تستعد المهندسة الألمانية ميكايلا بنتهاوس لكتابة فصل جديد في تاريخ استكشاف الفضاء. إذ تنطلق هذا الأسبوع على متن الرحلة شبه المدارية المقبلة لشركة بلو أوريجن من غرب تكساس، لتصبح أول مسافرة إلى الفضاء على الكرسي المتحرك.
في البداية، بدا حلم الفضاء بعيد المنال بالنسبة لبنتهاوس. حتى قبل أن تتعرض لحادث دراجة جبلية عام 2018 أدى إلى إصابتها بالشلل من الخصر إلى أسفل. ومع ذلك، وبعد سبع سنوات من الحادث، تحوّل المستحيل إلى واقع، في خطوة تصفها بأنها «بداية كبيرة نحو فتح الفضاء أمام الجميع»
وتأتي رحلة بنتهاوس في وقت تعمل فيه شركات الفضاء التجارية على توسيع دائرة المشاركين في الرحلات الفضائية.

من رياضة الدراجات الجبلية إلى الكرسي المتحرك فى الفضاء
فمنذ عام 2021، نقل صاروخ نيو شيبرد التابع لبلو أوريجن عشرات الأشخاص في رحلات قصيرة إلى الفضاء، بينما نفذت شركتا فيرجن جالاكتيك وسبيس إكس رحلات مماثلة.
ومع ذلك، لا تزال التكاليف المرتفعة والمتطلبات الصحية الصارمة تشكل عائقًا أمام كثيرين، خصوصًا من ذوي الإعاقة.
ومن هنا، ترى بلو أوريجن في رحلة بنتهاوس فرصة لإعادة التفكير في ما تسميه «المتطلبات الوظيفية» لرواد الفضاء. ويؤكد جيك ميلز، أحد أعضاء فريق الرحلة، أن مهمة الشركة لا تقتصر على إطلاق الصواريخ. بل تمتد إلى توسيع الوصول إلى الفضاء وجعله أكثر شمولًا.
أما بنتهاوس نفسها، فتقول إنها تتطلع لرؤية الأرض من الأعلى وتجربة انعدام الجاذبية. لكن هدفها الأهم يتمثل في تسليط الضوء على الأشخاص ذوي الإعاقة، سواء في الفضاء أو على الأرض.
وفي هذا السياق، تجمع تبرعات لمؤسسة تُعنى بأبحاث إصابات النخاع الشوكي، مؤكدة أن العالم لا يزال «غير مهيأ بما يكفي» لذوي الإعاقة.
وقبل حادثها، عاشت بنتهاوس حياة مليئة بالرياضات العنيفة، من ركوب الدراجات الجبلية إلى الباركور. وبعد الإصابة، واجهت واقعًا جديدًا، لكنها قررت ألا تتخلى عن شغفها بالعلم.
لذلك، أكملت دراستها، وحصلت على درجة الماجستير في هندسة الطيران والفضاء، ثم انضمت إلى وكالة الفضاء الأوروبية. حيث تعمل اليوم في دراسة الغلاف الجوي للمريخ وتطوير أنظمة هبوط المركبات الفضائية.
سفر ذوي الإعاقة إلى الفضاء خطوة نحو الشمول
وجاءت فرصة الرحلة بعد نقاش جمعها بأحد رواد صناعة الفضاء، لتتحول الفكرة إلى مشروع فعلي. وبعد سلسلة تقييمات، أكدت بلو أوريجن قدرتها على المشاركة في الرحلة، مع إدخال تعديلات على المرافق وتجهيزات الكبسولة لضمان استقلاليتها قدر الإمكان.
وفي إطار الاستعدادات، حرصت الشركة على تكييف تجربة الرحلة كاملة، من أماكن الإقامة إلى الدخول إلى الكبسولة. وصولًا إلى الحركة داخلها أثناء انعدام الجاذبية. كما درست الشركة سيناريوهات الطوارئ، لضمان سلامة جميع أفراد الطاقم دون إبطاء.
وفي النهاية، لا ترى بلو أوريجن في هذه الرحلة حدثًا استثنائيًا فقط، بل خطوة أولى نحو مستقبل أكثر شمولًا في استكشاف الفضاء. أما بنتهاوس، فتلخص التجربة ببساطة: «إذا استطعنا كسر الحواجز هنا، فربما يصبح الفضاء مكانًا مفتوحًا للجميع»


.png)


















































