الهند – جسور – فاطمة الزهراء بدوي
أكد البروفيسور بريما نيدونغادي، العميد المشارك في كلية الحوسبة بجامعة أمريتا ورئيس كرسي اليونسكو لتكنولوجيا المساعدة في التعليم، خلال كلمته بعنوان “كيف تُغير التكنولوجيا المساعدة الحياة” أن الأبحاث المدفوعة بالتعاطف تمثل حجر الزاوية في رؤية الجامعة بقيادة المستشارة “أمّا”، التي تضع العدالة والمساواة في صلب اهتماماتها، لاسيما تجاه الأشخاص ذوي الإعاقة.
استعرض نيدونغادي مبادرات بارزة تقودها جامعة أمريتا في هذا المجال، من بينها إنشاء مدارس متخصصة مثل “مدرسة أمريتا لتحسين النطق والسمع” ASISH للطلاب الصم، و”معهد أمريتا لذوي القدرات المختلفة” AIDA للأطفال ذوي الإعاقات الذهنية. هذه الخطوات تأتي ضمن توجه واسع للجامعة نحو تمكين الفئات المهمشة عبر التعليم الشامل والتقنيات الذكية.
واحدة من أكثر المبادرات إثارة للإعجاب هي تطوير فريق أمريتا لتقنيات ذكية تُمكن الأشخاص ذوي الإعاقة من النفاذ الكامل للخدمات الرقمية. من أبرز هذه الابتكارات تطوير نظام تعرف بصري متقدم للغة الإشارة الهندية (ISL)، بالإضافة إلى روبوت محادثة يعمل بالذكاء الاصطناعي لخدمة الصم وضعاف السمع على منصة UMANG الحكومية، ما يفتح أبواب الخدمات الإلكترونية الرسمية أمام جمهور طالما عانى من الإقصاء التقني.
كما يجري العمل على منصة متقدمة تُنتج أوصافًا صوتية تلقائية ومحتوى مترجمًا بلغة الإشارة الهندية للمواد البصرية، ما يسهم في تسهيل التفاعل الرقمي لفاقدي البصر ومحدودي الرؤية. بحسب نيدونغادي، لا تكمن أهمية المشروع فقط في التكنولوجيا ذاتها، بل في النهج التشاركي الذي تتبناه الجامعة، إذ يشارك في التصميم والتطوير أفراد من ذوي الإعاقة والتنوع العصبي، لضمان ألا تكون الشمولية فكرة لاحقة، بل أساسًا أصيلاً في الابتكار.
بفضل هذا النهج الشمولي والممارسات الميدانية المؤثرة، حصلت جامعة أمريتا في وقت قريب على اعتماد أول كرسي لليونسكو في الهند لتكنولوجيا المساعدة في التعليم، وهو إنجاز يعكس التزام الجامعة بأهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة، لاسيما الهدف الرابع (التعليم الجيد)، والعاشر (الحد من أوجه عدم المساواة)، والسابع عشر (عقد الشراكات من أجل تحقيق الأهداف).
شهد المؤتمر الذي أُلقيت فيه الكلمة عرضًا لمجموعة من مشاريع الذكاء الاصطناعي والدراسات المرتبطة بالإعاقة التي تنفذها الجامعة. نالت هذه العروض اهتمامًا كبيرًا من المشاركين والخبراء، وأسفرت عن نقاشات ثرية ووعود بتعاونات مستقبلية في هذا المجال.
شارك في تمثيل الجامعة نخبة من الباحثين والأكاديميين، من بينهم الدكتورة جيثا إم، رئيسة قسم هندسة الحاسوب (الذكاء الاصطناعي)، والدكتورة راجلاكشمي كانجيالال، مديرة المشروعات في مركز أمريتا CREATE، إلى جانب الفريق الفني والبحثي: جوتام كي ديليب، قائد المشاريع، وراجيفان ك.، مترجم لغة إشارة، وعمّال كريشنان يو سي، باحث وزميل دكتوراه، بالإضافة إلى المترجمَين هاشم سي بي، ونيخيل داس بي إم.
يُذكر أن كرسي اليونسكو الذي تشرف عليه أمريتا يركز على تطوير حلول تكنولوجية قابلة للتوسع لتعليم الأشخاص ذوي الإعاقة، انطلاقًا من قناعة بأن التكنولوجيا ليست ترفًا، بل ضرورة إنسانية تُسهم في إزالة الحواجز وإعادة تعريف العدالة الرقمية.