.png)
باريس- جسور- فاطمة الزهراء بدوي
تحتضن العاصمة الفرنسية باريس غدًا الأحد 15 يونيو 2025 فعالية Festi’Run التي تنظمها جمعية APF France Handicap في موقع Château de Vincennes.
الفعالية التى تنظم للعام الثاني تشهد مشاركة مجتمعية واسعة وبدعم رسمي. يأتي الحدث في إطار جهود متواصلة لتعزيز الدمج المجتمعي للأشخاص ذوي الإعاقة، عبر استخدام الرياضة كوسيلة فاعلة لتحقيق تكافؤ الفرص وإعادة تعريف صورة الرياضي في الوعي العام.
تتضمن الفعالية ثلاثة سباقات جري مفتوحة أمام الجميع، ومصممة لتكون شاملة وآمنة سواء للمشاركين من ذوي الإعاقة أو غيرهم. وقد حرصت الجمعية المنظمة على تهيئة المسارات لتناسب الكراسي المتحركة، والأطراف الاصطناعية، ومختلف أدوات الدعم الحركي، لتؤكد أن الرياضة ليست حكرًا على فئة بعينها، وأنها حق إنساني يتسع للجميع، بغض النظر عن الفوارق الجسدية أو القدرات البدنية.
كما يشهد الحدث إقامة “قرية Festi’Run”، وهي مساحة تفاعلية مخصصة للأنشطة الترفيهية والتوعوية، تتضمن ورشًا فنية وثقافية، وعروضًا فنية لفنانين من ذوي الإعاقة، إلى جانب أجنحة تعريفية لمنظمات المجتمع المدني العاملة في مجال الدفاع عن حقوق ذوي الإعاقة. كما تتضمن القرية ركنًا لتجربة بعض الرياضات البارالمبية، مثل كرة السلة بالكراسي المتحركة وتنس الطاولة للمكفوفين، مما يمنح الجمهور تجربة مباشرة لفهم التحديات والمهارات التي يمتلكها الرياضيون ذوو الإعاقة.
الحدث لا يقتصر على الترفيه أو المشاركة الرمزية، لكنه يكتسب طابعًا سياسيًا ومجتمعيًا مهمًا، إذ يأتي بعد عام واحد فقط من استضافة العاصمة الفرنسية لدورة الألعاب الأولمبية والبارالمبية في باريس 2024، وهي المناسبة التي شكلت نقطة تحول في الخطاب العام حول الإعاقة والرياضة. ويؤكد القائمون على Festi’Run أن هدفهم هو الحفاظ على هذا الزخم وتحويله إلى سياسات ومبادرات مستدامة تعزز مكانة الأشخاص ذوي الإعاقة في المجتمع.
وتعكس الفعالية التوجه الجديد الذي تتبناه فرنسا في ما يتعلق بالدمج المجتمعي، من خلال دعم الرياضة الدامجة كمجال يعبر عن الحقوق والمشاركة. كما تُعد الفعالية فرصة لإعادة النظر في المفاهيم المرتبطة بالتمييز، من خلال تجارب مباشرة تدمج الحضور في تفاصيل الحياة اليومية للأشخاص ذوي الإعاقة، وتُظهر كيف يمكن للرياضة أن تكون منصة للتمكين والاعتراف بالمواطنة الكاملة.
من المنتظر أن يشارك في افتتاح الفعالية عدد من الشخصيات الرسمية، من بينهم ممثلون عن وزارة الرياضة الفرنسية واللجنة البارالمبية، إضافة إلى عدد من رؤساء الجمعيات والنشطاء وممثلي الشركاء المحليين. وستُلقى كلمات افتتاحية تؤكد دعم الدولة للسياسات التي تضمن الوصول الكامل للأشخاص ذوي الإعاقة إلى الأنشطة الرياضية، وتُشيد بالجهود المدنية في هذا المجال.
الرسائل الأساسية التي يحملها هذا الحدث تتجاوز حدود الجري كرياضة، لتتحول إلى تعبير رمزي عن الإرادة الجماعية لبناء مجتمع أكثر عدلًا وشمولًا. فالمشاركة في السباقات، رغم بساطتها، تُمثل في حد ذاتها فعل مقاومة لثقافة الإقصاء، وتأكيدًا على أنه من حق كل فرد أن يعيش كاملًا في مدينته، جسديًا ونفسيًا.
وتُعد Festi’Run نموذجًا حيًا لتكامل الجهود بين الدولة والمجتمع المدني، من أجل تغيير حقيقي ومستدام في بنية الوعي الجمعي وفي السياسات المرتبطة بالإعاقة. كما تؤسس الفعالية لمسار جديد يرى في الرياضة وسيلة للتقريب بين الناس، وفي التضامن قوة دافعة نحو مستقبل أكثر احتواءً وإنصافًا.