«اقرأ مع زينب» مبادرة مصرية انطلقت من مدينة طنطا. فى عام 2014. حيث خصصت المبادرة يومًا أسبوعيًا لأطفال ذوي الإعاقة. داخل مكتبة نادي طنطا الرياضي للقراءة والحكي والأنشطة التفاعلية.
«اقرأ مع زينب» مبادرة مصرية انطلقت من مدينة طنطا في عام 2014، حيث خصصت يومًا أسبوعيًا لأطفال ذوي الإعاقة. داخل مكتبة نادي طنطا الرياضي. للقراءة والحكي والأنشطة التفاعلية.
زينب سليمان، مؤسسة المبادرة. تحدثت لـ«جسور» عن بدايات التجربة الملهمة. مستغلة عملها كأمينة مكتبة في إحدى مدارس طنطا. عقب تخرجها في الجامعة.
تقول زينب إن مَن ألهمها بهذه الفكرة كان احتكاكاتها المباشرة مع الأطفال. وكذلك حرص الأمهات على تعليم أبنائهم من ذوي الهمم. لتطوير المبادرة وجعلها منصة دمج شاملة. تعزز ثقة الأطفال بأنفسهم. وقدرتهم على التعبير بحرية. وتفتح لهم أبواب التعلم بأساليب ممتعة ومبتكرة.

اقرأ مع زينب مبادرة تخدم تخدم الأطفال داخل مصر وخارجها
بدأت مبادرة «اقرأ مع زينب» بهدف تحويل حصة المكتبة من نشاط تلقيني إلى تجربة تفاعلية. تنمي مهارات القراءة والفهم والتلخيص والإبداع. مع التركيز على الدمج الكامل للأطفال من ذوي الهمم. ومنذ انطلاقها، توسعت المبادرة لتخدم مئات الأطفال داخل مصر وخارجها. مع استخدام مزيج من اللقاءات الحضورية والأنشطة الإلكترونية.
وتؤكد زينب أن المبادرة لم تقتصر على القراءة التقليدية فقط. بل دمجت أنشطة تعليمية تفاعلية مرتبطة بالقصص. تشمل الألعاب التعليمية والتجارب العملية والورش التي تربط الكتاب بالواقع. مما يعزز المتعة والتفاعل ويحفز الأطفال على المشاركة بشكل فعال.

تبسيط النصوص واستخدام الصور
وأوضحت أن تصميم الأنشطة للأطفال من ذوي الهمم. يعتمد على اختلاف القدرات داخل كل مجموعة. مع تبسيط النصوص واستخدام الصور والحركة واللمس والصوت. لضمان مشاركة كل طفل وفق إمكاناته.
وتقول أن الفارق الأساسي بين القراءة للأطفال ذوي الهمم والأطفال العاديين في الإيقاع وطريقة التقديم. الأطفال العاديين يحتملون القصة الطويلة بعكس ذوي الهمم الذين يجب تجزئة المحتوى. بالإضافة لإستخدم صور أكثر وحركة ولمس وصوت. لكن في النهاية، الجميع يحب القصة ويتفاعل معاها، كلا بطريقته.

وعن النتائج التطورية التى رصدتها زينب بعد تنفيذ مبادرتها. قالت:«إن الأطفال من ذوي الهمم أظهروا تقدمًا ملموسًا منذ انضمامهم للمبادرة. حيث أصبح بعضهم يمسك الكتاب بثقة أكبر. وتحسنت قدرة البعض الآخر على متابعة أحداث القصة. بينما عبر بعضهم عن الأفكار بالرسم أو الإشارة. فالطفل من ذوي الهمم صار بإمكانه أن يقول، أنا هنا».
وتؤكد أن حتى أبسط أشكال التعبير تعتبر مكسبًا كبيرًا. لأنها تعزز من ثقة الطفل بنفسه. وتفتح له المجال للتواصل والمشاركة.

