الدرباس يشيد بمسرحية “ملك المسرح”.. ترجمتها إلى لغة الإشارة لفتة إنسانية

الكويت – جسور- شيماء اليوسف

أشاد الكاتب والمهندس طارق الدرباس، الرئيس التنفيذي والشريك المؤسس لشركة “طاقات” لإدارة المشاريع الهندسية، بمسرحية “ملك المسرح” ، واصفًا التجربة بأنها “عودة صادقة لروح المسرح الأصيل الذي يحتضن جمهوره بإنسانية ودفء”.

وسلّط الدرباس الضوء على اللفتة الإنسانية الراقية التي تميز بها العرض، حيث تم توفير مترجمين بلغة الإشارة لخدمة الجمهور من فئة الصم والبكم، إلى جانب الحضور اللافت لأشخاص من فئة المكفوفين، معتبرًا أن هذا المشهد “يهزّك من الداخل ويجعل المسرح مساحة لكل من ينبض قلبه ويشعر، لا للجمهور فقط”.

وقال  إن أول ما يشعر به الزائر عند دخول المسرح هو الإحساس بأنه يدخل بيته، مشيرًا إلى الاستقبال الحافل من الفنان القدير عبدالله المظفّر، الذي وصفه بـ”أب المسرح”، وإلى تعاون الفريق بالكامل الذي اتسم بالذوق والتنظيم والابتسامة الصادقة، مما يعكس، بحسب وصفه، أن هؤلاء “ليسوا فنانين فقط، بل أهل المسرح بحق”.

وأضاف أن الفنان خالد المظفّر، بطل العمل، “لا يصعد خشبة المسرح إلا ليملك قلوب الحاضرين”، بفضل أدائه المتقن وحضوره الطاغي، مؤكدًا أن اسم المسرحية ليس مجرد عنوان، بل وصف حقيقي.

وخصّ الدرباس بالشكر طاقم العمل كاملًا، من بينهم: إيمان فيصل، أحمد المظفّر، عبدالله المظفّر، خالد العجيرب، والمخرج عبدالعزيز صفر، الذي وصفه بأنه “حوّل الخشبة إلى حكاية تنبض بالحياة”.

وختم قائلًا: “المسرح الكويتي له تاريخ طويل، ويبدو أن خالد وفريقه عازمون على كتابة الفصل الجديد منه. شكرًا ملك المسرح، لأنك أعدت لنا طعم المسرح الحقيقي”.

وكان فريق مسرحية “ملك المسرح” قد بدأ عرض المسرحية بلغة الإشارة في 10 يونيو الجاري، متزامنًا مع النجاح الجماهيري اللافت الذي حققته المسرحية منذ انطلاق عروضها الرسمية في أول أيام عيد الفطر 2025، على خشبة مسرح مجمع سوق شرق في الكويت. هذا النجاح الكبير دفع القائمين على العمل إلى تنظيم أربعة عروض إضافية، استجابةً للطلب الجماهيري المتزايد.

يجسّد خالد المظفر في العمل شخصية “إبراهيم”، ويستعرض خلالها مسيرته الفنية المستقبلية الممتدة من عام 2025 إلى عام 2060، في قالب نقدي ساخر يغوص في مفاهيم الغرور وتأثيرات السوشيال ميديا على الفنان والجمهور. المسرحية من تأليف وإخراج عبدالعزيز صفر، ويشاركه البطولة نخبة من الفنانين: إيمان فيصل، خالد العجيرب، أريج العطار، أمير مطر، أحمد المظفر، ومهدي دشتي، وتُقدَّم على مدى ساعتين ونصف من الكوميديا الهادفة والفكر النقدي.

المبادرة الإنسانية لتقديم العرض بلغة الإشارة شكّلت لفتة إنسانية نادرة، نالت إشادات واسعة على منصّات التواصل الاجتماعي، خاصة “إكس” و”إنستغرام”، حيث أثنى الحاضرون على ما وصفوه بـ”كوميديا راقية وممتعة”، معبرين عن إعجابهم برسالة المسرحية التي مزجت بين الفن والاحتواء المجتمعي.

ويعتبر الفنان خالد المظفر، أحد أبرز وجوه المسرح الكويتي الصاعد، فقد وُلد في مايو 1996 بالكويت، وتخرّج في المعهد العالي للفنون الموسيقية. انطلقت مسيرته عام 2011 من خلال أكاديمية الشباب والفنون تحت إشراف المخرج عبدالعزيز صفر، ليبدأ بعدها مشوارًا حافلًا بالأعمال الفنية.

شارك المظفر في عدد من المسلسلات التلفزيونية، منها: “جدر الوالدة” (2011)، “الفلتة 2” (2012)، “بقايا ألم” (2015)، “المسافات” (2016)، “واحد مهم” (2018)، و”زواج إلا ربع” (2022)، إلى جانب مشاركته في أعمال أخرى، كمؤلّف ومخرج، من أبرزها: “الأول من نوعه” و”Aelat Akram Ezz El Din”، فضلًا عن تأليفه وتلحينه لمجموعة من الأعمال الدرامية والمسرحية.

على خشبة المسرح، برز المظفر منذ عام 2012 عبر عدد من العروض المميزة، مثل: “بسنا فلوس” مع طارق العلي، “آن فولو” (2015)، “قلب للبيع” (2016)، و”ولد بطنها” (2017)، وغيرها من الأعمال التي رسّخت حضوره كأحد أعمدة الجيل الجديد في المسرح الكويتي.