.png)
لم يصل بطل مصر البارالمبي في التايكوندو، عبدالرحمن محمود، والحاصل على المركز الأول في بطولة أفريقيا، إلى القمة صدفة، بل خاض رحلة شاقة بعزيمة لا تعرف التراجع، لم ينتظر أن تمنحه الحياة فرصة، بل صنع لنفسه طريقًا مضيئًا بالطموح والإصرار.
وُلد عبد الرحمن محمود بإعاقة في يده اليمنى، يدٌ لو أصابها خدش بسيط أربك الجسد كله، فكيف لو عجزت؟، لم يختبئ عبد الرحمن خلف إعاقته، لم يشكُ في قدراته أو يستسلم لإحباط من حوله، مارس الرياضة منذ صغره، واعتاد صعود منصات التتويج، يحصد الميداليات الذهبية واحدة تلو الأخرى. وفي الوقت نفسه، لم تغب عنه قاعة المحاضرات، فدرس بتفوق في كلية التجارة بجامعة حلوان، ثم بدأ عمله محاسبًا في مجال المقاولات بعد التخرج.
لكن طموحه لم يتوقف عند النجاح الأكاديمي أو المهني، بل اختار طريق البطولة، وانضم إلى المنتخب المصري “البارالمبي” للتايكوندو، وحصل على المركز الأول في بطولة إفريقيا، فكان النصر خير مكافأة على كل تعب مضى.
ولأن الانتصارات لا تأتي فرادى، حصل عبد الرحمن على المركز الأول في التصفيات الإفريقية بالعاصمة السنغالية، ومن ثم تأهل لخوض منافسات دورة الألعاب البارالمبية في باريس 2024، حاملًا معه الحلم المصري بالميدالية الذهبية، وسلاحه الإيمان والإصرار والتحدي.
يحكي بطل الباراتايكوندو المصري عن رحلته لـ “جسور” قائلًا: “اعتدت دائمًا أن أرى الجزء الممتلئ من إنائي، وهذا ما جعلني لا ألتفت لكثير من التحديات والنقد والعقبات التي كانت تقف بيني وبين حلمي، حتى الإصابات الشديدة التي أتعرض لها دائمًا أعتبرها ضريبة للنجاح”.
ويضيف: يكفيني من العالم أنني أملك أسرة تدعمني بشدة، ووالدين يؤمنان بي في الإخفاقات قبل النصر. وزاد كرم الله حين عملت كموظف في البنك الأهلي الكويتي، ورُزقت بأسرة ثانية داخل العمل تُكثر من دعمي وتفخر بي وتذلل لي العقبات، أما من وقفوا في طريقي طوال الرحلة، ومنهم من راهن على فشلي، فلا ألقي لهم بالًا، ولا أسمح لعقلي أن يتأثر بهم، وربما هذا هو سر نجاحي بعد توفيق الله ودعم أسرتي”.
ويكمل حديثه، قائلا: “انضممتُ لبطولة المنتخب المصري الباراتايكوندو 2025، والتي بدأت ببطولة الجمهورية، وحصلت فيها على مركز أول، وأستعد الآن لبطولة كأس العالم شهر أكتوبر القادم، حاملًا سلاحي نفسه، وراجِيًا من الله التوفيق”.
