في ظل تصاعد المخاوف داخل مجتمع ذوي الإعاقة بالولايات المتحدة، عبّر عدد من النشطاء والمصابين بأمراض مزمنة عن قلق بالغ إزاء مستقبلهم الصحي والاجتماعي بعد قرارات المحكمة العليا الأميركية الأخيرة المتعلقة بالحصانة الرئاسية، ما دفع بعض المرضى إلى الشعور بأن حياتهم باتت مهددة، خصوصاً مع احتمالية تقليص أو حرمانهم من برامج الرعاية الصحية التي يعتمدون عليها بشكل كامل للبقاء على قيد الحياة.
وحسب تقرير نشره موقع «Reddit» قالت إحدى المشاركات إنها باتت تعيش منذ عام حالة من «التسليم بالموت المحتوم»، مؤكدة أن حياتها مرتبطة بشكل مباشر بما تبقى لديها من جرعات الإنسولين داخل ثلاجتها، موضحة أنها لم تعد قادرة على التوفيق بين لحظات الاستمتاع بما تبقى من وقتها، وبين حالة الخوف واليأس من مستقبل ترى أنه لن يمنحها سوى «معسكرات عزل وموت بعيداً عن أحبائها».
و شاركت ناشطة أخرى معاناتها قائلة: «منذ صدور الحكم وأنا أعيش في قلق دائم، فأنا أعلم أن حياتي مرهونة بالحصول على الإنسولين، وبدونه لن أعيش سوى أيام معدودة»، و في الوقت نفسه أبدت تحدياً للخوف مؤكدة أنها ستحاول الاستمرار في حياتها اليومية طالما ما زال لديها غطاء صحي يوفر لها الدواء.
ويعكس هذا الجدل الافتراضي صورة أوسع لأزمة حقيقية تواجه مئات الآلاف من الأميركيين المصابين بأمراض مزمنة، الذين تعتمد حياتهم بشكل كامل على برامج الرعاية الحكومية مثل «ميديكيد» و«ميديكير». وبالنسبة للكثيرين، فإن توقف تلك المساعدات لا يعني فقط فقدان الدواء، بل يساوي حكماً بالإعدام.
ويرى خبراء الصحة العامة أن هذه المخاوف المتصاعدة تكشف ضعف النظام الصحي الأميركي أمام الأزمات السياسية، إذ إن المرضى الأكثر عرضة للخطر غالباً ما يجدون أنفسهم أول الضحايا لأي تغييرات حكومية مفاجئة. وبينما يحاول البعض التشبث بالأمل في أن تحمل الأيام المقبلة إصلاحات أو حلولاً تخفف من حدة الأزمة، يظل آخرون مقتنعين بأن المستقبل لن يحمل لهم سوى المجهول والمصير المأساوي.
وبين الترقب واليأس، يعيش ذوو الإعاقة اليوم في الولايات المتحدة لحظة فارقة تحددها السياسة أكثر مما يحددها الطب، حيث لم يعد السؤال بالنسبة للكثيرين هو «كيف نعيش؟»، بل «هل سنعيش أصلاً؟»