افتتحت وزارة الثقافة الفلسطينية مؤتمرًا ثقافيًا موسعًا يبحث واقع وحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة الثقافية والاجتماعية، تحت عنوان «الثقافة حق للجميع»، بمشاركة واسعة من مؤسسات المجتمع المدني والجهات الحكومية المعنية.
وحسب موقع «شبكة راية الإعلامية»، أقيم المؤتمر اليوم الاثنين في حضور وزير الثقافة عماد حمدان ووزيرة التنمية الاجتماعية سماح حمد، إلى جانب رئيس الاتحاد الفلسطيني العام للأشخاص ذوي الإعاقة مجدي مرعي، والأمين العام للجنة الوطنية الفلسطينية للتربية والثقافة والعلوم جهاد رمضان، ووكيل وزارة النقل والمواصلات محمد حمدان، وعدد من ممثلي المؤسسات العاملة في مجال الإعاقة، في مشهد يؤكد اهتمام الدولة بدعم مشاركة ذوي الإعاقة في المشهد الثقافي الفلسطيني.
وقال الوزير عماد حمدان إن افتتاح هذا المؤتمر يمثل رسالة واضحة بأن الثقافة حق لكل إنسان، ومساحة مفتوحة للإبداع دون استثناء، مشيرًا إلى أن الإعاقة لا يمكن أن تكون حاجزًا أمام الإبداع، بل هي طاقة قادرة على تحويل التحدي إلى أمل.
وأكد أن الوزارة تعمل ضمن رؤية شاملة لتعزيز مشاركة الأشخاص ذوي الإعاقة في الحياة الثقافية، من خلال توفير فرص التعبير عن الذات واستعراض المواهب وتوسيع حضورهم في المشهد الثقافي الفلسطيني، الذي لا يكتمل إلا بجميع أبنائه.
وأوضح حمدان أن خطة وزارة الثقافة تتكامل مع رؤية الحكومة الفلسطينية لإعادة إعمار قطاع غزة، وتشمل إعادة تأهيل البنية التحتية الثقافية التي تضررت خلال الحرب، من مسارح ومكتبات ومراكز ثقافية، مع ضمان أن تكون جميع هذه المرافق مهيأة للأشخاص ذوي الإعاقة من حيث سهولة الوصول والمشاركة. كما أعلن عن إطلاق برنامج شامل في الضفة الغربية وقطاع غزة لتمكين المبدعين من ذوي الإعاقة، عبر منح الصندوق الثقافي الفلسطيني وتنظيم ورش تدريبية في المسرح والموسيقى والفن التشكيلي والكتابة، بما يتيح لهم تطوير قدراتهم المهنية والإبداعية.
من جانبها، أكدت وزيرة التنمية الاجتماعية سماح حمد أن التدخلات الحكومية في هذا المجال تعبّر عن إرادة وطنية صلبة لصون كرامة الإنسان الفلسطيني، مشيرة إلى أن الثقافة تمثل أداة تمكين وبناء للمجتمع الفلسطيني الشامل والعادل، الذي لا يُقصي أحدًا. وقالت إن جهود الإغاثة وإعادة التعافي لن تكون مكتملة دون تعزيز العدالة الاجتماعية التي تراعي احتياجات الأشخاص ذوي الإعاقة بوصفهم جزءًا أصيلًا من المجتمع.
أما رئيس الاتحاد العام للأشخاص ذوي الإعاقة مجدي مرعي، فأشاد بجهود وزارة الثقافة ومؤسسات المجتمع المدني التي تبنت مبادرات نوعية لإبراز إبداع ذوي الإعاقة وتمكينهم من المشاركة الثقافية. وأشار إلى أن المؤتمر يشكل امتدادًا لمسار متواصل من الجهود الوطنية لتعزيز الدور الثقافي والاجتماعي للأشخاص ذوي الإعاقة الفلسطينيين، مؤكدًا أن الواقع الذي يعيشه ذوو الإعاقة، خصوصًا في قطاع غزة، يفرض تحديات إنسانية وثقافية كبيرة تتطلب تكاتف الجهود كافة.
وتخلل حفل الافتتاح عرض فيلم وثائقي حول واقع الأشخاص ذوي الإعاقة في قطاع غزة من إنتاج وزارة الثقافة، إلى جانب فقرة فنية بعنوان «سلام لغزة» قدّمها أطفال من ذوي الإعاقة السمعية من جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إضافة إلى فيلم آخر بعنوان «ابتكار فلسطيني: تطوير عدسة نظارة تعتمد على لغة برمجة» مخصص لخدمة ذوي الإعاقة البصرية.
ومن المقرر أن تتواصل فعاليات المؤتمر عبر جلستين رئيسيتين؛ الأولى تتناول دور وزارة الثقافة في دمج ودعم الأشخاص ذوي الإعاقة ضمن خططها المستقبلية، فيما تتناول الثانية التحديات التي تواجه وصولهم إلى المجال الثقافي، تحت عنوان «الثقافة في زمن الإبادة»، في محاولة لتسليط الضوء على علاقة الثقافة بالعدالة والكرامة الإنسانية في ظل الواقع الفلسطيني الراهن.