اللذين يواصلان ممارسة رياضة “كرة الجرس” ويحققان إنجازات رياضية دولية، حسب تقرير «الشرق الأوسط»
نداءات للدعم والدمج المجتمعي
تؤكد المسؤولات والمختصات في المجال أن الرياضة تمثل أداة حيوية لإدماج ذوي الإعاقة في المجتمع وتخفيف الآثار النفسية والاقتصادية للنزاع، ومع ذلك، يشددن على الحاجة إلى دعم أكبر من وزارة الشباب والرياضة والمنظمات الدولية لمواجهة التحديات القائمة، خاصة فيما يتعلق بتوفير خدمات النقل والتعليم للطلاب ذوي الإعاقات الذهنية، حيث تظل هذه الفئة من أكثر الفئات تهميشاً في ظل استمرار الحرب.