أصبحت”كلير إدواردز” مترجمة لغة الإشارة البريطانية من مدينة كوفنتري بإنجلترا، حديث وسائل التواصل الاجتماعي بفضل أدائها في الحفلات الموسيقية العامة ورغم شهرتها المتزايدة إلا أنها تؤكد أن هدفها الأساسي هو جعل الموسيقى”متاحة” الأشخاص الصم.
أطلقت كلير على نفسها اسم “المترجمة البنفسجية” وتحرص على ارتداء ملابس بنفس اللون، وترجمت هذا الصيف حفلات لفنانين كبار مثل أوليفيا رودريجو وفرقة جنز أند روزز وستيفي وندر وكلين باندت.
تقول كلير إن أدائها يتطلب “ساعات وساعات” من التحضير. مضيفة”الأمر كله يتعلق بالاستماع للموسيقى وفهم الإحساس العام بها. وهدفي هو نقل احساس الصوت الكامل وإيصاله بجسدى”
بداية من المسرح
حلمت كلير منذ صغرها بالعمل في المسرح وبالفعل درست الموسيقى والفنون والدراما في الجامعة. بدأت مسيرتها في الترجمة داخل المسارح ولا تزال تواصل هذا النوع من العمل في أماكن مثل المسرح الملكي شكسبير ومسرح جلوب ومسرح ألباني القريب من منزلها.
وعن دخولها إلى عالم الموسيقى تقول إنها لا تتذكر تمامًا كيف بدأت العروض تتوالى. لكنها تعتقد أن ذلك كان نتيجة سمعة طيبة وانتشارها عبر الآحاديث المتبادلة بين الناس.
الأسلوب والحضور
عُرفت”كلير” بحركاتها الحيوية وأسلوبها المميز في الترجمة، وتقول “هذا أنا، هذه طريقتي” كما أنها تستغل أي لحظة للتمرن حتى وسط زحمة المرور.
رغم عملها مع أسماء عالمية تؤكد أنها نادرًا ما تلتقي بالفنانين أنفسهم لكنها تصف تجربتها بقولها “لقد استمتعت بكل لحظة”.
وبعد أدائها في مهرجان”يوروفيجن وجلاستونبري” بدأ البعض يطالب بتمثيلها للمملكة المتحدة في النسخة القادمة من المهرجان. وهو ما وصفته كلير ب”السخيف” وتؤكد”وظيفتي لا تتعلق بالشهرة بل بتمكين الصم من الاستمتاع بالموسيقى كما بقية أصدقائهم وأسرهم”.
التأثير الحقيقي
ريتا باجا وجين ماين صديقتان من كوفنتري وهما من الصم حضرتا مؤخرًا مهرجان”جوديفا” وبفضل ترجمة كلير تمكنتا من فهم واستشعار الأداء على المسرح وخاصة أثناء غناء هيذر سمول لأغنيتها الشهيرة “Proud” تقول ريتا بلغة الإشارة “ماحدث كان مدهش فالآن أستطيع رؤية الموسيقى”.
أما إيمي ميس وهي أيضًا من الصم وتعيش في نورثهامبتون، فقالت إن أداء كلير في برايد برمنجهام جعلها تشعر بشيء لم تعرفه من قبل “بكيت من شدة التأثر” وتضيف”أخيرًا شعرت بمعنى الوصول الحقيقي وفهمت الموسيقى وفهمت نكات الفنانين. شعرت أنني مشمولة ومساوية لأي شخص يسمع”.
الأثر الأوسع
أما جوليا الفتاة في السادسة عشرة من محبي موسيقى”ديث ميتال” لديها زراعة قوقعة تساعدها على سماع بعض الإيقاعات وتؤكد أن وجود مترجمي لغة الإشارة شيء رائع لمجتمع الصم. وتختتم ريتا حديثها بتأكيد أن الموسيقى “لا تعني شيئًا” بالنسبة لها دون الترجمة التي تقدمها كلير إدواردز.