التحرش في المدارس يمثل تهديدا خطيرا لسلامة التلاميذ النفسية والجسدية. خصوصا الأطفال ذوو الإعاقة الذين يواجهون مخاطر مضاعفة مقارنة بأقرانهم. لهذا سوف نستعرض هنا استراتيجيات الحماية الفعالة.
يعد توفير بيئة تعليمية آمنة حقا أساسيا لكل طفل. ومع ذلك، تكشف الإحصائيات عن واقع مؤلم يعيشه ذوو الهمم. لذلك، يجب تسليط الضوء على هذه القضية الملحة.
التحرش في المدارس وإحصائيات صادمة
ليس فقط التحرش، إذ تشير الدراسات إلى أن التلاميذ ذوي الإعاقة هم أكثر عرضة للتنمر. وفقا لبيانات اليونسكو، يتعرض هؤلاء الأطفال للتنمر بنسب تفوق غيرهم بمرتين إلى ثلاث مرات.
علاوة على ذلك، التحرش في المدارس يتخذ أشكالا متعددة ومؤذية. حسب ما جاء في تقرير لليونيسف، يواجه الأطفال ذوو الاحتياجات الخاصة احتمالية أكبر بأربع مرات للتعرض للعنف الجسدي والجنسي. ولهذا فإن هذه الأرقام تستدعي تدخلا عاجلا.
يعود سبب الاستهداف غالبا إلى العزلة الاجتماعية أو الاختلاف الظاهر. بالإضافة إلى ذلك، قد يجد البعض صعوبة في فهم الإشارات الاجتماعية.
هذا يجعلهم فريسة سهلة للمعتدين الذين يبحثون عن ردود فعل معينة. والتحرش في المدارس يستغل نقاط الضعف هذه. لذا، من الضروري فهم هذه العوامل لمعالجتها.

أشكال التحرش في المدارس
لا يقتصر التحرش في المدارس على الضرب أو الإيذاء الجسدي فقط. بل يشمل الإساءة اللفظية والسخرية والاستبعاد الاجتماعي المتعمد.
علاوة على ذلك، برز التنمر الإلكتروني كخطر جديد يلاحقهم حتى في منازلهم. وفقا لموقع Disability Rights California، قد يشمل التحرش إطلاق تسميات مسيئة أو نشر شائعات. إن هذا التنوع في الاعتداء يتطلب يقظة تامة.
قد لا يمتلك الطفل القدرة اللغوية لشرح ما يحدث له. لذلك، يجب على الأهل الانتباه للتغيرات السلوكية المفاجئة. وفقا لموقع StopBullying، قد لا يدرك الأطفال ذوو الإعاقة دائما أنهم يتعرضون للتنمر.
تشمل العلامات التحذيرية تمزيق الملابس والكوابيس أو رفض الذهاب للمدرسة. وكذلك فإن التحرش في المدارس قد يظهر أيضا في شكل عدوانية غير مبررة أو انسحاب اجتماعي مفاجئ.
دور المدرسة كخط دفاع أول
تقع المسؤولية الأولى على عاتق الإدارة المدرسية والمعلمين. لهذا يجب وضع سياسات صارمة «عدم التسامح مطلقا» مع التحرش في المدارس.
من الضروري تدريب الكوادر على اكتشاف العلامات المبكرة والتدخل الفوري. فوفق دراسة منشورة في بنك المعرفة المصري، يلعب مدير المدرسة دور المايسترو في تهيئة المناخ الآمن. كما إن دمج برامج التوعية في المناهج هو خطوة أساسية.
ويلعب الآباء دورا محوريا في تعزيز ثقة الطفل بنفسه. فحسب توصيات مايو كلينك، يجب تشجيع الطفل على التحدث عن أي مشكلة يواجهها.
التحرش في المدارس يمكن مواجهته بتعليم الطفل كيفية قول «لا» بحزم. كما يجب أن يكون التواصل مفتوحا ويوميا كخط دفاع أول ضد أي انتهاك. لذلك، استمع لطفلك وصدق ما يقوله.
التثقيف الجنسي كدرع للحماية والتدخل العلاجي
يعد التثقيف الجنسي المناسب لسن وقدرات الطفل ضروريا جدا. فوفقا لمجلة جامعة جنوب الوادي، تساعد الثقافة الجنسية في محاربة ظاهرة التحرش الجنسي.
يجب تعليم الطفل حدود جسده والفرق بين اللمس الآمن وغير الآمن. والتحرش في المدارس غالبا ما يستغل جهل الطفل بهذه الحدود. لذا، المعرفة هي القوة التي تحميهم.
طالع: اليوم العالمي للطفل.. إيمان كريم: مصر تعزز حماية ودمج الصغار من ذوي الإعاقة
مصر تعزز حماية ودمج الصغار من ذوي الإعاقة
إذا تعرض الطفل للتحرش، فإن الدعم النفسي لا غنى عنه. وذلك لأن التحرش يترك ندوبا نفسية عميقة قد تستمر لسنوات. يجب عرض الطفل على أخصائيين للتعامل مع الصدمة واستعادة الثقة بالنفس. كما يجب دمج الطفل في أنشطة تعيد له الشعور بالأمان والانتماء.
يمكن للتلاميذ الآخرين أن يكونوا حلفاء أقوياء في المواجهة. لذلك فإن تعليم الطلاب كيفية التدخل الإيجابي عند رؤية التحرش في المدارس يغير المعادلة.
خلق ثقافة الدمج والاحترام يقلل من فرص حدوث الاعتداءات. فوفقا لليونيسف، السبب ليس الإعاقة، بل نقص التعاطف والتعليم لدى الآخرين.
تكفل القوانين الدولية والمحلية حق الحماية للأطفال ذوي الإعاقة. وعليه يجب تفعيل هذه القوانين لمحاسبة المعتدين وضمان عدم إفلاتهم من العقاب.التحرش في المدارس جريمة تتطلب إجراءات قانونية وتربوية حازمة. لذلك، يجب على المدارس أن تكون شفافة في التعامل مع الشكاوى وتطبيق العقوبات.
في الختام، حماية أطفالنا هي مسؤولية جماعية لا تقبل التجزئة. والقضاء على التحرش في المدارس يتطلب تضافر جهود الأسرة والمدرسة والمجتمع. لنبني معا مستقبلا آمنا يحتضن الجميع باختلافاتهم.


.png)


















































