يواجه ملايين الكنديين من ذوي الإعاقات غير المرئية تحديات مضاعفة في حياتهم اليومية، ليس فقط بسبب إعاقاتهم، بل أيضًا نتيجة الأحكام المسبقة والوصم الاجتماعي الذي يتعرضون له، خصوصًا عند استخدامهم لمواقف السيارات المخصصة لهم.
وقد كشف موقع شبكة الأخبار الكندية CBC News أن إحصاءات كندا لعام 2022 تشير إلى أن أكثر من ثمانية ملايين كندي يعيشون مع إعاقة. لكن كثيرًا من هذه الإعاقات غير ظاهرة للعيان، مثل الآلام المزمنة والإرهاق أو الاضطرابات العصبية، وهو ما يجعل أصحابها عرضة للتشكيك في احتياجاتهم.
“جينا سيتلر” التي شُخّصت بآلام مزمنة واضطراب صوتي منذ 2013، تقول إنها تعيش قلقًا دائمًا عند استخدام المواقف المخصصة، إذ تواجه نظرات الاتهام أو تُعامل على أنها “لا تبدو معاقة”. وتقول أنها أحيانًا تضطر للركن بعيدًا أو تقليص مهامها اليومية لتجنب المواجهة مع الغرباء رغم حاجتها الفعلية لهذه المواقف.
أما بارت هاردر، الذي أصيب بضرر في الحبل الشوكي عام 1998، فقد فقد تدريجيًا القدرة على استخدام كتفه الأيمن ويديه. ورغم ذلك، يواجه باستمرار التشكيك في أحقيته باستخدام المواقف لأنه قادر على المشي. ويقول”الناس سريعو الحكم على ما لا يرونه لكن التصاريح لا تُمنح اعتباطًا”
من جانبها توضح كاري مكومبر، مديرة خدمات التأهيل في مؤسسة SaskAbilities، أن معيار الحصول على تصريح المواقف هو العجز عن المشي لمسافة تزيد عن 50 مترًا دون صعوبة أو خطر صحي وليس وجود إعاقة ظاهرة فقط. وتؤكد أن إساءة استخدام هذه التصاريح نادرة، وأن معظم البلاغات حول ذلك غير صحيحة.
القضية لا تقتصر على الأفراد فقط إذ يحكي جوناثان ترمبلاي عن تجربة ابنه المصاب باضطراب عصبي وراثي نادر، ما دفعه للانخراط في العمل المجتمعي والدفاع عن قضايا الإعاقة. ويشدد على أن المجتمع ما زال ينظر للإعاقة بصورة نمطية واحدة، بينما الواقع أكثر تنوعًا وتعقيدًا.
ويحذر ترمبلاي من أن ممارسات “التشهير” أو الاعتراض على استخدام الأشخاص لمواقف ذوي الإعاقة قد تعزلهم أكثر وتدفعهم لتجنب المواقف المخصصة رغم حاجتهم إليها، مما يضر بجودة حياتهم.
في النهاية، تكشف هذه الشهادات أن الإعاقة ليست دائمًا مرئية وأن الاعتراف بتنوعها واحترام احتياجات أصحابها ضرورة لتخفيف الوصمة المجتمعية، وتمكين ملايين الكنديين من عيش حياتهم بكرامة وأمان.