التآزر الحركي البصري.. لماذا يهدد مستقبل الأطفال الدراسي؟

التآزر الحركي البصري.. لماذا يهدد مستقبل الأطفال الدراسي؟

المحرر: محمود الغول - مصر
التآزر الحركي البصري

التآزر الحركي البصري هو التحدي الخفي في فصولنا الدراسية اليوم. يعاني العديد من الأطفال من صعوبة في النسخ أو الكتابة. يصنفهم البعض بالكسل، لكن السبب أعمق بكثير. هذا الاضطراب يؤثر بشكل مباشر على التحصيل الأكاديمي.

ونشرت وسائل إعلام عربية تقارير عن  هذا التآزر. تقول إنه يصيب بين 6 و10% من الأطفال. ومن بينها تقرير للدكتور أكرم خولاني. وهو أخصائي طب الأسرة يعمل في مركز ماربل الطبي في قطر. ويقول: «اضطراب التآزر الحركي يؤثر في 6 إلى 10% من الأطفال تقريبا. ويعاني 2% من مرحلة متقدمة من الاضطراب. وغالا ما يكون الذكور أكثر عرضة للإصابة بهذه الحالة من الإناث».

التآزر الحركي البصري وتناغم العين واليد

يعرف التآزر الحركي البصري بقدرة العين واليد على العمل معا. يرسل الدماغ أوامر لليد لرسم ما تراه العين بدقة. يؤدي أي خلل في هذه الدائرة إلى صعوبات أكاديمية.

بناء على ذلك، تمتد هذه المهارة لتشمل الأنشطة اليومية مثل استخدام لوحة المفاتيح. يرتبط التآزر بالوظائف التنفيذية للدماغ المسؤولة عن التخطيط والتركيز.

الدكتور أكرم خولاني
الدكتور أكرم خولاني

أرقام وإحصاءات من الكويت

أجرت جامعة قطر دراسة مقارنة بين قطر والكويت شملت 998 طالبا كويتيا في المرحلة الابتدائية. هدفت الدراسة إلى قياس مستوى التآزر الحركي البصري وعلاقته باللغة المكتوبة.

أظهرت النتائج أن الطلاب الكويتيين سجلوا متوسطات أعلى في هذه المهارة مقارنة بأقرانهم في دول مجاورة. لكن النتيجة الأكثر إثارة كانت تتعلق بالفروق بين الجنسين داخل الكويت.

على عكس التوقعات العالمية، تفوق الذكور في الكويت على الإناث في اختبارات التآزر. كما سجل الذكور أداء أفضل في مهارات اللغة المكتوبة المرتبطة بهذه القدرة.

التآزر الحركي البصري وبعض الأنشطة التي تعزز قدرات الطفل
التآزر الحركي البصري وبعض الأنشطة التي تعزز قدرات الطفل

في سياق متصل، كشفت دراسة مسحية شملت 102 طفل في رياض الأطفال بالكويت عن تحديات مبكرة. حيث تصدرت صعوبة الذاكرة البصرية قائمة صعوبات التعلم بنسبة انتشار بلغت 51%. حسب دراسة بحثية بعنوان «صعوبات التعلم الأكثر شيوعا برياض الأطفال في دولة الكويت».

طالع: قطر تعزّز الدعم النفسي لذوي الإعاقة البصرية في اليوم العالمي للطفل

تعد هذه النسبة مؤشرا خطيرا، حيث ترتبط الذاكرة البصرية بشكل مباشر بكفاءة التآزر المقصود. إضافة إلى ذلك، جاءت صعوبات الإدراك السمعي في المرتبة الثانية بنسبة 25%.

كما أكدت الدراسات في الكويت أن مستوى التآزر يمكنه التنبؤ بالتحصيل الدراسي العام. بمعنى آخر، الطلاب الذين يعانون من ضعف في هذه المهارة يواجهون صعوبات حتمية في القراءة والكتابة.

لذلك، يشدد الخبراء في مركز تقويم وتعليم الطفل بالكويت على أهمية التدخل المبكر. إذ تشير التقديرات العالمية، التي تنطبق على السياق المحلي، إلى أن اضطرابات التآزر قد تؤثر على 4% إلى 6% من الأطفال.

التآزر الحركي البصري ومؤشرات عربية مقلقة

وتكشف الدراسات الأخرى في بعض البلدان العربية عن أرقام مقلقة بشأن التآزر. ففي مصر، يعاني حوالي 5.9% من الأطفال من اضطراب التنسيق النمائي. حسب دراسة بعنوان «انتشار وعوامل خطر اضطراب التنسيق النمائي بين الأطفال المصريين».

