Skip to content

البطل محمد سعد.. يهزم الإعاقة ويقود منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس

البطل محمد سعد.. يهزم الإعاقة ويقود منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس

المحرر: سماح ممدوح حسن - مصر

بدأ الكابتن”محمد سعد” المدرب العام لمنتخب مصر لـ الكرة الطائرة جلوس، مسيرته الرياضية منذ الطفولة حين كان يمارس الرياضة كهواية في مراكز الشباب متأثرًا بعمل والدته في وزارة الشباب والرياضة.

يقول:”كنت أتواجد مع والدتي دائمًا واشتركت في كل الأنشطة الرياضية الموجودة. في المرحلة الإعدادية والثانوية بدأت ممارسة الرياضة بانتظام وكنت أحاول ممارسة رياضات أخرى مع الأصدقاء”فى الشارع” ولم يكن هناك أي إحراج أو إعاقة بل كان الأصدقاء يضعون قواعد خاصة تناسب حالتي وتسمح لي باللعب معهم، خاصة كرة القدم.”

ومع دخول الجامعة بدأ محمد سعد مشوار الاحتراف الرياضي. حيث انضم إلى فريق أستاذ طنطا الرياضي. وهو نادٍ كان يخصص مساحة لتدريب ذوي الإعاقة. ثم انتقل إلى نادي السلام لذوي الإعاقة بطنطا ومنه إلى نادي “التحدي والإرادة” بكفر الشيخ حتى انضم لمنتخب مصر للكرة الطائرة. وتنقّل بين عدة أندية واستقر به المقام لسنوات طويلة في نادي “الحرية” ببورسعيد.

ورغم أن لعبته الأساسية كانت ألعاب القوى التي أحرز فيها بطولات جمهورية لسنوات متتالية. إلا أن الكرة الطائرة جلوس كانت دومًا حاضرة كهواية مقرّبة لقلبه. وعن ذلك يقول:”الكرة الطائرة كانت تعتبر اللعبة الشعبية الأولى لذوي الإعاقة في مصر. كأنها كرة القدم بالنسبة للأصحاء. فكل من يمارس رياضة فردية كان يميل أيضًا إلى ممارسة لعبة جماعية من باب الروح والتفاعل.”

لكن نقطة التحوّل الحاسمة جاءت بعد مشاركته في بطولة دولية بالإمارات، حين تغيّر تصنيفه الطبي. ما أدى لتراجع ترتيبه من الثالث إلى العاشر في ألعاب القوى. يقول:”قررت ألا ألعب رياضة فقط للمشاركة بل أردت أن أكون بطلًا. وعندما لم يتحقق ذلك في ألعاب القوى حولت هوايتي في الكرة الطائرة إلى احتراف.”

لم تكن الرحلة سهلة. فقد واجه محمد سعد تحديات كبيرة كلاعب. أبرزها صعوبة التنقل، خاصة أن الإعاقة الحركية تعيق استخدام المواصلات العامة. ويضيف:”حتى إن امتلك المعاق وسيلة نقل خاصة، يظل التنقل تحديًا. كما أن أماكن التدريب المتاحة لنا لا تضاهي تلك المخصصة للأصحاء. فقد كنا أحيانًا نسافر إلى القاهرة أو الإسكندرية فقط لنجد مكانًا مناسبًا للتدريب.”

كما تحدّث عن ضعف الإمكانيات وقلة معدات التدريب ما اضطره إلى تطوير نفسه بأقل الموارد. في الوقت الذي كان يوازن فيه بين الدراسة والتدريب، وهو ما اعتبره ضغطًا كبيرًا.

وبعد إصابة قوية قرر التوقف عن اللعب والتوجه إلى التدريب، رغم أن بعض زملائه في المنتخب كانوا لا يزالون زملاءه في الملعب قبل شهور فقط. ورغم حساسية التحوّل، إلا أن خبرته كلاعب محترف وحرصه الدائم على متابعة الدورات والدراسات الدولية في التدريب أهّلته للنجاح في مهمته الجديدة.
يقول:”حتى عندما كنت لاعبًا كنت أساعد في تدريب زملائي من اللاعبين الجدد. وهذا نمّى عندي المهارات التدريبية التي أصبحت موجهة بالكامل بعد الاعتزال.”

ويُشيد بالكابتن عماد رمضان رئيس اتحاد الكرة الطائرة البارالمبي، قائلًا: “هو أول من نادي بتمكين ذوي الإعاقة في الرياضة وكان أمين اللجنة البارالمبية، وهو أول من رشحني لأكون مدربًا للمنتخب لأنه يرى أن البطل العالمي لا يصح إحالته للتقاعد بعد الاعتزال.”

إنجازات المنتخب وأول بطولة كمدرب

يرى محمد سعد أن منتخب مصر للكرة الطائرة جلوس هو “أعظم فريق جماعي في تاريخ الرياضة المصرية، سواء للأصحاء أو ذوي الإعاقة”.
ويعدد إنجازاته ويقول” حققنا برونزية دورة أثينا 2004 و برونزية ريو دي جانيرو 2016 وايضا برونزية دورة باريس 2024. بالإضافة إلى العديد من البطولات العالمية والإفريقية والعربية والقارية”.

