«الخشبة المدرسية».. مسرح صغير يفتح آفاقًا واسعة لدمج الطلاب ذوي الإعاقة

«الخشبة المدرسية».. مسرح صغير يفتح آفاقًا واسعة لدمج الطلاب ذوي الإعاقة

المحرر: محمود الغول - مصر
كتاب الخشبة المدرسية وسيكولوجية الشخصية للكاتب إبراهيم بن مفرح الناشبي

دعنا نستكشف معا الدور التحويلي للمسرح المدرسي في دعم الطلاب ذوي الاحتياجات الخاصة، من تعزيز الثقة بالنفس والوعي الحركي إلى تطوير لغة التعبير والدمج الشامل.. عبر هذا لكتاب.

يمثل دمج الطلاب ذوي الإعاقات والاحتياجات الخاصة في الأنشطة المسرحية توجها تربويا ونفسيا متقدما، يهدف الى تجاوز القيود التقليدية للتعليم، وتوفير بيئة غنية تطلق الإمكانات الكامنة لهذه الفئة، ويعد المسرح وسيلة فعالة وحقلا تربويا يساعد في تنمية المهارات الاجتماعية والعاطفية واللغوية، إضافة الى مهارات التعبير عن الذات.

يسلط كتاب «الخشبة المدرسية وسيكولوجية الشخصية»  الصادر عن دار مجموعة تكوين المتحدة للكاتب السعودي إبراهيم الناشبي الضوء على الدور المحوري الذي يؤديه المسرح كأداة تعليمية وتفاعلية تساهم في نمو الطلاب على كافة الأصعدة، مؤكدا ان الخشبة المدرسية قادرة على استيعاب تنوع البشر وثرائهم.

المسرح مدرسة شاملة للدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي
المسرح مدرسة شاملة للدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي

وتعد التحديات النفسية والاجتماعية من أبرز العوائق التي يواجهها الطلاب ذوو الاحتياجات الخاصة في البيئات التعليمية المعتادة، وهنا يتجلى دور المسرح، حيث يوفر منصة آمنة للتعبير عن الذات، مما يعزز لديهم تقدير الذات والثقة بالنفس.

و يشعر هؤلاء الطلاب بقيمة الإنجاز والنجاح عند الأداء على خشبة المسرح وتلقي التقدير والإشادة من الأقران، وهو ما يساهم في بناء صورة إيجابية للذات، حيث أكدت الدراسات ان الطلاب الذين يشاركون في الأنشطة المسرحية يظهرون تحسنا ملحوظا في مستويات الثقة بالنفس.

يعمل المسرح على تحسين مهارات التواصل والتفاعل بشكل لافت، إذ يشجع على التفاعل مع الأقران، سواء كان ذلك بالتواصل اللفظي أو غير اللفظي

وعلى الصعيد الاجتماعي، يعمل المسرح على تحسين مهارات التواصل والتفاعل بشكل لافت، إذ يشجع على التفاعل مع الأقران، سواء كان ذلك بالتواصل اللفظي أو غير اللفظي، مما يتيح لهم فرصا لتطوير مهاراتهم الاجتماعية بشكل واقعي، كما يمنح المسرح فرصة للتعبير عن المشاعر المعقدة، مثل الغضب والحب والخوف، بطرق آمنة ومبدعة، مما يساعدهم على فهم انفعالاتهم وإدارتها بشكل مناسب.

 لغة الحركة ووضوح النطق
يمتد دعم المسرح على الجوانب النفسية والاجتماعية ويشمل تطوير المهارات الحركية والحسية. يتطلب الأداء المسرحي إتقان حركات جسدية دقيقة وكبيرة، مما يحسن من التنسيق الحركي، التوازن والوعي البصري والجسدي، وهي مهارات ضرورية للنجاح الأكاديمي والاجتماعي.

الأنشطة التي تتضمن حركات وتنسيقا بينيا تساهم بشكل كبير في تحسين المهارات الحركية والبصرية لدى الطلاب الذين يعانون من إعاقات جسدية أو تعليمية.

علاوة على ذلك يمثل المسرح أداة قوية لتنمية القدرات اللغوية، فالطلاب الذين يواجهون صعوبات في النطق أو اللغة يستفيدون بشكل كبير من الأنشطة المسرحية التي تعتمد على النصوص والحوارات القصيرة، وهذا يساهم في تحسين قدرتهم على النطق الواضح والتعبير اللفظي، ويزيد من ثقتهم في استخدام اللغة، كما يعزز المسرح الإبداع والتفكير النقدي، حيث يشجع الطلاب على تقمص أدوار وشخصيات مختلفة، مما يفتح لهم المجال للتفكير الإبداعي والتحليلي وحل المشكلات بطرق غير تقليدية.