علاوة على ذلك، أظهرت النتائج أن 60% منهم لديهم ضعف في الكتابة اليدوية. في السعودية، تم تشخيص مشاكل بصرية لدى 10.2% من الأطفال، مما يعيق تطور هذا التآزر. حسب دراسة بعنوان «انتشار وأسباب الإعاقة البصرية بين الأطفال السعوديين».

المهارة الأكثر تضررا

تعتبر الكتابة اليدوية المهارة الأكثر تضررا بضعف التآزر الحركي البصري. في السياق العربي، يتطلب رسم الحروف دقة عالية وتنسيقا مستمرا.

لذلك، أثبتت الدراسات أن التآزر شرط مسبق لاكتساب مهارات الكتابة. يواجه الأطفال صعوبة في التحكم بالقلم والحفاظ على استقامة السطور.

لا يتوقف التأثير عند الخط، بل يمتد إلى التحصيل العام. فقد أظهرت دراسة أخرى أجرتها جامعة قطر أن مستوى التآزر يتنبأ بمستوى القراءة.

نتيجة لذلك، يؤدي ضعف هذه المهارة إلى انخفاض الدرجات المدرسية بشكل ملحوظ. كما يرتبط التآزر بمهارات الرياضيات وحل المسائل الهندسية.

تظهر الأبحاث تباينا بين الجنسين في مشاكل التآزر الحركي البصري. على سبيل المثال، كان الذكور في مصر أكثر عرضة للإصابة من الإناث.

من ناحية أخرى، قد يتفوق الأطفال المصريون في بعض الجوانب مقارنة بأقرانهم الغربيين. يعود ذلك ربما إلى العوامل الثقافية والأنشطة اليدوية في البيئة.

الحل في التشخيص

يؤكد الخبراء أن التدخل المبكر يحدث فرقا هائلا في تحسين التآزر الحركي البصري. يشمل ذلك دمج اختبارات التآزر في الفحوصات الروتينية للمدارس.

بالإضافة إلى ذلك، يجب دمج أنشطة تعزز المهارات الحركية في المناهج. أخيرا، يعد تصحيح النظر وتوفير النظارات خطوة حاسمة لتعزيز مهارات التآزر.

في الختام، تعد قضية التآزر مسألة تعليمية وتنموية بامتياز. يتطلب الأمر تضافر الجهود للتعرف على علامات هذا الاضطراب مبكرا. بسبب ذلك، كلما أسرعنا في التدخل، زادت فرص الأطفال في النجاح. التآزر الحركي البصري هو بوابة المستقبل الدراسي الآمن.

المقالة السابقة
معاناة ذوي الإعاقة في الفاشر.. الهشاشة في وجه الرصاص الحي
المقالة التالية
فريق شؤون الإعاقة يشارك في بطولة البولينغ لدوري الوزارات بالكويت

وسوم

الإعاقة (3) الاستدامة (33) التحالف الدولي للإعاقة (34) التربية الخاصة (2) التشريعات الوطنية (33) التعاون العربي (33) التعليم (4) التعليم الدامج (4) التمكين الاقتصادي (3) التنمية الاجتماعية (33) التنمية المستدامة (3) التوظيف الدامج (32) الدمج الاجتماعي (31) الدمج الجامعي (3) العدالة الاجتماعية (3) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (31) الكويت (5) المتحف المصري الكبير (4) المجتمع المدني (31) المجلس الأعلى لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (4) المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة (4) الوقائع الإخباري (2) تكافؤ الفرص (32) تمكين (2) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (31) حقوق الإنسان (3) حقوق ذوي الإعاقة (3) دليل الكويت للإعاقة 2025 (30) ذوو الإعاقة (12) ذوو الاحتياجات الخاصة. (31) ذوي الإعاقة (9) ذوي الهمم (5) ريادة الأعمال (33) سياسات الدمج (33) شركاء لتوظيفهم (34) قمة الدوحة 2025 (35) كود البناء (36) لغة الإشارة (2) مؤتمر الأمم المتحدة (36) مبادرة تمكين (3) مجتمع شامل (36) مدرب لغة الإشارة (37) مصر (12) منظمة الصحة العالمية (37) وزارة الشؤون الاجتماعية (2)