وعن الصعوبات التى واجهتهتا فى دمج الأطفال ذوي الهمم. فى ورش القراءة. تقول:«غالبا ما تكون الصعوبات فى الانتباه أو متابعة الأحداث أو التعبير عن الفكرة. لكني أتغلب على هذا كله بتبسيط النص بالصور وبالتكرار. وأنشطة حسية مرتبطة بالقصة وخلق بيئة آمنة بدون ضغط. والأهم السماح لكل طفل المشاركة بحسب قدراته».
اختلاف قدرات الأطفال
لكنها تضيف أن أصعب التحديات تتمثل فى اختلاف القدرات داخل نفس المجموعة. فلكل طفل سرعة وطريقة مختلفة. لكنها تتغلب على هذا التحدي بتقسيم الأطفال واستبدال الأنشطة. بما يتناسب مع قدراتهم. مؤكدة:«تململ الأطفال عادة. لكن بحركات بسيطة أثناء الحكي أو غناء نشيد أو تمارين اللمس تعيدهم للتركيز مرة أخرى».
وعن كيفية إعدادها وإدارتها لورش القراءة للأطفال. تقول:« المبادرة تقدم الدعم للأطفال من ذوي الهمم أولا. من خلال خلق بيئة آمنة. وتقسيم الأنشطة حسب مستويات القدرة المختلفة. واستخدام التكرار والأنشطة الحسية المرتبطة بالقصة. مع دمج الحركة أثناء الحكي مثل غناء نشيد أو الألعاب السريعة. ما يقلل التململ ويزيد التفاعل».
وعن دور أسر الأطفال ذوي الإعاقة لتفعيل وزيادة الاستفادة من ورش القراءة. أكدت زينب أن دور الأسرة محوري. فمتابعة القراءة والأنشطة في المنزل تعزز أثر المبادرة بشكل كبير، وتجعل الطفل يشعر بالاستمرار والدعم.
وعلى مدار سنوات المبادرة تعاونت«اقرأ مع زينب» مع مبادرات أو متخصصين في التربية الخاصة أو العلاج باللعب. مثل مبادرة نُمكن و مبادرة صحوة فن. مما يضمن أن المحتوى المقدم مناسب وآمن وفعّال.
اقرأ مع زينب.. مبادرة عمرها 11 عاماً
ومع مرور السنوات، تشكّلت رؤية واضحة وأهداف للمبادرة. تتجاوز فعل القراءة ذاته. لتصل إلى بناء طفل واثق قادر على فهم العالم والتعبير عن نفسه. ومن أهم هذه الأهداف كما أكدت عليها المؤسسة. تحسين مهارات القراءة. والفهم والتلخيص لدى الأطفال من جميع المراحل العمرية.
وأيضا تنمية قدرة الأطفال على التعبير عن أنفسهم شفهيًا وكتابيًا. بالإضافة إلى هدف صار هو الأسمى. بدمج الأطفال من ذوي الهمم في الأنشطة التعليمية والترفيهية بشكل كامل. وتعزيز ثقتهم بأنفسهم واستقلاليتهم. وتحفيز الإبداع والتفكير النقدي من خلال المناقشات العروض والمناظرات.