ويتميّز المنتخب بمجموعة من اللاعبين المخضرمين منهم من بدأ منذ بطولة سيدني 2000، ثم أنضمت عناصر جديدة أضافت قوة وروحًا جديدة للفريق.
“اللاعب البارالمبي يزداد قيمة وخبرة مع التقدم في العمر، طالما حافظ على لياقته الذهنية والجسدية. هؤلاء اللاعبون يمثلون كنزًا يصعب الاستغناء عنه، فهم معلمو الجيل الجديد.”

ويتوقف عند محطته الأهم كمدرب، قائلاً:”رغم أنني توليت التدريب منذ شهر ونصف فقط، إلا أنني شاركت كمدرب في أول بطولة إفريقية لي في نيروبي – كينيا، وحققنا فيها الميدالية الذهبية وتأهلنا رسميًا إلى بطولة العالم في الصين 2026.”

ويضيف أن المنتخب يتدرب حاليًا للمشاركة في كأس العالم بأمريكا في أكتوبر القادم، ويهدف للوصول إلى النهائي وتحقيق الذهبية.

خطة الإعداد والدعم الرسمي

يتحدث سعد عن البرنامج القادم للفريق:”في أوائل أغسطس يبدأ معسكر المنتخب ويضم عددًا كبيرًا من اللاعبين. يتضمن المعسكر إعدادًا بدنيًا ثم مهاريًا قبل أن تتم التصفية لاختيار اللاعبين الأساسيين. يلي ذلك معسكر خارجي للاحتكاك وتجريب الخطط قبل بطولة الصين.”
ويخص بالشكر وزارة الشباب والرياضة التي أتاحت كافة متطلبات الأبطال البارالمبيين وخصّت الفريق بالاستقبال في المطار بعد العودة من كينيا، وهو ما اعتبره لفتة دعم معنوي مهمة.

المنتخبات الإفريقية والعربية صعود حقيقي

وعن المنافسة في القارة، يرى محمد سعد أن منتخب مصر كان يهيمن سابقًا على البطولات الإفريقية بسهولة، لكنه اليوم يواجه تحديات أكبر، بسبب تطور منتخبات مثل الجزائر ورواندا والمغرب وكينيا وجنوب إفريقيا، لكن المنتخب المصري لا يزال الأقوى، وهو مصنف عالميًا.

يرى الكابتن محمد أن المدرب من ذوي الهمم ينجح أكثر مع لاعبي منتخب الطائرة جلوس، لأنه يفهم احتياجاتهم النفسية والبدنية، ويقول:
“أنا كنت مكانهم يومًا ما وأعرف جيدًا ما يفتقده اللاعب وما يحتاجه. عكس المدرب السليم بدنيًا، الذي قد يقتصر دوره على التخطيط الفني فقط. بينما المدرب من ذوي الهمم يقدم ما كان يتمنى أن يُقدَّم له كلاعب.”

 

يشير إلى ضعف التغطية الإعلامية في السنوات السابقة خاصة للبطولات غير الأولمبية، لكنه يرى تحسنًا كبيرًا منذ عام 2018، بفضل إعلان “عام ذوي الهمم” وصدور قانون خاص بهم وتحقيق المساواة في المكافآت. ويضيف:”الإعلام بدأ مؤخرًا يهتم بنا. لكننا نطمح للمزيد لأن هذا الاهتمام يصنع الفارق في فرصنا وإنجازاتنا.”

وجه الكابتن محمد سعد رسائل ملهمة لذوي الهمم الذين يطمحون لدخول عالم الرياضة، يقول “لا تضيعوا وقتكم وابدأوا فورًا. لا تقولوا”مقدرش” أو مستحيل. فقط احلم واسعَ، واعلموا أن الله خلقنا لنُعمّر الأرض وكل نجاح يبدأ بإرادة.”

ولأولياء الأمور، يوجّه نصيحة مهمة:”ابحثوا لأبنائكم عن الرياضة المناسبة ووجهوهم لها. فالرياضة تُربّي وتُغيّر نظرة المجتمع وتُكسب الثقة. الطفل الذي لا يمارس الرياضة تربيته تكون أكثر صعوبة.”

ويختتم بتوجيه الشكر إلى الكابتن عماد رمضان وإلى أعضاء الجهاز الفني المعاون له، مثل الكابتن محمد بدوي بشير المدير الفني. والكابتن أمين عبد المنعم المدير الإداري. متمنيًا التوفيق للفريق في المرحلة المقبلة وتحقيق المزيد من الإنجازات باسم مصر.

المقالة السابقة
السعودية ترفع غرامة الوقوف في أماكن ذوي الإعاقة لـ 900 ريال
المقالة التالية
مملكة البحرين تعيد تشكيل لجنة رعاية شؤون ذوي الإعاقة