نظم «الملتقى الثقافي للمكفوفين» بمحافظة الطفيلة في المملكة الأردنية الهاشمية، مسيرة توعوية واحتفالية تهدف إلى تعزيز الوعي المجتمعي بحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وإبراز دورهم الفاعل في المجتمع، وتسليط الضوء على أهمية دعمهم وتمكينهم من ممارسة حياتهم باستقلالية وكرامة.
شارك في الاحتفالية عدد من الجهات الرسمية والأهلية، حيث كان من بين المشاركين مدير شرطة الطفيلة، ومؤسسة إعمار الطفيلة، ومدير مديرية التربية والتعليم، إضافة إلى فرق الكشافة التابعة للتربية والتعليم، إلى جانب حضور فاعل من المكفوفين وأبناء محافظة الطفيلة ممثلين عن المؤسسات المعنية والداعمة.
وانطلقت المسيرة من أمام مبنى المحافظة باتجاه مؤسسة إعمار الطفيلة، حيث رفع المشاركون العصا البيضاء كشعار للاستقلالية والأمان للمكفوفين، فيما أطلق المشاركون رسائل تدعو إلى احترام حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة البصرية، وضرورة توفير بيئة ميسّرة وآمنة لهم، بما يضمن لهم حرية الحركة والعيش بكرامة.
وفي كلمتها خلال الاحتفالية، أكدت رئيسة الملتقى الثقافي للمكفوفين سهير عبد القادر على أهمية تعزيز وعي المجتمع بدلالة العصا البيضاء كرمز لحرية التنقل والاستقلالية للمكفوفين، مشددة على ضرورة تطبيق التشريعات التي تكفل حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في مختلف مناحي الحياة، لا سيما في مجالات التعليم والعمل والمشاركة المجتمعية. وأضافت أن جلالة الملك عبد الله الثاني هو الداعم الأول للمكفوفين والمؤمن بقدراتهم، ويشكل قدوة لكافة الجهات في احترام حقوق وكرامة ذوي الإعاقة.
من جانبه، قال محافظ الطفيلة الدكتور محمد الماضي، خلال رعايته للمسيرة، إن هذه الفعالية تجسد أهمية العصا البيضاء باعتبارها أداة الاستقلالية للكفيف أثناء تنقله في الحياة اليومية، مشيرًا إلى أن هذه الفئة تحتاج إلى دعم حقوقي ومساندة لتنمية مهاراتها وتمكينها، ومؤكدًا على أهمية الدور الرسمي في رعاية ودعم هذه الفئة المجتمعية الفاعلة.
وأشار الشيخ مصطفى العوران، رئيس مجلس إدارة مؤسسة إعمار الطفيلة، إلى الجهود التي يبذلها «الملتقى الثقافي للمكفوفين»، مؤكدًا أن هذه الكوكبة من المكفوفين تجسد أسمى معاني الإرادة والتحدي والعزيمة من خلال قصص النجاح التي استعرضوها داخل قاعات المؤسسة أمام الحضور، لافتًا إلى أهمية تضافر جهود كافة المؤسسات لدعمهم وتمكينهم.
ومن جهته، أوضح مدير المشاريع في «الملتقى الثقافي للمكفوفين» عمر عربيات أن الملتقى يحتفل سنويًا باليوم العالمي للعصا البيضاء في محافظة يتم اختيارها بعناية بهدف تفعيل دور المكفوفين وتعزيز الشراكة مع المؤسسات والجمعيات المختلفة، وتسليط الضوء على أهمية العصا البيضاء كرمز للكرامة والحرية. وأكد عربيات أن الملتقى هو الهيئة الوحيدة في المملكة التي توصل رسائل ثقافية وحقوقية بأرقى صور التمكين المجتمعي، مقدمًا شكره لجميع الجهات المشاركة والداعمة، ومشيدًا بالتعاون الذي يعكس روح المسؤولية المجتمعية ويدعم الجهود الوطنية في تحقيق التنمية الشاملة والمستدامة.