شارك الدكتور محمد سعيد الزعوري وزير الشؤون الاجتماعية باليمن، فعاليات الحدث العربي رفيع المستوى حول استقلالية ذوي الإعاقة وريادة الأعمال والابتكار، والدورة الثالثة من مبادرة «العيش باستقلالية للأشخاص ذوي الإعاقة»، إلى جانب المعرض العربي للأسر المنتجة.
جاء ذلك على هامش أعمال القمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية المنعقدة في العاصمة القطرية الدوحة، خلال الفترة من 6 إلى 8 نوفمبر الجاري.
وينظَّم الحدث بالتعاون بين اتحاد الغرف العربية والأمانة العامة لجامعة الدول العربية ممثلةً في قطاع الشؤون الاجتماعية إدارة التنمية والسياسات الاجتماعية والأمانة الفنية لمجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وبالتنسيق مع منظمة الأمم المتحدة.
تمكين ذوي الإعاقة في اليمن لضمان عيشهم المستقل
وخلال الجلسة الحوارية، أكد الوزير الزعوري أهمية تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة وتوفير فرص حقيقية تضمن لهم العيش باستقلالية واندماجًا اقتصاديًا واجتماعيًا في سوق العمل، من خلال تنمية قدراتهم واعتمادهم على أنفسهم، مشددًا على أن استقلالية ذوي الإعاقة تمثل مدخلًا أساسيًا لتحقيق التنمية الاجتماعية والاقتصادية الشاملة.
و حسب ما نشره الحساب الرسمي لوزارة الشؤون الاجتماعية والعمل بالعاصمة عدن، شدّد الزعوري على ضرورة تعزيز تكافؤ الفرص في التعليم والتأهيل المهني وضمان العمل اللائق لهم، مشيراً إلى أهمية بناء قدرات الشباب القيادية وابتكار حلول مستدامة لمواجهة تحديات المستقبل، بما يضمن مشاركتهم الفاعلة في تحقيق التنمية الاقتصادية والاجتماعية الشاملة.
سبل تحقيق الاندماج الاتماعي والعيش المستقل
وتناولت الجلسة سبل تحقيق الاندماج الاجتماعي الشامل للأشخاص ذوي الإعاقة، وتمكينهم من العيش باستقلالية عبر مكافحة الفقر، ومواجهة العقبات المرتبطة بالتمييز ونقص الفرص والتأهيل، إلى جانب توفير البيئات الداعمة والأدوات المساعدة التي تتيح لهم المشاركة بفعالية في جهود التنمية، انطلاقًا من مفهوم استقلالية ذوي الإعاقة كحق أساسي من حقوق الإنسان.
وفي السياق ذاته، شارك الوزير الزعوري في أعمال معرض «العيش باستقلالية» المقام على هامش القمة الدولية الثانية للحماية الاجتماعية، بمشاركة واسعة من وزراء الشؤون الاجتماعية والعمل العرب، والذي يهدف إلى تعزيز دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في مجالات ريادة الأعمال والابتكار.
وقد مثّل اليمن في هذه الفعالية الدولية المهندس عمر فؤاد سعيد باجنيد، أحد شباب ذوي الإعاقة ورواد ريادة الأعمال البيئية، حيث قدّم مشروعه الريادي المتميز بعنوان «مزارع حضرموت السمكية المتكاملة»، الهادف إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة في الاقتصاد الأزرق وتحسين سبل عيشهم من خلال منظومة إنتاج بيئي متكاملة تسهم في تحقيق الأمن الغذائي والتنمية المستدامة، بما ينسجم مع رؤية استقلالية ذوي الإعاقة ودورهم في الاقتصاد الأخضر.
ويعتمد المشروع على تربية الأسماك في أحواض أرضية بنظام إعادة تدوير المياه لاستخدامها في الزراعة الرأسية، ما يسهم في رفع الإنتاجية وترشيد استخدام الموارد المائية والسمكية، في إطار نموذج بيئي ذكي ومستدام.
بحث قضايا ذوي الإعاقة فى ملف المناخ والبيئة
وأشاد الوزير الزعوري بما قدّمه المهندس باجنيد من مبادرة مبتكرة، معبّراً عن فخره بمشاركة الشباب من ذوي الإعاقة في المحافل الدولية وقدرتهم على تقديم حلول ومشاريع ريادية تسهم في التنمية المستدامة واستقلالية ذوي الإعاقة اقتصاديا واجتماعيا، مؤكداً دعم الوزارة المستمر لمثل هذه المبادرات النوعية التي تعزز مفهوم استقلالية ذوي الإعاقة في المجتمع.
وقد حظي المشروع بإشادة واسعة من وزراء الشؤون الاجتماعية العرب وزوار المعرض، لما يمثله من نموذج يحتذى في تمكين الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصاديًا وبيئيًا.
من جانبه، أوضح المهندس باجنيد أن مشاركته في القمة تهدف إلى تعزيز حضور قضايا ذوي الإعاقة في مجالات المناخ والبيئة والاقتصاد المستدام، مؤكداً أن هذه الفئة تمتلك قدرات ومواهب مؤثرة يمكن أن تسهم بفعالية في تحقيق أهداف التنمية الشاملة متى ما أُتيح لها الدعم والفرص لتحقيق استقلالية ذوي الإعاقة بشكل كامل ومستدام.
ويُذكر أن المهندس عمر فؤاد باجنيد هو مدير ومالك مشروع «مزارع حضرموت السمكية المتكاملة» وباحث في هيئة أبحاث علوم البحار بحضرموت، ويُعد من رواد ريادة الأعمال البيئية من ذوي الإعاقة في الوطن.
ويأتي هذا النشاط ضمن برنامج «العيش باستقلالية» المنبثق عن خطة العمل العربية للشؤون الاجتماعية (2023–2033)، الهادفة إلى دمج الأشخاص ذوي الإعاقة اقتصاديًا واجتماعيًا، والانتقال من الرؤية الإنسانية التقليدية إلى نهج الدمج المستدام والشامل الذي يعزز مفهوم استقلالية ذوي الإعاقة في المجتمعات العربية.


.png)


















































