.png)
تحتفل مصر مع دول العالم في الثاني عشر من نوفمبر، بـ اليوم العالمي للطفل، وهو يوم مميز لتسليط الضوء على حقوق الأطفال واحتياجاتهم، وخاصة ذوي الإعاقة.
وينظم قطاع الفنون التشكيلية بوزارة الثقافة مجموعة من الفعاليات والورش الفنية، التي تهدف إلى تمكين الأطفال من التعبير عن أنفسهم، وتنمية مهاراتهم الإبداعية، بما يعزز دمجهم في المجتمع.
أكد الدكتور وليد قانوش، رئيس قطاع الفنون التشكيلية، في تصريحات خاصة لـ«جسور»، أن فعاليات اليوم العالمي للطفل لا تقتصر على كونها ترفيهية أو تعليمية، بل هي جزء من مشروع وطني للدمج الثقافي والاجتماعي للأطفال من ذوي الإعاقة.
في اليوم العالمي للطفل.. الدمج لا يتحقق بالشعارات بل بالممارسة
وأوضح قانوش أن الثقافة هي حق للجميع، وأن الطفل من ذوي الإعاقة يجب أن يكون مشاركًا فاعلًا في المشهد الثقافي وليس متلقيًا هامشيًا، مضيفًا: «تُتيح ورش العمل الفنية للأطفال من ذوي الإعاقة فرصة التعبير عن أنفسهم والتفاعل مع أقرانهم من غير ذوي الإعاقة في بيئة متكافئة ومحفزة، ما يسهم في كسر الحواجز النفسية والاجتماعية ويعزز من ثقة الطفل بنفسه، ويغير نظرة المجتمع تجاهه».
تابع قانوش: «الدمج لا يتحقق بالشعارات بل بالممارسة اليومية. لذلك نحرص على أن تكون فعالياتنا مفتوحة للجميع، ويشارك فيها الأطفال ذوو الإعاقة جنبًا إلى جنب مع أقرانهم سواء في الأداء أو العرض أو التقييم. وقد رأينا نتائج مبهرة: أطفال كانوا يعانون من الانطواء أصبحوا يعتلون خشبة المسرح، وآخرون وجدوا في الرسم وسيلة للتواصل مع العالم، سواء في اليوم العالمي للطفل أو في مناسبات اخرى عديدة».
وأشار إلى أن وزارة الثقافة تسعى لبناء منظومة ثقافية دامجة تشمل تدريب الكوادر، إشراك الأسر، وتطوير المحتوى الفني بما يتناسب مع احتياجات الأطفال المختلفة، مؤكداً:«هدفنا أن تكون الثقافة جسرًا للدمج لا جدارًا للعزل، وأن يشعر كل طفل بأنه جزء أصيل من الهوية الثقافية المصرية».
أوضح قانوش أن وزارة الثقافة أطلقت منذ عام 2023 مبادرة «أنت مش لوحدك»، التي تهدف إلى دمج الفئات المهمشة وإعادة بناء ثقتهم بأنفسهم من خلال الفنون والأنشطة الإبداعية.
تعاون مستمر لدعم ذوي الاحتياجات الخاصة
وكشف عن خطط لعام 2026 لتوسيع المبادرة لتشمل التدريب على الحرف التقليدية مثل الجلد والديكوباج والمشغولات اليدوية، وتأهيل المشاركين لإنشاء مشروعات صغيرة لإنتاج الهدايا التذكارية، باستخدام خامات صديقة للبيئة، بالتعاون مع الفنانين والفنيين وطلاب الجامعات كمتطوعين، تحت شعار «صنعت بأيدي مصرية».
وأكد قانوش أن الوزارة تتعاون مع المجلس القومي للأشخاص ذوي الإعاقة لتصميم برامج دامجة تراعي احتياجات الأطفال، وتشركهم فعليًا في المشهد الثقافي، مشيرًا إلى إعادة إطلاق «صالون الفن الخاص» في 2026 بمركز سعد زغلول الثقافي، ليصبح نافذة متجددة لإبداعات الأطفال من ذوي الإعاقة وغير ذوي الإعاقة والفنانين من مختلف الأعمار.
تؤكد وزارة الثقافة أن دمج الأطفال ذوي الاحتياجات الخاصة في الحياة الثقافية والفنية ليس خيارًا، بل واجب مجتمعي وإنساني لبناء مجتمع متكامل يشعر فيه كل طفل بأنه جزء أصيل من الثقافة المصرية، ويتيح له التعبير عن قدراته ومهاراته.
ويتم الاحتفال بـ اليوم العالمي للطفل في الثاني عشر من نوفمبر سنويًا، لتسليط الضوء على حقوق الأطفال وتعزيز رفاههم وحمايتهم، ويكتسب أهمية خاصة عند الحديث عن الأطفال ذوي الإعاقة من خلال توفير بيئات دامجة تتيح لهم المشاركة الفاعلة في الحياة الثقافية والمجتمعية.
تعزيز الدمج الاجتماعي عبر الفنون والرياضة
تسعى الفعاليات التعليمية والفنية والرياضية إلى تمكين الأطفال ذوي الإعاقة، وتطوير مهاراتهم وقدراتهم لضمان مستقبل متساوي الفرص، وتحقيق الدمج الاجتماعي الكامل ضمن المجتمع المصري، بما يعكس التزام الدولة بحقوق الأطفال ودمج ذوي الاحتياجات الخاصة في كل المجالات.
