Skip to content

الذكاء الاصطناعي يُمكن ذوي الإعاقة من قيادة السيارة بإشارات الدماغ

الذكاء الاصطناعي يُمكن ذوي الإعاقة من قيادة السيارة بإشارات الدماغ

المحرر: سماح ممدوح حسن - جنيف

قدّم شخصان استثنائيان خلال قمة” الذكاء الاصطناعي من أجل الخير 2025″ بمدينة جنيف، لمحة عن مستقبل يُظهر فيه الذكاء الاصطناعي قدرته على تمكين ذوي الإعاقة لتجاوز الحدود التقليدية لا مجرد مساعدتهم.

قيادة سيارة بالتحكم الذهني فقط!

من جهة أخرى حقّق رودريجو مينديز، المدافع عن حقوق ذوي الإعاقة ومؤسس “معهد رودريجو مينديز” إنجازًا فريدًا من نوعه بقيادة سيارة فورمولا 1 باستخدام إشارات دماغه فقط! ليكون بذلك أول شخص في التاريخ يحقق هذا الإنجاز.
تمكّن مينديز من ذلك بفضل تقنيات التحكم العصبي المتقدمة بالتعاون مع أوليفييه أوييه المؤسس المشارك لشركة Inclusive Brains.

وأوضح مينديز: “لم نكن نبحث عن أداء بل أردنا إثبات أن هذه التقنية يمكنها جمع فريق كامل للعمل من أجل هدف واحد وهو توسيع الوصول والدمج وإظهار أن العمل الجماعي قادر على تغيير مستقبل الأطفال.”

استخدم المشروع تعلم الآلة لترجمة نشاط دماغ مينديز إلى أوامر فورية للتحكم في التوجيه والتسارع. الرحلة بدأت قبل سنوات خلال فعالية للشباب في واشنطن وتحوّلت إلى مشروع مشترك لنشر التكنولوجيا الداعمة لذوي الإعاقة، خاصة بين الشباب.وازداد اهتمام الجمهور بالمشروع بعد أن تحدّى مينديز بطل الفورمولا 1 لويس هاميلتون لخوض سباق باستخدام سماعات الدماغ فقط وهو تحدٍ قبله هاميلتون بالفعل.

وقال أوييه:”السباق مجرد وسيلة لجذب الانتباه إلى كيف يمكن للتكنولوجيا أن تخدم التعليم والدمج.”
كما طمأن أوييه بشأن الخصوصية وحماية البيانات مؤكدًا أن جميع المشاركين يمتلكون بياناتهم كاملة ولا تُستخدم أبدًا دون موافقة شفافة وصريحة.
“مشروعنا قائم منذ البداية على مبدأ أن الأفراد هم من يمتلكون بياناتهم ولا يُفرض عليهم أي شيء. هم فقط من يتحكمون بالمعلومات.”

التميّز لا يُخفى

شاركت تيللي لوكي البالغة من العمر 19 عامًا وتستخدم الأطراف الاصطناعية منذ طفولتها، قصتها الملهمة عن تطورها من استخدام أطراف بدائية بقبضة واحدة إلى اعتمادها اليوم على أذرع روبوتية ذكية تعمل بالذكاء الاصطناعي وقادرة على التبديل بين 30 وضعًا للقبضة بسلاسة.
هذا التطور جاء نتيجة شراكة طويلة بدأت في سن التاسعة مع شركة Open Bionics البريطانية، التي طورت ذراعها الحالية المعروفة باسم “ذراع البطل ”

وقالت لوكي:”إن الأذرع الجديدة مذهلة. فقد حطمت كل الأرقام القياسية فهى الأسرع والأقوى والأكثر ومقاومة للماء.”
وأضافت أن الأطراف القديمة التي تحاكي المظهر الطبيعي ومصنوعة من السيليكون، كانت تشعرها بالغربة والعزلة. أما الآن فأذرعها المصممة خصيصًا والمضاءة بمصابيح LED والمُصممة لتكون مميزة لا خفية تُعبّر عن الاختلاف بكل فخر.

وتابعت:” هذا ممتع جدا لي. فأن تكون مختلفًا ليس شيئًا يجب أن تخفيه.”وشدّدت لوكي على أن هذا التحول ليس تقنيًا فقط بل شخصي وإنساني بامتياز. مطالبة بإتاحة هذه الابتكارات على نطاق واسع للجميع.

التحديات ما زالت قائمة

رغم هذه الاختراقات لا يزال ملايين الأشخاص حول العالم يفتقرون إلى الوصول لأبسط التقنيات المساعدة.
ووفقًا لمنظمة الصحة العالمية فإن أكثر من 2.5 مليار شخص حول العالم يحتاجون إلى منتج مساعد واحد على الأقل. ومن المتوقع أن يتجاوز العدد 3.5 مليار بحلول عام 2050، مع ازدياد أعمار السكان واحتياجهم للمزيد من وسائل الاستقلال المعيشي.

من أبرز العقبات الارتفاع الباهظ في التكاليف وضعف البنية التحتية الصحية ونقص الكوادر المدربة وعدم توفر المنتجات في الأسواق. حتى في المناطق التي تشهد ابتكارًا تقنيًا.وأكدت لوكي على أهمية إتاحة هذه التقنيات مشيرة إلى مشاركتها في تجربة سريرية في المملكة المتحدة مكنت بعض المرضى من الحصول على أذرع روبوتية عبر هيئة الخدمات الصحية الوطنية مجانًا، وقالت “الحصول على أربعة أطراف يجب أن يكون حقًا إنسانيًا.”

رسالة واحدة من مينديز ولوكي

في عالم يسير بوتيرة متسارعة نحو التحول الرقمي يشارك مينديز ولوكي رسالة واحدة بوضوح “التكنولوجيا التي تُمكّن الأكثر تهميشًا ليست رفاهية، بل ضرورة عاجلة”

واختتمت لوكي بالقول: “أنت تعيش في عالم لم يُصمم أصلًا ليتناسب مع جسدك. لكن هذا لا يعني أنه لا يمكن إعادة تصميمه ليناسبك.”

المقالة السابقة
مارلين سافيولا.. امرأة تحدت الشلل وقادت ثورة ذوي الإعاقة بأمريكا
المقالة التالية
سيناريو الكارثة.. من ينقذ ذوي الإعاقة لو حدث زلزال أو عاصفة رعدية