الأمريكية ماريسا بود أصبحت أول ممثلة ذات إعاقة. تجسّد شخصية «نيساروز ثروب» في الجزء المرتقب من فيلم «Wicked: For Good». والمقرر عرضه في 21 نوفمبر الجاري.
وتمثّل بود حالة خاصة في الوسط الفني، إذ كرّست مسيرتها للدفاع عن حضور الممثلين المعاقين في الأعمال السينمائية الكبرى.
الظهور المرتقب لماريسا بود هو استمرار لسلسلة أفلام «Wicked». التي أحدثت تحول مهم في تمثيل ذوي الإعاقة في هوليوود، وسعت إلى تغيير النظرة السائدة حول الإعاقة باعتبارها جزءًا طبيعيًا من التنوع الإنساني.
الأمريكية ماريسا بود في أول مشاركة بارزة في هوليوود
ورغم النجاح الكبير الذي حققته الأمريكية ماريسا بود في مشاركتها، وجدت بود نفسها في مواجهة موجة تنمّر إلكتروني. استهدفت إعاقة الشخصية التي تقدمها. وفي هذا السياق تقول بود، التي تصدّرت اهتمام الجمهور ووسائل الإعلام منذ إعلان مشاركتها:«آمل حقًا أن يكون اختياري لهذا الدور سابقة إيجابية. نحن نتعامل مع منظومة لم تعترف بنا كما ينبغي».
ويأتي حديثها في ظل دراسة صادرة عن مؤسسة «Rudderman Family Foundation» كشفت أن 21% فقط من الشخصيات المعاقة على التلفزيون الأمريكي بين عامي 2016 و2023 جسّدها ممثلون معاقون فعليًا، الأمر الذي يعيد إلى الواجهة ملف «التقمص الزائف للإعاقة» الذي يثيره النشطاء منذ سنوات.
اختيار يغير قواعد الإنتاج التقليدية
ومنذ عرض المسرحية الأصلية عام 2003، أُسند دور «نيساروز» دائمًا لممثلات غير معاقات، رغم أن الشخصية تستخدم كرسيًا متحركًا. غير أن اختيار بود لفيلم «Wicked» كسر هذه القاعدة الراسخة، ودفعها للمطالبة بأن يسير مدراء اختيار الممثلين في هوليوود على نهج المخرج جون إم تشو، سواء بتوظيف ممثلين معاقين لأدوار الشخصيات المعاقة، أو حتى بفتح الأدوار العامة أمامهم حين لا تتطلب مواصفات جسدية محددة.
وتوضح بود أن تجربتها في موقع التصوير كانت مختلفة هذه المرة، بفضل وجود منسّقة شؤون الإعاقة «شانتيل نسّاري» — وهي أيضًا مستخدمة لكرسي متحرك — وكانت مسؤولة عن ضمان سهولة الوصول في موقع التصوير. وتقول: «كان ذلك همًّا أقل، واستطعت التركيز على التمثيل فقط».
ومع ذلك تعترف بأن غياب البنية التحتية المناسبة في التجارب السابقة كاد ينهي حلمها في الوقوف على المسرح.
موجة تنمر بعدعرض الفيلم في دور السينما
وبعد صدور الجزء الأول من الفيلم في نوفمبر 2024، تعرضت بود لهجوم قاسٍ على وسائل التواصل الاجتماعي، ما دفعها للرد في فيديو على «تيك توك» قالت فيه: «إن لم تعجبكم نيسا فذلك حقكم، فهي شخصية خيالية. لكن السخرية من الإعاقة نفسها أمر جارح، لأن الإعاقة ليست خيالية».
وتضيف أنها تتوقع تكرار هذه الهجمات مع صدور الجزء الجديد، غير أنها تأمل أن يتوقف الجمهور عند دوافع الشخصية ورغبتها في الاستقلال والحب، موضحة: «أنا أفهمها بعمق، وأتمنى أن يرى الآخرون هذه الجوانب أيضًا».
تعديل جذري في المشهد الأكثر جدلًا
وفي خطوة لافتة، قررت النسخة السينمائية معالجة المشهد الشهير الذي انتقده ذوو الإعاقة منذ سنوات. ففي المسرحية الأصلية، تجعل «ألفابا» شقيقتها قادرة على المشي عبر تعويذة سحرية، وهو مشهد اعتُبر مروّجًا لفكرة «إصلاح الشخص المعاق».
أما في فيلم «Wicked: For Good»، فكان التعديل جذريًا؛ إذ لم تعد نيساروز قادرة على المشي، بل تمنحها الأحذية قدرة على «الطفو»، وهو الشعور الذي كانت ترغب في استعادته منذ الجزء الأول. وتقول بود: «هذا التغيير الإنساني جعل الشخصية أكثر عمقًا وتعقيدًا».
تكريم دولي ورسالة مفتوحة للجمهور
ومؤخرًا، حصلت بود على «جائزة كريستوفر ريف للتمثيل» خلال حفل «Media Access Awards 2025» المخصص لتكريم تمثيل ذوي الإعاقة في الإعلام. ورغم هذا التقدير تؤكد أن الجهل بلغة الإعاقة ما يزال واسعًا، قائلة: «أحاول التعاطف مع من يخطئون. ليست لدينا ثقافة أو تعليم كافٍ حول الإعاقة».
كما دعت الجمهور إلى متابعة صناع محتوى معاقين — مثل «Crutches and Spice» و«آريانا روز فيليب» و«أوبري سمولز» — الذين ألهموها لتكون أكثر جرأة في التعبير عن هويتها.
وفي ختام حديثها توجه رسالة واضحة:«علينا أن نروي قصصنا بأنفسنا. نحتاج إلى المزيد من الممثلين والكتّاب والفنيين من ذوي الإعاقة في مواقع الإنتاج. هناك مجتمع رائع ينتظر أن تُتاح له الفرصة».


.png)


















































