تلعب التربية الدينية دورًا محوريًا في غرس القيم والأخلاق في نفوس الجيل الجديد، فهي تزود الأبناء بالبوصلة التي توجههم نحو الصدق، الأمانة، الرحمة، والاحترام، مما تحميهم من الانجراف وراء السلوكيات السلبية.
فالتربية القائمة على الدين لا تقتصر على التعليم النظري، بل تمتد إلى القدوة العملية داخل الأسرة والمجتمع، في المقابل، أصبحت وسائل التواصل الاجتماعي سلاحًا ذا حدين؛ فهي تفتح أبوابًا واسعة للمعرفة والتواصل، لكنها أيضًا قد تحمل مخاطر من قيم دخيلة وسلوكيات غير منضبطة تؤثر على تربية الأبناء.
بناء القيم وحماية الأجيال
هنا يظهر دور الأسرة في الموازنة: غرس قيم الدين منذ الصغر، مع متابعة استخدام الأبناء للسوشال ميديا وتوجيههم لاستثمارها بشكل إيجابي.
إن الجمع بين التربية الدينية الواعية والرقابة الحكيمة على وسائل الإعلام الحديثة هو السبيل لحماية أخلاق الجيل الجديد، وبناء شخصية متوازنة قادرة على مواجهة تحديات العصر.
إن دخول القيم الدينية إلى عالم السوشال ميديا أصبح ضرورة في زمن تتسارع فيه المؤثرات، فعندما يُوظَّف الدين لنشر الصدق، الاحترام، والتسامح عبر المنصات، تتحول هذه الوسائل من مصدر خطر إلى أداة بناء، وبقدر ما نغرس القيم الدينية في محتوى أبنائنا وتفاعلهم، نصنع جيلًا يستخدم التقنية بوعي ومسؤولية.
لا تكفي التوجيهات النظرية وحدها لتشكيل أخلاق الأبناء، بل يحتاج الجيل الجديد إلى قدوة يقتدي بها في البيت والمدرسة والمجتمع.
فحين يرى الأبناء سلوكيات قائمة على الصدق والأمانة والرحمة، يترسخ في وجدانهم أن الدين ممارسة عملية يومية، وليس مجرد شعارات أو نصائح عابرة.
وكما تتحمل الأسرة مسؤولية التوجيه، فإن صناع المحتوى والمؤسسات الإعلامية يحملون واجبًا لا يقل أهمية.
لأن نشر القيم الدينية الأصيلة عبر المنصات الرقمية يساهم في بناء وعي جمعي يحصّن الشباب من الانسياق وراء المظاهر السطحية، ويعزز دور الإعلام كوسيلة بناء لا وسيلة هدم.
ولا يقتصر دور التربية الدينية على تحصين الأبناء بشكل فردي فقط، بل يمتد ليشكل درعًا جماعية تحمي المجتمع بأسره من التفكك والانجراف وراء أنماط حياة بعيدة عن قيمنا.
فالمجتمع الذي تُبنى أسرُه على الوعي الديني السليم، يصبح أكثر قدرة على مواجهة حملات التشويه الفكري، التي تتسرب عبر السوشال ميديا، ومن هنا تبرز أهمية تكامل الجهود بين البيت، والمدرسة، ودور العبادة، بحيث تُزرع القيم في النفوس من كل اتجاه، فيكبر الأبناء وهم مسلحون بالوعي، قادرون على التمييز بين ما ينفعهم وما يضرهم، ليكونوا لبنة صالحة في بناء المستقبل.
الشيخة فاطمة مشعل الصباح
مؤسِسة منصة قيم


.png)


















































