«الجليسة».. د. وفاء بغدادي قلب فوق كرسي متحرك ينبت جناحين

«الجليسة».. د. وفاء بغدادي قلب فوق كرسي متحرك ينبت جناحين

المحرر: عبد الصبور بدر - مصر

بين كرسي متحرك وجناحين يحلقان في فضاء الإبداع، تكمن قصة.وفاء بغدادي، التي واجهت شلل الأطفال بقلب جسور، لتنطلق موهبتها الشعرية  مدعومة بجملة أبويها السحرية: “ربما يكون الاختلاف تميزًا”.

وفاء التي أصدرت دواوين شعرية، وحصلت على جوائز مرموقة، وانضمّت إلى اتحاد كتاب مصر، وحصلت على منحة التفرغ لأكثر من 14 عامًا، لم يتوقف شغفها عند الشعر، بل امتد إلى الرواية والدراسات الأكاديمية لتحصل على درجة الدكتوراه.

د. وفاء بغدادي

في شهادتها عن رحلتها الشاقة والمهمة تقول الشاعرة المصرية د. وفاء بغدادي لـ«جسور»: لم أكن أتخيل أنه سيأتي اليوم الذي أكتب فيه عن وفاء بغدادي. أنا أبسط من الكتابة وأعمق من المعاني، كطفلة عادية جئت إلى الحياة، ولكن جاء معها شيء غير عادي، جاء شلل الأطفال. لكن أبي وأمي ظلا يحاربان المرض بالحكمة والعزيمة، فلم يسمحا لكلمة (يا عيني يا حرام) أن تغزو قلبي، بل دائمًا وأبدًا كانا يرددان: «ليس الاختلاف دائمًا سيئًا، ربما يكون تميزًا»

شهادة الدكتوراه

وتضيف؛ في سن الحادية عشرة تقريبًا، لاحظ أستاذي أن طريقة إلقائي لدروس اللغة كانت متميزة، وعندما طلب موضوع تعبير، كنت أكتبه على هيئة قصيدة، فشجعني  وجعل الأطفال يصفقون لي، وعندما جاء امتحان العلوم  كتبت على ظهر ورقة الأسئلة أبياتًا من الشعر، نظر إليها المراقب وطلب مني إحضار ولي الأمر!

ذهبت إلى أبي الذي ظن أنني ارتكبت جرمًا، وهو يقول لي: «احكي لي، عملتي إيه؟»، لكن في اليوم التالي كان يحتضنني بفخر وسعادة، وبدأت رحلة أبي وأمي إلى مراكز الشباب وقصور الثقافة ومسابقات المدرسة، حتى حصلت على المركز الأول على مستوى الجمهورية في شعر العامية عام 1995.

من قصور الثقافة إلى نجومية الشعر

«حقًا، أحيانًا يكون الاختلاف تميزًا». تقول د. وفاء وتواصل: كان كتف والدي يحملني إلى المدرسة صباحًا، وأعود في قلب أمي، أسمع أنفاسها لاهثة وهي تصعد بي درجات السلم، حتى جاء يوم إلى المدرسة أستاذ في كلية التربية بجامعة الإسكندرية، ودعاني لإلقاء الشعر في حضور الكاتب الكبير أنيس منصور، وكان هذا اليوم الأول الذي أذهب فيه إلى أتيليه الإسكندرية.

حصلت على لقب الفتاة المثالية على مستوى الجمهورية في معسكر إعداد القادة المقام في مدينة بورسعيد، وتوالت الندوات حتى أعلن وكيل وزارة الشباب والرياضة في الإسكندرية، وكان وقتها اللواء بشر حرب، أنه تبنّى تلك الموهبة، وبالفعل كنت أسافر إلى جميع ندوات الشعر على مستوى الجمهورية، حتى صدر الديوان الأول.

موهبة شعرية استثنائية

وتقول: أتذكر أن أمي – رحمها الله – ترجّت أبي أن يُصدره كنوع من التشجيع، وعندما صدر الديوان الأول طبعت الطبعة الثانية له وزارة الشباب والرياضة، وكان الديوان اسمه زي الحقيقة.

ثم جاء الديوان الثاني «الحتة اللي بتحلم فيا»، ثم ديوان «بير مسعود» الحائز على جائزة الثقافة الجماهيرية، ثم ديوان «مش ملك حد» الصادر عن اتحاد كتاب مصر، وتوالت الدواوين: «شرايح من روح بنت»، «البنت اللي بتشوف الملايكة»، «البحر مش عارف ينام»، و«أغاني المارشميلو».

