حالات نادرة لفقدان الأطراف بسبب لعاب الكلاب.. «ترينر» ليست الأولى

يضرب المثل بالكلب في الوفاء للإنسان، لكن في الحقيقة هناك جانبا خفيا من العلاقة بين البشر والحيوانات الأليفة، خصوصا الكلاب، يحمل قدرا من الخطورة القاتلة، وفي أقل الظروف سوءا يصل الأمر إلى الإصابة بإعاقة جسدية دائمة، ففي بعض الحالات النادرة، قد يؤدي لعاب الكلاب إلى التهابات شديدة قد تُفضي إلى بتر الأطراف أو حتى الوفاة.

في عام 2019، تصدّرت وسائل الإعلام العالمية قصة ماري ترينر، وهي امرأة أمريكية من ولاية أوهايو، تعرضت لعدوى قاتلة بعد أن لعق جروها جرح بسيط في يدها.

أصيبت ماري بعدوى بكتيرية تعرف باسم Capnocytophaga canimorsus، وهي بكتيريا تعيش بشكل طبيعي في أفواه الكلاب والقطط، لكنها قد تكون قاتلة إذا دخلت إلى مجرى الدم، خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم ضعف في المناعة أو يعانون من مشاكل صحية مزمنة.

في غضون أيام، دخلت ماري في حالة تعفن دم حاد (sepsis)، مما استدعى تدخلاً طبياً عاجلا، ومن أجل إنقاذ حياتها، اضطر الأطباء إلى بتر ذراعيها وساقيها الأربع.

ما هي بكتيريا Capnocytophaga؟

هي نوع من البكتيريا موجود بشكل طبيعي في لعاب الكلاب والقطط، تنتقل إلى الإنسان عبر العض أو الخدش أو حتى اللعق على جرح مفتوح، قد تؤدي إلى التهاب شديد في الدم، وتسمم دموي، وفشل في الأعضاء الحيوية، رغم أن الإصابة بهذه البكتيريا نادرة جدًا، لكنه وارد الحدوث.

ووفقًا لمراكز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC) تم توثيق أقل من 500 حالة إصابة خطيرة بهذه البكتيريا في الولايات المتحدة على مدى عدة عقود، لكن عند حدوث الإصابة، تكون المضاعفات شديدة، وقد تصل إلى الوفاة في حوالي 30% من الحالات إذا لم تُعالج بسرعة.

حالات موثقة

في صيف 2018، عاش جريج مانتوفيل، البالغ من العمر حوالي 48 سنة من West Bend، ولاية ويسكونسن، تجربة مروعة وغير متوقعة، بدأ يشعر بأعراض تشبه الإنفلونزا في أواخر يونيو، ثم سرعان ما تدهورت حالته إلى صدمة إنتانية (septic shock).

وشخص الأطباء السبب بأنه بكتيريا Capnocytophaga canimorsus الموجودة في لعاب الكلاب، ويُعتقد أن العدوى دخلت جسمه بعد تعرض للعلق من كلبه أو من الكلاب التي كان على اتصال بها، ونتيجة العدوى، انخفضت الدورة الدموية في أطرافه بشكل حاد، مما اضطر الأطباء لبتر ساقيه من فوق الركبتين، بالإضافة إلى يديه وأجزاء من ذراعيه.

علاوة على ذلك، تأثر أنفُه وتضررت أجزاء من الوجه مما استدعى تدخلا جراحيًا تجميليًا.

رغم الألم والإعاقة، ظل جريج متمسكًا بالحياة، وقال إنه لا يلوم الكلاب، ويريد أن يتعافى قدر الإمكان مع أطراف صناعية ومستوى من الاستقلالية.

رجل ألماني بريمن المجهول

في نوفمبر 2019، نقل الأطباء حالة رجل ألماني غير معروف الاسم، عمره 63 سنة، من مدينة بريمن، إثر إصابته بعدوى قاتلة بعد أن لعقه كلبه.

الرجل، الذي كان في السابق بصحة جيدة، ولم يُبلغ عن إصابات أو لدغات، بدأ يعاني من الحمى وصعوبة في التنفس بعد حوالي ثلاثة أيام من ظهور الأعراض.

ثم تطورت الحالة بسرعة إلى إنتان حاد (sepsis)، وظهور بقع دموية تحت الجلد (petechiae) وتغيرات جلدية، إضافة إلى تضرر وظائف الكبد والكلى.

بالرغم من تلقيه علاجًا بالمضادّات الحيويّة والرعاية المركزة في مستشفى Rotes Kreuz في بريمن، إلا أن الحالة استمرت في التدهور، وتوفي الرجل بعد حوالي 16 يومًا من بدء العلاج.

الأشخاص الأكثر عرضة للخطر؟

• المصابون بأمراض مزمنة مثل السكري أو أمراض الكبد.
• من لديهم ضعف في الجهاز المناعي نتيجة الأدوية أو الأمراض.
• كبار السن.
• من أجروا عمليات استئصال للطحال.

الوقاية أفضل من العلاج

وينصح الأطباء لتجنب مخاطر لعاب الكلاب عدم السماح لها بلعق الجروح أو الخدوش المفتوحة، وغسل اليدين جيدًا بعد التعامل مع الحيوانات، ثم طلب الرعاية الطبية إذا ظهرت أعراض مفاجئة، مثل الحمى أو التقيؤ أو آلام العضلات بعد تعرض الجلد للعق أو العض