Skip to content

البنك الدولي: تلوث الهواء في نيبال هو السبب الرئيسي للوفاة والإعاقة

البنك الدولي: تلوث الهواء في نيبال هو السبب الرئيسي للوفاة والإعاقة

لا توجد تعليقات

نيبال – جسور – فاطمة الزهراء بدوي

أكد تقرير  صادر عن البنك الدولي بعنوان “نحو هواء نقي في نيبال.. الفوائد، مصادر التلوث، والحلول” أن تلوث الهواء في البلد الأسيوي، أصبح  السبب الرئيسي للوفاة والإعاقة، متفوقًا على سوء التغذية واستهلاك التبغ.

ذكر التقرير أن متوسط العمر المتوقع للمواطن النيبالي، انخفض بمقدار 3.4 سنوات بسبب التلوث، مع تسجيل نحو 26 ألف حالة وفاة مبكرة سنويًا.

وتؤثر الجسيمات الدقيقة (PM2.5) على الصحة العامة بطرق متعددة، حيث تسهم بنسبة 75% من حالات مرض الانسداد الرئوي المزمن، و46% من الجلطات الدماغية، و44% من أمراض القلب الإقفارية، و41% من التهابات الجهاز التنفسي السفلي، و38% من سرطانات الرئة، بالإضافة إلى مضاعفات الولادة ومرض السكري.

ينعكس التلوث سلبًا على الاقتصاد أيضًا، حيث يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية نتيجة تغيب العاملين لأسباب صحية، وتأثر القدرات الإدراكية، إلى جانب تراجع عائدات السياحة والطيران. وقدّر التقرير تكلفة تلوث الهواء بما يفوق 6% من الناتج المحلي الإجمالي سنويًا.

في منطقة وادي كاتماندو وسهول تاراي، تزايدت معدلات التلوث خلال العقد الماضي دون أي تحسن يُذكر. وتُعد الصناعات، ووسائل الطهي، وحركة النقل من أبرز المسببات، إلى جانب الحرائق الموسمية في الغابات. يشير التقرير إلى أن حرق الوقود الصناعي، خصوصًا في الأفران والغلايات، سيزداد خلال السنوات المقبلة ما لم تُتخذ تدابير صارمة.

أوضحت البيانات أن 25% من التلوث في وادي كاتماندو مصدره خارج المنطقة، وأكثر من نصف هذه النسبة تأتي من خارج البلاد. وتلعب الرياح وأنماط الطقس دورًا كبيرًا في نقل الملوثات إلى الوادي المحاط بالجبال. أما في تاراي، فثلثا جسيمات PM2.5 تأتي من الدول المجاورة ضمن سهل الغانج الهندي، وهي منطقة ذات كثافة زراعية وصناعية مرتفعة.

يحذر التقرير من أن مستويات الجسيمات الدقيقة ستصل بحلول عام 2035 إلى 52 ميكروغرامًا لكل متر مكعب في وادي كاتماندو و42 ميكروغرامًا في تاراي، وهي نسب تتجاوز بكثير الحد الموصى به من منظمة الصحة العالمية (35 ميكروغرامًا). هذا التدهور سيؤدي إلى وفيات إضافية، خصوصًا بين الأطفال وكبار السن، وسيمثل عبئًا متزايدًا على النظام الصحي.

دعا التقرير إلى تبني استراتيجيات متعددة القطاعات. على رأسها: توسيع كهربة وسائل النقل، وتعزيز فحوصات وصيانة المركبات، وتقليل غبار الطرق. كما أوصى بدعم استخدام التكنولوجيا النظيفة في الصناعات الصغيرة والمتوسطة، بما في ذلك الأفران الكهربائية والوقود النظيف.

وأكدت الدراسة ضرورة التحول إلى مواقد كهربائية في المنازل بديلًا عن مواقد الحطب والكتلة الحيوية، والتي تسهم في تلوث الهواء داخل المنزل وخارجه على حد سواء. لمواجهة حرائق الغابات، شدد التقرير على أهمية إدارة الوقود الطبيعي، وزيادة الوعي المجتمعي، وتحسين أنظمة الاستجابة المبكرة. كما طالب ببناء شراكات فعالة مع الدول المجاورة، نظرًا لأن الهواء الملوث لا يعرف الحدود الجغرافية.

الخبير البيئي بوشان تولدار اعتبر أن تلوث الهواء أزمة صحية عامة تمس حياة الجميع، مؤكدًا أن الوقت قد حان لاتخاذ خطوات جادة. وأشار الأطباء إلى أن الجسيمات الدقيقة قادرة على التغلغل في الرئتين والأعضاء الحيوية، مما يسبب التهابات جلدية وتنفسية حادة على المدى القصير، وأمراضًا مزمنة مثل السرطان والفشل الكلوي على المدى البعيد.

وفي عام 2019، سجّلت نيبال أعلى معدلات الوفاة الناتجة عن أمراض الرئة المزمنة المرتبطة بتلوث الهواء، بحسب دراسات سابقة. وبلغ معدل الوفيات حينها 182.5 لكل 100 ألف نسمة، بينما خسر المواطنون ما يعادل 3318 سنة صحية بسبب المرض أو الإعاقة.

المقالة السابقة
منظمة أمريكية تختار كُتاب من ذوي الإعاقة للمشاركة في كتابة أعمال تلفزيونية
المقالة التالية
انفراجة في أزمة سيارات ذوي الإعاقة المحتجزة في الجمارك المصرية

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Fill out this field
Fill out this field
الرجاء إدخال عنوان بريد إلكتروني صالح.
You need to agree with the terms to proceed