تكساس – جسور- فاطمة الزهراء بدوي
أعلنت مؤسسة مورجان وندرلاند، التى يترأسها مؤسسها جوردون هارتمان، عن إفتتاح أول فندق في العالم مصمم بالكامل لخدمة ذوي الإعاقة الجسدية والذهنية والحسية دون استثناء. المشروع، فى خريف عام 2026 بولاية تكساس.
الفندق الذي يجرى انشاءه بمدينة سان أنطونيو بالقرب من منتزه “مورغان وندرلاند”، يمثل نقلة نوعية تتجاوز فكرة التيسيرات الجزئية، نحو تصميم شامل مدمج مع تفاصيل الحياة اليومية لذوي الاحتياجات المختلفة.

الفندق يضم أكثر من تسعين غرفة مجهزة هندسيًا لاستيعاب الكراسي المتحركة، ومزودة بأبواب وممرات عريضة، وأسِرة مصممة لسهولة الاستخدام، وحمامات توفر أقصى قدر من الاستقلالية. جميع الغرف خالية من العوائق، بما يضمن حرية حركة حقيقية للأشخاص ذوي الإعاقات الحركية والبصرية والسمعية، إضافة إلى من يعانون من اضطرابات إدراكية أو حسية.
الجانب التقني في المشروع يُعد من أبرز عناصر التميز. التحكم في الإضاءة، التكييف، الستائر، والتلفاز يتم عبر الأوامر الصوتية، ما يتيح للنزلاء إدارة غرفهم بسهولة دون حاجة للمساعدة. كما يمكن للضيف، قبل الوصول، إدخال احتياجاته على الموقع الإلكتروني للفندق، ليتم إعداد الغرفة بناء على تلك المعطيات. الخصوصية والاعتماد على النفس توضع في قلب التجربة، دون حاجة لتدخل دائم من الموظفين.
صُممت المواد المستخدمة في البناء الداخلي لتقليل الضجيج وامتصاص الترددات الحادة، لتوفير بيئة مريحة للأشخاص الذين يعانون من فرط الحساسية السمعية أو التوحد. الألوان والإضاءة مدروسة بدقة لتجنب الإرهاق الحسي، سواء في الغرف أو الممرات. مطاعم الفندق توفر قوائم طعام مرئية وسهلة القراءة، وتُعرض أيضًا بطريقة برايل، مع تدريب طاقم العمل على التواصل الواضح والاحترام الكامل لخصوصيات الضيوف.
المنشأة تشمل مسبحًا مزودًا بمداخل تدريجية ومقاعد قابلة للتحريك، وصالة رياضية بأجهزة معدلة يمكن استخدامها من قِبل من يعانون من الشلل النصفي أو الكلي. في كل ركن من أركان المكان يظهر التخطيط المسبق المبني على استشارات حقيقية مع أصحاب الإعاقة وأسرهم ومقدمي الرعاية، دون الاعتماد على نظريات مجردة أو تصورات بعيدة عن الواقع.

المشروع تقوده شراكة تجمع جهات حكومية، شركات خاصة، منظمات حقوقية، ومراكز بحثية متخصصة في التصميم الدامج. الاستشاريون شملوا أطباء، مهندسين، وخبراء في الصحة النفسية، لضمان توافق التصميم مع معايير الحياة الكريمة، وليس فقط مع شروط الامتثال القانونية.
بجوار الفندق، أُسس “معهد الشمول”، كمركز تدريبي يهدف لنقل التجربة إلى مدارس ومراكز صحية ومؤسسات سياحية أخرى. الهدف يتمثل في نشر ثقافة التصميم الشامل، وتعليم العاملين كيفية استيعاب الاختلاف باحتراف وإنسانية.
الفندق لا يُقدم خدمات سياحية، وأيضًا يمثل تحولًا في طريقة التفكير حول الإعاقة، حيث لا يُطلب من الشخص التكيف مع المكان، بل يُصمم المكان ليتناسب معه. وبدلًا من تقديم غرفة واحدة “معدلة”، يُعاد هيكلة تجربة الضيافة من جذورها لتكون عادلة ومنصفة.
يتجاوز المشروع دوره الخدمي إلى أفق أوسع، يضع الأشخاص ذوي الإعاقة في قلب مشهد السفر، لا في هامشه. فتُطلق تكساس فندقًا جديدًا، وتوجه رسالة عالمية تؤكد أن احترام الكرامة يبدأ من احترام التفاصيل، وأن السفر حق لا يجب أن تعيقه الحواجز المعمارية أو الثقافية.