الإمارات تواصل تمكين ذوي الإعاقة ودبي مدينة دامجة بخدمات متطورة
الإمارات – جسور- فاطمة الزهراء بدوي
كشفت بيانات حديثة، صادرة عن مؤسسة دبي للبيانات والإحصاء، أن عدد أصحاب الهمم المسجلين في الإمارة، خلال عام 2024 ، بلغ 9040 شخصًا، يحصلون على خدمات متميزة في التعليم، والرعاية الصحية، والنقل، والعمل، والثقافة، والرياضة، بما يعزز من جودة حياتهم واستقلاليتهم.
توزعت الإعاقات التي يعانيها هؤلاء الأفراد، على عشرة أنواع، تتصدرها الإعاقة الجسدية، بواقع 2704 حالات، تليها اضطرابات طيف التوحد بـ2284 حالة، ثم الإعاقات الذهنية بـ2025 حالة، فالإعاقات السمعية بـ824، والإعاقات المتعددة بـ750، والبصرية بـ247، واضطرابات قصور الانتباه والنشاط الزائد بـ52 حالة، وصعوبات التعلم المحددة بـ41، وأخيرًا اضطرابات التواصل التي سجلت 10 حالات فقط.
تعكس الجهود المبذولة على مستوى السياسات والتشريعات التزامًا واضحًا تجاه دمج أصحاب الهمم وضمان حقوقهم. إحدى أبرز المبادرات في هذا السياق هي «مجتمعي… مكان للجميع»، التي تهدف إلى تحويل دبي إلى مدينة صديقة لأصحاب الهمم، عبر تعزيز جاهزية المرافق والخدمات العامة ووسائل النقل، بما يتناسب مع احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة.
في قطاع التعليم، تعمل الإمارة على دعم المدارس لاستيعاب الطلبة من أصحاب الهمم من خلال توفير كوادر تعليمية مؤهلة، وموارد تعليمية مناسبة، تتيح لهؤلاء الطلاب فرص التعلم ضمن بيئة منفتحة ومراعية للاختلافات الفردية. وتسعى هذه الجهود إلى ترسيخ مفهوم التعليم الدامج، الذي يهدف إلى إشراك الجميع دون استثناء في النظام التعليمي، وتعزيز احترام التنوع داخل الصفوف الدراسية.
أما في ميدان العمل، فتقدم دبي برامج تأهيل مهني تساعد أصحاب الهمم على اكتساب المهارات اللازمة للدخول إلى سوق العمل بثقة، ضمن بيئات عمل تراعي احتياجاتهم، وتشجع على دمجهم كعنصر منتج ومؤثر في الاقتصاد المحلي. هذه البرامج تمثل حلقة وصل بين التدريب والفرص الوظيفية المناسبة، وتسهم في خفض نسب البطالة بين هذه الفئة.
تحظى خدمات الرعاية الصحية والتأهيل النفسي والاجتماعي باهتمام خاص أيضًا، حيث توفر الإمارة برامج متقدمة في التأهيل والعلاج، ودعمًا متواصلًا للأسر، لضمان استقرار الأفراد نفسيًا واجتماعيًا. كما تسعى الجهات المعنية إلى تسهيل وصول أصحاب الهمم إلى العيادات والمستشفيات، وتوفير الكوادر المختصة في التعامل مع احتياجاتهم الصحية.
يُفتح في المجال الثقافي والرياضي، الباب واسعًا أمام أصحاب الهمم للمشاركة في الفعاليات والأنشطة المجتمعية، سواء كمشاركين أو كمبدعين، وهو ما يسهم في كسر الصور النمطية عنهم، ويؤكد على قدراتهم المتنوعة. الأنشطة الرياضية المخصصة تعزز ثقتهم بأنفسهم، وتمنحهم فرصًا للتمثيل الرسمي في المحافل الإقليمية والدولية.
يعكس تكامل هذه المبادرات رؤية واضحة تسعى إلى بناء مجتمع يحترم الكرامة الإنسانية ويصون حقوق الجميع، ويرتكز على مبدأ تكافؤ الفرص بغض النظر عن القدرات الجسدية أو الذهنية. وتجسد دبي بهذا النهج نموذجًا حضاريًا في التمكين، لا يكتفي بتقديم الخدمات، بل يضع أصحاب الهمم في قلب عملية التنمية الشاملة.