لم تتوقع جانيت جودسيل المتطوّعة في برنامج تدريب الكلاب لمساعدة الصم وضعاف السمع، أن يصبح الكلب المتدرّب لديها بطلًا حقيقيًا، ويتمكن من إنقاذ حياتها بعد إصابتها بنوبة قلبية، كادت أن تقتلها، رغم أن عمره 15 شهرًا.
الكلب البطل “واتسون” وهو من فصيلة الكوكر سبانيل، كان يخضع لتدريب تأهيلي خاص لمساعدة الأشخاص الصم وضعاف السمع على التفاعل مع محيطهم، حين فاجأت مدرّبته نوبة مرضية، لكن رغم حداثة سن الكلب، تصرّف بذكاء بما يشبه “الفطرة الطارئة”.
تصرفات غير اعتيادية
تقول جودسيل 58 عامًا من ساوثهامبتون فى بريطانيا، إن واتسون بدأ يدفعها بأنفه عدة مرات، في إشارة تدرب عليها في حالات الطوارئ، وعندما حاولت تجاهل الأمر والصعود إلى الطابق العلوي لتستلقي وقف في وجهها عند السُلّم، رافضًا أن يسمح لها.
وتضيف: “كان الأمر غريبًا فهو عادة كلب هادئ جدًا لكن سلوكه كان حازمًا ومصممًا على منعي من الصعود وكأن لديه يقينًا أن ما يحدث خطير”.

نداء استغاثة على طريقته
لم يكتفِ واتسون بمحاولاته داخل المنزل، خرج إلى الحديقة وبدأ في نباح مستمر على غير عادته تمامًا حتى جذب انتباه الجارة “سو” التي سارعت بالدخول، لتجد جودسيل شاحبة ومضطربة رغم إصرارها أن المشكلة ليست أكثر من عسر هضم.
لكن حدس الجارة وقلقها من سلوك واتسون دفعاها للاتصال بالإسعاف، حيث أكد المسعفون أن جودسيل كانت تمر بنوبة قلبية حادة ونُقلت على الفور إلى المستشفى حيث خضعت لجراحة عاجلة لتركيب دعامة قلبية.

“لو تأخرتُ نصف ساعة فقط”
تروي جودسيل الواقعة بصوت تغمره مشاعر الامتنان”قال لي الأطباء إنني كنت في سباق مع الزمن، لو تأخرت نصف ساعة عن المستشفى لكانت النتيجة مختلفة تمامًا”. وتتابع”أكثر ما يُخيفني هو التفكير في ما كان سيحدث لو صعدت إلى الطابق العلوي وحدي وانهرت هناك بعيدًا عن الأنظار.،لكن واتسون أنقذني”
الكلب واتسون الذي سينتقل قريبًا إلى شريكه الدائم من ذوي الإعاقة السمعية ضمن المرحلة التالية من التدريب، ترك أثرًا لا يُمحى في حياة مدرّبته،تقول بحزن ممزوج بالفرح: “سيبقى في قلبي دائمًا لقد أنقذ قلبي وسيظل جزءًا منه أينما ذهب”.