Skip to content

اليوم ذكرى ميلادها.. ماركا بريستو أبرز المدافعات عن حقوق ذوي الإعاقة في العالم

اليوم ذكرى ميلادها.. ماركا بريستو أبرز المدافعات عن حقوق ذوي الإعاقة في العالم

الولايات المتحدة – جسور- فاطمة الزهراء بدوي

تحل اليوم ذكرى ميلاد، واحدة من أبرز المدافعات حقوق ذوي الإعاقة، في الولايات المتحدة والعالم، ماركا بريستو، التي وُلدت في 23 يونيو 1953، لتغير مسار الحياة الحقوقية للأشخاص ذوي الإعاقة، عبر نضال امتد لأربعة عقود، حافل بالتغيير والتشريع والتأثير العميق.

ماركا بريستو ناشطة، وقائدة حركة، وصاحبة إرادة فولاذية استثمرت تجربتها الشخصية القاسيةن في تحويل الألم إلى أمل.. تعرضت في عمر الثالثة والعشرين لحادث غطس في بحيرة ميشيغان، أدى إلى إصابتها بالشلل النصفي.. هذا التحول الجذري لم يُنهِ طموحها، حيث أعاد توجيهه نحو قضايا العدالة الاجتماعية وكرامة الإنسان.

أسست ماركا في مطلع الثمانينات منظمة “Access Living” في شيكاغو، والتي باتت إحدى أبرز المؤسسات الحقوقية في مجال الدفاع عن استقلالية الأشخاص ذوي الإعاقة في أمريكا. تقدم المنظمة دعمًا حقيقيًا في مجالات السكن، والتعليم، والسياسات العامة، وقد ساعدت آلاف الأمريكيين على نيل حقوقهم والعيش بكرامة بعيدًا عن العزلة والرعاية المؤسسية.

إلى جانب ذلك، شاركت في تأسيس المجلس الوطني للحياة المستقلة (NCIL) عام 1982، لتشكل بذلك أحد أعمدة التحول في الفكر الحقوقي الأمريكي من الرعاية إلى الاستقلال. المجلس كان منصة مؤثرة في دعم التشريعات التي تحفظ كرامة ذوي الإعاقة وتضمن لهم تمثيلًا سياسيًا واجتماعيًا لائقًا.

نالت بريستو ثقة الدولة الأمريكية حين عينها الرئيس بيل كلينتون رئيسة للمجلس الوطني للإعاقة، لتصبح أول شخص من ذوي الإعاقة يتقلد هذا المنصب. عبر هذا الدور، ساهمت بشكل مباشر في صياغة قانون الأمريكيين ذوي الإعاقة (ADA)، الذي صدر عام 1990 ليصبح حجر الزاوية في حماية حقوق أكثر من 60 مليون أمريكي يعانون من إعاقات جسدية أو عقلية أو نفسية.

لم تتوقف عند حدود العمل الرسمي، فكانت رمزًا ملهمًا لآلاف النشطاء. استمدت قوتها من التجربة، ووجهت طاقتها إلى العمل الميداني والتشريعي معًا، رافضة أن تُختصر الإعاقة في الكرسي المتحرك. تؤمن أن الدمج لا يعني فقط تعديل الأرصفة والمباني، ولكن تغيير النظرة المجتمعية بأكملها تجاه “الاختلاف”.

توفيت عام 2019 بعد معركة مع السرطان، تاركة بصمتها في التشريعات، والمؤسسات، وفي عقول وقلوب كل من عمل معها أو استفاد من مبادراتها.. إرثها يُرى في كل منحدر أمام مبنى، في كل حافلة تنخفض أوتوماتيكيًا لكرسي متحرك، في كل سكن مستقل لشخص من ذوي الإعاقة، وفي كل شاب أو فتاة أصبح لديهم صوت وتمثيل بفضل نضالها.

في ذكرى ميلادها اليوم، تُستعاد قصة ماركا كحكاية شخصية مؤثرة، وكدرس إنساني عميق عن الكفاح، والقدرة على تحويل المحنة إلى مشروع عدالة، والإيمان بأن الحقوق لا تُمنح بل تُنتزع.

المقالة السابقة
الإمارات تصدر تصاريح مجانية لذوي الإعاقة تسهل تنقلهم بين دبي وأبوظبي
المقالة التالية
وزارة العمل المصرية تسلم 50 عقد عمل لذوي الإعاقة