آليات التكييف ومسرح شامل لكل القدرات
لضمان استفادة هذه الفئة من المسرح، يجب تكييف الأنشطة المسرحية لتتناسب مع احتياجات وقدرات كل طالب على حدة، وهذا يتطلب خططا واستراتيجيات مرنة ومدروسة، ويشمل هذا التكييف تكييف الأدوار والنصوص، حيث يمكن تخصيص أدوار تتطلب تفاعلا غير لفظي للطلاب الذين يجدون صعوبة في التحدث، وتقليل حجم النصوص التي يجب على الطالب حفظها، أو تقديم أدوار حركية أو صامتة لتخفيف ضغط الأداء، مع تبسيط النصوص المسرحية المعقدة لتكون مناسبة لقدراتهم المختلفة. ويعد التمثيل الصامت Pantomime وسيلة فعالة للطلاب الذين يعانون من صعوبات لغوية أو نطقية للتعبير عن المشاعر والأفكار دون الحاجة للكلمات.

طالع: المسرح الدامج.. فرقة البيرق البحرينية ترفع شعار «الإعاقة لا توقف الأحلام»

كما يمتد التكييف ليشمل الدعم البصري والسمعي والمكاني، حيث يمكن استخدام المساعدات البصرية والسمعية، مثل الإيماءات الضوئية، أو الأصوات التوضيحية، أو النصوص المكتوبة المكبرة، لمساعدة الطلاب ذوي الإعاقة السمعية أو البصرية على فهم المشاهد.

ويجب تكييف بيئة المسرح لتكون آمنة وسهلة الوصول، مثل توفير منحدرات للصعود إلى المنصة للطلاب الذين يستخدمون الكراسي المتحركة، مع دمج التكنولوجيا المساعدة، مثل تطبيقات قراءة النصوص أو أجهزة تضخيم الصوت، لجعل الأنشطة المسرحية ديناميكية ومناسبة للجميع.

ويعد تنظيم التدريب والتعلم أمرا ضروريا، عبر تجزئة الأنشطة المسرحية إلى خطوات أصغر، وتخصيص وقت إضافي للتعلم والتدريب، مع توفير مرشد خاص أو مدرب فردي لكل طالب يحتاج الى توجيه دقيق، وتقديم التغذية الراجعة الإيجابية باستمرار لتعزيز ثقة الطالب بنفسه.

بهذه الآليات التفصيلية، يتحول المسرح المدرسي من مجرد نشاط ترفيهي الى مدرسة شاملة للدعم النفسي والاجتماعي والتعليمي.

المقالة السابقة
كراسي كهربائية وعصا بيضاء.. «دكان الفرحة» يفتح أبوابه لذوي الإعاقة بجامعة عين شمس
المقالة التالية
20 ميدالية.. ختام بطولة العالم لرفع الأثقال البارالمبية بتفوق مصري

وسوم

أمثال الحويلة (472) إعلان عمان برلين (553) اتفاقية الإعاقة (708) الإعاقة (159) الاستدامة (1206) التحالف الدولي للإعاقة (1178) التشريعات الوطنية (950) التعاون العربي (620) التعليم (96) التعليم الدامج (69) التمكين الاقتصادي (102) التنمية الاجتماعية (1197) التنمية المستدامة. (100) التوظيف (74) التوظيف الدامج (921) الدامج (67) الدمج الاجتماعي (730) الدمج المجتمعي (179) الذكاء الاصطناعي (97) العدالة الاجتماعية (83) العقد العربي الثاني لذوي الإعاقة (604) الكويت (106) المجتمع المدني (1173) الولايات المتحدة (70) تكافؤ الفرص (1167) تمكين (101) حقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (611) حقوق الإنسان (88) حقوق ذوي الإعاقة (104) دليل الكويت للإعاقة 2025 (454) ذوو الإعاقة (174) ذوو الاحتياجات الخاصة. (1122) ذوي الإعاقة (595) ذوي الهمم (64) ريادة الأعمال (485) سياسات الدمج (1151) شركاء لتوظيفهم (474) قمة الدوحة 2025 (739) كود البناء (539) لغة الإشارة (80) مؤتمر الأمم المتحدة (431) مجتمع شامل (1162) مدرب لغة الإشارة (731) مصر (128) منظمة الصحة العالمية (756)