أحد دواوينها الشعرية

وعن الهيئة العامة للكتاب ديوان «البنت اللي وضّتها السما،»  وديوان في قصيدة النثر، وهذا الديوان أهديه لكل من شاركني  الحمل، لكل فرد عانى من نفس المرض ونفس المعاناة، إضافة إلى روايتين، الأولى «الموتى لا يرتدون الأحذية»، والثانية «الأمواج تعيش أكثر»، وفي المطبعة الرواية الثالثة «الجليسة».

بين الأدب والإعلام.. رحلة أكاديمية لامرأة استثنائية

توضح وفاء أنها شاركت في العديد من المؤتمرات، مثل مؤتمر صلاح عبد الصبور، والذي رشحها إليه الراحل سيد حجاب، وكتب عنها تحت «باب شاعر جديد يعجبني» عن ديوان «بير مسعود».

د. وفاء أنها  شاعرة معتمدة من الإذاعة والتلفزيون، وعضو اتحاد كتاب مصر، وعضو هيئة الفنون والآداب والعلوم الاجتماعية، حصلت على منحة التفرغ من وزارة الثقافة لأكثر من أربعة عشر عامًا، كما حصلت على درع تكريم من وزارة الثقافة، ودرع وزارة الشباب والرياضة، والعديد من شهادات التقدير.

بعد مناقشة الدكتوراه

نُشرت أعمالها في أغلب الجرائد المصرية مثل الأهرام، والمساء، والجمهورية، والأخبار، ومجلة الثقافة الجديدة وغيرها، كما نُشرت أعمالها في بعض الجرائد العربية مثل الصباح العراقية، والهدف الكويتية، وغيرها.

وتواصل وفاء: أما عن حياتي العملية، فقد التحقت بالهيئة العامة للتأمين الصحي بالإسكندرية، وعندما حصلت على منحة التفرغ بدأت الدراسة من جديد، لألتحق بكلية الإعلام وأحصل على تمهيدي ماجستير من كلية الإعلام جامعة القاهرة، ثم عدت إلى الإسكندرية وحصلت على الماجستير من كلية الآداب جامعة الإسكندرية، ومن ثم حصلت على الدكتوراه من كلية الآداب جامعة الإسكندرية، قسم الاجتماع شعبة الإعلام والاتصال، وفي أثناء الدكتوراه حصلت على دبلومة في الصحة النفسية.

الاختلاف جناحا التحليق.. رسائل الأمل والتميز

انتُدبت للعمل في الهيئة العامة للثقافة بناءً على رغبتي، وسعدت بهذا كثيرًا، وعندما تمر بي الحياة أتذكر أبي وأمي – رحمهما الله – وأتذكر كلماتهما التي لا أتركها أبدًا وتعيدني للحياة كلما أكلني اليأس: «الاختلاف ليس دائمًا سيئًا، ففي كثير من الأحيان يكون تميزًا.» و«أنتِ قوية بما يكفي لكي تستيقظي كل صباح وأنتِ أكثر أملًا وحياة».

لذا، عندما تسألني: من هي وفاء بغدادي؟ سأقول: «مجرد قلب أُلقي فوق كرسي متحرك، فأنبت جناحين».

د. وفاء في مواجهة البحر
المقالة السابقة
خلود الشايع رئيسًا للجنة المرأة في الاتحاد السعودي للإعاقات البصرية
المقالة التالية
«الإسكوا» ومنظمة العمل الدولية تطلقان ميثاقًا عربيًا لتوظيف ذوي الإعاقة

وسوم

أمثال الحويلة (499) إعلان عمان برلين (579) اتفاقية الإعاقة (735) الإعاقة (162) الاستدامة (1234) التحالف الدولي للإعاقة (1205) التشريعات الوطنية (977) التعاون العربي (647) التعليم (98) التعليم الدامج (70) التمكين الاقتصادي (103) التنمية الاجتماعية (1224) التنمية المستدامة. (102) التوظيف (76) التوظيف الدامج (947) الدامج (68) الدمج الاجتماعي (758) الدمج المجتمعي (181) الذكاء الاصطناعي (99) العدالة الاجتماعية (85) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (631) الكويت (108) المجتمع المدني (1200) الولايات المتحدة (71) تكافؤ الفرص (1194) تمكين (103) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (637) حقوق الإنسان (93) حقوق ذوي الإعاقة (105) دليل الكويت للإعاقة 2025 (480) ذوو الإعاقة (176) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1148) ذوي الإعاقة (610) ذوي الهمم (67) ريادة الأعمال (512) سياسات الدمج (1178) شركاء لتوظيفهم (501) قمة الدوحة 2025 (765) كود البناء (565) لغة الإشارة (83) مؤتمر الأمم المتحدة (458) مجتمع شامل (1189) مدرب لغة الإشارة (758) مصر (136) منظمة الصحة العالمية (783)