Skip to content

السعودية أمجاد أسعد.. الإعاقة لم تكسر إرادتي ورأيت العالم بصوت صديقتى سمر

السعودية أمجاد أسعد.. الإعاقة لم تكسر إرادتي ورأيت العالم بصوت صديقتى سمر

السعودية – جسور – شيماء اليوسف

بإعاقة بصرية جزئية، اعتمدت أمجاد أسعد، المتخرجة حديثاً في كلية الإعلام والعلاقات العامة، بجامعة الملك سعود، على سمعها في رحلتها التعليمية، بدءاً من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية.

لم تتمكن من القراءة بطريقة برايل، أو استخدام المكبرات، لكنها حولت هذا التحدي إلى إصرار وعزيمة، لإنهاء مسيرتها التعليمية، بروح مليئة بالأمل والكفاح، كانت صديقتها سمر، ذراعها الأيمن، التي لم تغب عنها، ووقفت إلى جوارها، تذاكر لها عن طريق السمع، تقول: رأيت العالم من خلال صوتها.

اليوم تبدأ مشوار جديد في حياتها، بعد رحلة كفاح طويلة.

“جسور” تحدثت معها لتعرف قصتها؟

‏تعتبر أمجاد أسعد، الابنة الأولى لوالدَيها، اكتشفت إصابتها بالإعاقة البصرية أثناء ولادتها، إضافة إلى إصابتها بمرض مزمن يُسمّى “ العروق المتعرجة “، وهو مرض وراثي يصيب الأنسجة الضامة للجسم، ويؤثر على الأنسجة الرخوة.

تحكي ل” جسور” قائلة: “بدأت قصتي عندما أرادت أمي أن أدخل المدرسة، ولكن نظرًا لأن قريتنا لا يوجد بها تعليم متخصص للإعاقة البصرية، واجهت أمي العديد من التحديات”.

كانت إحدى المشكلات الرئيسية التي قابلتها تتمثل في توجيه المدرسة سؤال صعب لوالدتها، وهو : كيف يمكننا تعليم ابنتك التي لا ترى؟ رغم أنها تستطيع الرؤية جزئيًا، بالإضافة إلى ذلك، كانت أمها تواجه ضغوطًا كبيرة من المحيطين بها، حيث كان الجميع يزعجوها بأسئلة لا قيمة لها مثل: لماذا تجعلين ابنتك تلتحق بالتعليم؟ ألا تخافين عليها؟

رغم كل تلك التحديات، التحقتُ أمجاد، بالمدرسة، لكنها رسبت في جميع المواد، وذلك لأن المدرسة لم توفر لها حلولًا ملائمة لوضعها، فيما يخص القراءة والكتابة، وعندما نجحت في الدور الثاني بمساعدة والدتها، تم توفير معلمة تدرس المناهج التعليمية لها، لكنها كانت مختصة في صعوبات التعلم، وليس في الإعاقة البصرية، خاصة كون أمجاد لم تكن مثل أقرانها تقرأ وتكتب بالشكل المطلوب.

وفي السنة الثانية، من المرحلة الابتدائية، تم التعاقد مع معلمة متخصصة لتعليم طريقة برايل، وأكملت معها من الصف الثاني الابتدائي حتى الصف الأول المتوسط.

تصف أمجاد الوضع حينها قائلة: ” لكنني لم أكن أعلم حينها أن استخدام طريقة برايل قد يؤثر سلبًا على حالتي الصحية”  إذ كانت تشعر بضغط كبير عند القراءة بأصابعها، وكان ذلك يسبب لها الشعور بالإرهاق الشديد، إلى أن توصلت إلى حل يعتمد على استبدال الكتابة والقراءة بالطريقة المسموعة، والاعتماد بشكل كامل على السمع.

بعد كل هذه التحديات تمكنت أمجاد، من الحصول على تقدير امتياز مع مرتبة الشرف الأولى، في الثانوية العامة، عندما حان وقت الالتحاق بالجامعة، كان حلمها منذ الطفولة أن تدرس في جامعة الملك سعود، لكن، كونها من خارج الرياض، كادت الدراسة أن تكون تحديًا كبيرًا، وتزداد التساؤلات المزعجة الموجهة لأسرتها، مثل: بنتكم ما تشوف، كيف رح تنجح في الجامعة؟ كيف رح تدخل الجامعة؟

تستكمل أمجاد حديثها قائلة: عندما تم قبولي في الرغبة الأولى، بجامعة الملك سعود، في المسار الإنساني بتخصص الإعلام، سمعت كلمات محبطة مثل: خلّوها تروح عن خاطرها، بالأخير بترجع لكم لأنها ما هي بناجحة. ومع ذلك، الآن، ولله الحمد، أنا في السنة الأخيرة من الجامعة، وبتقدير ممتاز”.

توجه أمجاد رسالة خاصة بعد كل تلك المواقف مع تجربتها الدراسية للمجتمع، بأن الشخص المعاق يستطيع أن يكون الدافع لنفسه قبل أن يبحث عن الدافع في الآخرين. كما أن للأسرة دورًا أساسيًا في حياة ذوي الإعاقة، وتضيف: “أوصي كل أسرة لديها شخص معاق أن تتعامل معه كشخص طبيعي، لأنه يمتلك الإعاقة ولكنه لا يمتلك خيارًا آخر سوى التقبل والرضا بقضاء الله وقدره”.

المقالة السابقة
أستراليا تعتمد برنامج دعم جديد لتقليص نفقات التأمين الوطني للإعاقة
المقالة التالية
أمريكا.. عدم القدرة على العمل شرط الحصول على إعانات العجز