شارك «اتحاد الغرف العربية» في الفعالية الإقليمية رفيعة المستوى التي انعقدت في «بيت الأمم المتحدة» بالعاصمة اللبنانية بيروت، لإطلاق «الميثاق العربي لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في التوظيف وريادة الأعمال» (AIEEC)، تحت شعار «نحو أنظمة دامجة للتوظيف وريادة الأعمال في المنطقة العربية».
وبحسب موقع «اتحاد الغرف العربية»، جاءت هذه المبادرة في إطار تنفيذ اتفاقية الأمم المتحدة لحقوق الأشخاص ذوي الإعاقة (CRPD) وأهداف أجندة التنمية المستدامة لعام 2030، وبوجه خاص مبدأ «عدم ترك أحد خلف الركب»، بما يعكس التزام الدول والمؤسسات العربية بإرساء سياسات تضمن المشاركة الكاملة والعادلة للأشخاص ذوي الإعاقة في سوق العمل وريادة الأعمال.
وتهدف الفعالية إلى جعل الميثاق العربي إطارًا إقليميًا جامعًا لتوحيد الرؤى والممارسات الدامجة في القطاعين العام والخاص، وتسليط الضوء على تجارب عربية ملهمة في مجال تشغيل وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، من خلال عرض قصص نجاح ومبادرات ريادية من دول عربية عدة. كما تتيح الفعالية منصة لتبادل الخبرات بين الحكومات والمؤسسات والقطاع الخاص حول آليات التوظيف الدامج والسياسات الشاملة، بما يسهم في توسيع نطاق المشاركة الاقتصادية والاجتماعية لهذه الفئة.
وشهدت الفعالية جلسة افتتاحية رسمية شاركت فيها نائبة الأمينة التنفيذية للإسكوا «مهريناز العوض»، والمديرة الإقليمية لمنظمة العمل الدولية للدول العربية «ربى جرادات»، ووزير العمل اللبناني «محمد حيدر»، إلى جانب ممثلين عن وزارات الشؤون الاجتماعية ومنظمات إقليمية معنية بحقوق الإنسان والتنمية المستدامة.
كما ناقشت جلسة رفيعة المستوى أبرز التحديات والحلول المتعلقة بدمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالي التوظيف وريادة الأعمال، بمشاركة خبراء وممثلين من الأردن والكويت والمغرب وسلطنة عمان، الذين استعرضوا التجارب الوطنية في تصميم سياسات داعمة للدمج المهني والريادة المستدامة.
كما خُصصت جلسة بعنوان «أماكن عمل دامجة: الرواد والأبطال» لعرض تجارب شركات القطاع الخاص التي تبنت ممارسات ناجحة في هذا المجال مثل «لوريال لبنان» و«إشمون» و«Beesline»، بمشاركة منظمات المجتمع المدني وشبكات الدمج الإقليمي.
واختتمت الفعالية بمعرض لبناني ضم مبادرات داعمة لتشغيل وتمكين الأشخاص ذوي الإعاقة، بمشاركة مؤسسات ناشطة في التنمية المستدامة والريادة الاجتماعية، ما عكس اهتمامًا متزايدًا بتطوير بيئة عمل دامجة تراعي تنوع القدرات وتفتح آفاقًا جديدة للمساواة والابتكار.
ويُعدّ «الميثاق العربي لدمج الأشخاص ذوي الإعاقة» خطوة استراتيجية لترسيخ قيم العدالة الاجتماعية وتعزيز الإنتاجية والابتكار في مؤسسات القطاعين العام والخاص. كما تمثل مشاركة اتحاد الغرف العربية في هذا الحدث محطة أساسية ضمن جهوده لدعم التنمية الاقتصادية الشاملة والمستدامة، وتأكيد التزامه بمبادئ المسؤولية المجتمعية والعمل اللائق للجميع، إلى جانب تعزيز شراكاته مع الإسكوا ومنظمة العمل الدولية في مجالات التمكين الاقتصادي، وسياسات الإدماج، والريادة المستدامة، بما يسهم في بناء نموذج عربي مسؤول للقطاع الخاص يقوم على العدالة والتكافؤ والكرامة الإنسانية.