ومع تطوّر مبادرة «اقرأ مع زينب»، أصبح لكل مرحلة عمرية مساحتها الخاصة. التي تُراعي احتياجاتها وطريقة مشاركتها في عالم القراءة. فالمبادرة لا تقدم نشاطًا موحّدًا للجميع، بل تبني لكل فئة تجربتها التعليمية الخاصة. تجربة تنمو مع الطفل خطوة بخطوة..
بهذا التدرّج، تتحوّل القراءة من حكاية قصيرة تُروى في الصف إلى وسيلة للتعلّم، ثم إلى أداة للفهم والتحليل. ثم إلى بوابة أوسع للتفكير النقدي واكتشاف العالم.
أطفال KG1 حتى الصف الأول الابتدائي
وقد قسمّت مراحل القراءة كالتالي:
أولاً: KG1 حتى الصف الأول الابتدائي 4–7 سنوات: قراءة قصص مناسبة للسن. وشرح معلومات مبسطة، نشاط رسم أحداث القصة. وتكليف منزلي بسيط، مع تقسيم الفصول لضمان التفاعل المناسب.
ثانيا: الصف الثاني حتى الرابع الابتدائي 8–10 سنوات: تفعيل القراءة الحرة، مساعدة الأطفال المتعثرين. تقديم معلومات مبسطة عن الكواكب والفضاء وجسم الإنسان. تدريب الأطفال على تلخيص القصص، وتكليف نشاط منزلي عن عالم أو كوكب يختاره الطالب.
ثالثا: المرحلة الإعدادية: القراءة الحرة، أبحاث وعروض شفوية. مناقشات ومناظرات وبالإضافة لندوات معدة من الطلاب لتعزيز مهارات التفكير والتحليل.
رابع: الصف الأول الثانوي: محاضرات ثقافية، مناقشة أعمال أدبية متنوعة، توسيع أفق الطلاب وإثراء ذائقتهم القرائية.
وعن توسع نشاط المبادرة خارج مكتبات المدارس. تقول:« منذ عام 2016، وسعت المبادرة نشاطها إلى قصر ثقافة الطفل خلال فترة الصيف. مع تعريف الأهالي بالمبادرة وتحفيز تجاوبهم. واستئجار مكان خاص برسوم رمزية لاستضافة الأطفال. واستمرت المبادرة في مكتبة نادي طنطا الرياضي ونادي ماتركس الرياضي، مع تقديم أنشطة القراءة والحكي للأطفال في دور الرعاية. مثل دار خير بلدنا للأطفال بلا مأوى. كما شارك الأطفال في مهرجان توت توت لكتب الأطفال بالتعاون مع مبادرات ودور نشر تهتم بالدمج مثل «نُمكّن، و حادي بادي، وتنمية و مرح».
وبما أننا نعيش عصر الثورة الرقمية لم يكن كافيا أن تكون المبادرة للحضور فقط فهناك المئات لن يتاح لهم الحضور فى أماكن الورش. ولذا أطلقت المبادرة فى 2020،. نسختها الإلكترونية عبر Zoom، لتصل إلى الأطفال في المملكة العربية السعودية، سلطنة عمان، الإمارات، والمصريين المقيمين بالخارج. مع تقسيم المشاركين حسب الأعمار والقدرات، مما عزز أثر المبادرة وتوسع نطاق المستفيدين.

أمريم ومالك.. التجربة الأقرب للقلب
ومن خلال خبرتها فى القراءة للأطفال طوال 11 عام. تقول زينب عن أفضل طريقة للقراءة للأطفال هى الموازنة بين قراءة النص كما كُتب. وبين توضيح أو تبسيط جمل باللهجة العامية. عندما يصعب على الطفل فهمها. وهو ما سيصل بنا لتحقيق الاستفادة والفهم والمتعة فى آن.
وسط كل ورشة قراءة، وبين صفحات الكتب الملونة وأصوات الحكايات، تبرز لحظات صغيرة لكنها تصنع فارقًا كبيرًا في حياة الأطفال من ذوي الهمم. لحظات يرى فيها الطفل نفسه قادرًا، ومسموعًا، ومرئيًا، ويجد فيها مساحة آمنة ليعبّر بطريقته الخاصة.
ومن بين هذه اللحظات تبرز تجارب مميزة أصبحت شاهدًا على أثر المبادرة، وأقربها إلى قلب زينب. كانت تجربة مريم ومالك. المشاركان منذ 2023، حيث تمكنا من التعبير عن أحداث القصص. بالرسم والإشارات. وهم أيضا أبطال فى السباحة. ما رفع من ثقتهم بأنفسهم، وأكد لهم أن لكل طفل طريقته وسرعته الخاصة في التعلم.
زينب توجه رسالة لأولياء أمور الأطفال بأن يقبلوا الطفل كما هو. وعدم مقارنته بغيره فى استيعابه للقصص. فالقراءة ليست رفاهية. هي وسيلة لخلق مساحة آمنة. نصغي فيها للطفل ليعبر عن نفسه.
وتقول لمن يريد تعلين الأطفال القراءة. خاصة ذوي الهمم. بأن يكون صبور ولديه شغف بالقراءة والعمل مع هذه الفئة. وأن يكون مدركا لكيفية إدارة هذه الورش. وتهيئتها بما يتناسب مع كل طفل وقدراته على حده.


.png)
















































