استقالة نائبة رئيس وزراء بريطانيا.. منحة الابن المعاق تتحول إلى فضيحة سياسية

استقالة نائبة رئيس وزراء بريطانيا.. منحة الابن المعاق تتحول إلى فضيحة سياسية

المحرر: محمود الغول - لندن
أنجيلا راينر نائبة رئيس الوزراء البريطاني وزيرة الإسكان

لا يزال الرأي العام البريطاني في حالة صدمة بعد إعلان أنجيلا راينر، نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الإسكان، استقالتها من جميع مناصبها، لكن القصة لا تتعلق بخطأ في دفع الضرائب فحسب، بل تمتد لتكشف عن قضية أخلاقية وسياسية معقدة تتمركز حول استخدامها أموال تعويضات طبية مخصصة لابنها المعاق.

تعود جذور القضية إلى عام 2008، عندما وُلد ابن راينر، تشارلي، بوزن أقل من رطل واحد، ونتيجة لخطأ طبي في أثناء الولادة، عانى تشارلي من إعاقة دائمة غيَّرت مجرى حياته وحياة عائلته. بعد معركة قضائية استمرت 11 عاماً، توصلت العائلة إلى تسوية مع هيئة الخدمات الصحية الوطنية (NHS) للحصول على تعويضات تهدف إلى رعاية تشارلي وضمان استقراره المالي مدى الحياة.

حصلت راينر على مبلغ 162.5 ألف جنيه إسترليني من صندوق خُصص لرعاية ابنها. وكان من المفترض أن تُستخدم هذه الأموال لتلبية احتياجاته الخاصة، من رعاية طبية متخصصة إلى تعديلات على المنزل لتناسب حالته الصحية. لكن ما حدث بعد ذلك أثار جدلاً واسعاً.

أنجيلا راينر وابنها
أنجيلا راينر وابنها

بعد فترة قصيرة من تلقي التعويضات، كشفت تقارير صحفية أن راينر استخدمت هذا المبلغ كدفعة أولى لشراء شقة فاخرة تطل على البحر في منطقة هوف. تبلغ قيمة الشقة 800 ألف جنيه إسترليني، مما جعل السؤال يفرض نفسه هل كان هذا الاستثمار يخدم مصلحة الابن المعاق أم مصلحة الوزيرة السياسية والشخصية؟

تفاقمت الأزمة عندما اعترفت راينر بدفع ضريبة عقارات أقل من قيمتها الحقيقية على الشقة الجديدة، مما دفعها إلى إحالة نفسها إلى مستشار رئيس الوزراء لشؤون الأخلاقيات.

وعلى الرغم من محاولتها تبرير الموقف بالقول إنها ارتكبت خطأً في تصنيف العقار، إلا أن هذه التبريرات لم تقنع أحداً. بل زادت من الشكوك حول دوافعها.

الاستقالة وتداعيات سياسية وأخلاقية
في نهاية المطاف، وتحت وطأة الضغط المتزايد، قدمت راينر استقالتها من جميع مناصبها، معترفة بخطئها في عدم طلب مشورة خبير ضرائب. ورغم أن الاستقالة تُعد إقراراً بالمسؤولية، فإنها لم تمحو حقيقة أن راينر استخدمت أموالاً خُصصت لرعاية ابنها المعاق لتحقيق مكاسب شخصية، مما يثير تساؤلات حول نزاهة السياسيين واستغلالهم للمناصب والظروف لتحقيق مصالح شخصية.

تأتي هذه الفضيحة لتُقوّض مصداقية حزب العمال، الذي يسعى لإقناع الجمهور بأنه يمثل الطبقة العاملة والمصالح الشعبية. ففي الوقت الذي تتزايد فيه التساؤلات حول أخلاقيات القيادة، تبرز قصة راينر كمثال على أن الثقة يمكن أن تُبنى على مدار سنوات، ولكنها يمكن أن تنهار في لحظة واحدة.

المقالة السابقة
«لا تختبئوا».. قصص ملهمة في منتدي جمع ذوي الإعاقة بأصحاب القرار بنيجيريا
المقالة التالية
برلمانية مغربية تطالب بزيادة مراكز اختبارات الوظائف لذوي الإعاقة

وسوم

أصحاب الهمم (45) أمثال الحويلة (391) إعلان عمان برلين (394) اتفاقية الإعاقة (537) الإعاقة (99) الاستدامة (889) التحالف الدولي للإعاقة (865) التشريعات الوطنية (684) التعاون العربي (416) التعليم (53) التعليم الدامج (48) التمكين الاقتصادي (63) التنمية الاجتماعية (887) التنمية المستدامة. (58) التوظيف (44) التوظيف الدامج (700) الدمج الاجتماعي (613) الدمج المجتمعي (130) الذكاء الاصطناعي (67) العدالة الاجتماعية (56) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (421) الكويت (66) المجتمع المدني (876) الولايات المتحدة (50) تكافؤ الفرص (875) تمكين (61) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (503) حقوق الإنسان (61) حقوق ذوي الإعاقة (75) دليل الكويت للإعاقة 2025 (368) ذوو الإعاقة (121) ذوو الاحتياجات الخاصة. (848) ذوي الإعاقة (422) ذوي الهمم (45) ريادة الأعمال (382) سياسات الدمج (861) شركاء لتوظيفهم (376) قمة الدوحة 2025 (509) كود البناء (371) لغة الإشارة (46) مؤتمر الأمم المتحدة (330) مجتمع شامل (868) مدرب لغة الإشارة (579) مصر (39) منظمة الصحة العالمية (599)