Skip to content

الأدب الهندي يسلط الضوء على الكتابة الذاتية والسرد لتجارب ذوي الإعاقة

الأدب الهندي يسلط الضوء على الكتابة الذاتية والسرد لتجارب ذوي الإعاقة

المحرر: فاطمة الزهراء بدوي - الهند

تزدهر في الهند مؤخرًا حركة أدبية متنامية تسلط الضوء على تجارب الأشخاص ذوي الإعاقة، وتعيد تشكيل نظرة المجتمع إليهم من خلال السرد الصادق والكتابة الذاتية.. من بين هذه الإصدارات البارزة، كتاب الكاتبة ك. فايشالي K. Vaishali، الحاصلة على جائزة يوڤا بُراسكار من أكاديمية ساهيتيا 2024، بدأت مشروعها كرواية، لكنها سرعان ما اكتشفت أن ما تكتبه لا ينتمي للخيال، ولكنه اعتراف حقيقي ينبض بالحياة، ليصبح كتابها صوتًا أصيلًا للمهمّشين.

في السياق نفسه، يقدم الشاعر والكاتب أبهيشيك أَنِكا Abhishek Anicca رؤيته في كتابه “قواعد جسدي”، وهو مجموعة مقالات شخصية تستعرض التحديات الذهنية والجسدية التي يواجهها الشخص ذو الإعاقة، يدعو إلى التعامل مع الأشخاص ذوي الإعاقة بوصفهم بشرًا كاملي الإنسانية، لا مجرد رموز إلهام أو ضحايا دائمين. كلا المؤلفين، فايشالي وأنيكا، يعتبران الكتابة ملاذًا نفسيًا ومساحة آمنة لاستكشاف الهوية وتوثيق التجربة ومناصرة التغيير.

بحسب بهافانا موكيرجي Bhavana Mukherjee، المديرة التنفيذية لمؤسسة ADAPT (الجمعية السابقة للمصابين بالشلل الدماغي في الهند)، فإن الأدب الذي يكتبه أو يتمحور حول أشخاص ذوي إعاقة يملك قوة هائلة لتغيير الصور النمطية، من خلال تقديم تجارب حقيقية مركبة، تنقل التركيز من الإعاقات الطبية إلى العقبات المجتمعية.

وتضيف أن النشر المستقل والدور الأكاديمية في الهند باتت أكثر انفتاحًا على الأعمال التي تقارب الإعاقة من منظور تقاطعي يدمج التجربة الذاتية مع النظرية والسياسات العامة.

تشير الكاتبة والأستاذة الجامعية شيلبا أناند Shilpaa Anand إلى أن تطور أدب الإعاقة ترافق مع نضال قانوني وحقوقي، خصوصًا منذ مناقشة قانون حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة عام 2016، كما ساهمت المدونات ووسائل التواصل الاجتماعي في تفكيك السرديات السائدة، وتوسيع دوائر التمثيل.

من جهته، يرى الباحث هيماشاندرا كارا Hemachandran Karah أن تزايد الاهتمام بـ”الانكسار” كحالة إنسانية سواء في الذات أو العلاقات أو المؤسسات، ساهم في توسيع الاهتمام الأكاديمي بالأدب المرتبط بالإعاقة.

أما نيدهى جويل Nidhi Goel، مؤسسة منظمة Rising Flame، فتؤكد على أهمية تمكين ذوي الإعاقة من سرد حكاياتهم بأنفسهم، وتشجيع الكتّاب السائدين على دمج شخصيات معاقة في أعمالهم، بصورة طبيعية وغير نمطية.

يواجه الأدب المعني بالإعاقة تحديات كبيرة في التوزيع والتسويق، إذ تعتبره دور النشر التجارية “فئة ضيقة”، ورغم فوز كاتبات مثل فايشالي وساو إيتشيكاوا في اليابان بجوائز أدبية كبرى، يبقى الاعتراف الواسع محدودًا.. ومع ذلك، يرى البعض أن السوق سيطور أدواته قريبًا، وسيتحول الأدب الذي يعكس هذه التجارب إلى تيار مؤثر.

هذه المؤلفات لا تهم ذوي الإعاقة وحدهم، حيث تخاطب كل قارئ؛ لأنها تسائل الانحيازات، وتكشف هشاشة افتراضاتنا حول الجسد والهوية، وتذكرنا بأن القدرة ليست حالة دائمة، إنها كتابة تعيد الاعتبار للإنسان، بكل تنوعه وضعفه وقوته.

المقالة السابقة
حنان محسن أول صماء عربية تحصد درجة الماجستير من جامعة “جاليوديت”
المقالة التالية
مصر تتلقى خطاباً رسمياً للمشاركة فى دورة ألعاب كرة القدم للصم باليابان