كشفت دراسة نرويجية حديثة عن ارتفاع معدلات انخفاض كثافة العظام بين مستخدمي الكراسي المتحركة، بشكل ملحوظ. خصوصًا عند الورك وعنق الفخذ. حتى بين الذين يشاركون في أنشطة رياضية منظمة.
وتشير هذه النتائج إلى الحاجة الماسة لتدخلات محددة، لتعزيز صحة العظام في هذه الفئة. نظرًا لما تحمله من مخاطر على الحركة والاستقلالية الوظيفية.
حسب موقع European Journal of Applied Physiology، شملت الدراسة 63 مشاركًا بالغًا من مستخدمي الكراسي المتحركة. بمتوسط عمر 37±11 سنة، منهم 41% إناث و48% يمارسون الرياضة بشكل منتظم. ولقياس كثافة العظام ومكونات الجسم، استخدم الباحثون جهاز الأشعة المزدوجة (DXA). وتم تصنيف انخفاض كثافة العظام عند Z-score أقل من –1.0.
انخفاض كثافة العظام في النرويج رغم ممارسة الرياضة
أظهرت النتائج أن 33% من المشاركين يعانون انخفاضًا في كثافة العظام عند العمود الفقري، و81% عند الورك، و77% عند عنق الفخذ. ومن اللافت أن أكثر من نصف المشاركين (60%) استوفوا معايير هشاشة العظام في موقع واحد على الأقل. وبالرغم من أن المشاركين الرياضيين أظهروا انخفاضًا أقل عند الورك مقارنة بغير الرياضيين، لم تُظهر النماذج الإحصائية أي اختلافات معنوية بعد تعديل العوامل الأخرى.

علاوة على ذلك، وجدت الدراسة علاقة إيجابية بين الإصابات المكتسبة. وكثافة العظام في العمود الفقري. بالمقابل، ارتبط الاستخدام الكامل للكراسي المتحركة بانخفاض كثافة العظام عند عنق الفخذ. كما بينت النتائج أن طبيعة الإصابة، ومستوى الاستقلالية الوظيفية. يؤثران بشكل واضح على كثافة العظام عند الورك. مما يؤكد أن القدرة على الحركة البدنية المستمرة. أهم من مجرد المشاركة في الرياضة المنظمة.
أثر الرياضة على صحة العظام
على الرغم من توقع الباحثين أن الرياضيين سيكون لديهم كثافة عظام أعلى. لم تظهر النتائج فروقًا معنوية في Z-score بين الرياضيين وغير الرياضيين. في أي من المواقع الثلاثة. ومع ذلك، كانت نسبة انخفاض كثافة العظام عند الورك أقل لدى الرياضيين (62%). مقارنة بغير الرياضيين (90%).
هذا يشير إلى أن ممارسة الرياضة وحدها قد لا توفر التحفيز الكافي للعظام. خصوصًا في الورك وعنق الفخذ.ما يعكس الحاجة إلى برامج تمارين مستهدفة. لتعزيز صحة العظام لدى مستخدمي الكراسي المتحركة.
كما قام الباحثون بتصنيف الرياضات إلى عالية ومنخفضة التأثير. ولم يُظهر هذا التصنيف فروقًا واضحة. ومع ذلك، لوحظ أن بعض الرياضات مثل كرة التنس على الكرسي المتحرك. قد تكون مرتبطة بكثافة أعلى عند العمود الفقري. وفق الملاحظة البصرية للباحثين، لكنها لم تدعم إحصائيًا بشكل كامل.
عوامل أخرى تؤثر على كثافة العظام
أظهر التحليل أن الاستخدام الكامل للكراسي المتحركة. يرتبط بـ انخفاض كثافة العظام عند عنق الفخذ، بينما كان مستوى الاستقلالية الوظيفية مهمًا عند الورك. وأكدت الدراسة أن الأفراد ذوي الإصابات المكتسبة. مثل إصابات النخاع الشوكي، لديهم فرص أفضل للحفاظ على كثافة العظام في العمود الفقري. مقارنة بذوي الإصابات الخلقية مثل الشلل الدماغي. نظرًا لفترة أطول من التحميل البدني قبل الإصابة.

أما على مستوى تكوين الجسم. فلم تُظهر التحليلات وجود علاقة قوية بين الكتلة العضلية أو الوزن الكلي وكثافة العظام. رغم وجود ارتباط ضعيف بين الكتلة العضلية وكثافة العمود الفقري. كما ارتبط العمر بشكل إيجابي بكثافة العمود الفقري. وعنق الفخذ، ما قد يعكس عوامل منهجية، مقارنة بالسكان المرجعيين أكثر من كونه تغيرًا بيولوجيًا طبيعيًا.
أهمية الدراسة والقيود
تعد هذه الدراسة من بين الدراسات والأبحاث القليلة، التي شملت مستخدمي كراسي متحركة من الجنسين. ومجموعة متنوعة من الإصابات، مع بيانات دقيقة عن الرياضة والوظائف البدنية. وتركيب الجسم. ومع ذلك، استخدمت الدراسة ثلاثة أجهزة DXA مختلفة، ما استلزم معادلات تصحيح. كما أن تصنيف المشاركين إلى رياضيين وغير رياضيين. ووفق مستوى تأثير الرياضة يظل نسبيًا. حجم العينة المتواضع قلل من القوة الإحصائية، وغياب الحسابات السابقة للقوة الإحصائية يمثل تحديًا.


.png)

















































