أعلنت منظمة “أوكسفام” اليوم الثلاثاء، عن إطلاق مشروع “أمل” في كل من الضفة الغربية وقطاع غزة بدعم من الاتحاد الأوروبي، وبالشراكة مع جمعية الإغاثة الطبية الفلسطينية في الضفة الغربية وجمعية أطفالنا للصم في غزة.
ويستمر المشروع لمدة ثلاث سنوات، ويهدف إلى تحسين جودة حياة النساء الفلسطينيات والأشخاص ذوي الإعاقة من خلال توفير خدمات صحية ونفسية واجتماعية عادلة وشاملة إلى جانب تعزيز المشاركة المجتمعية وتمكين الفئات الأكثر تهميشًا في عمليات التعافي وإعادة الإعمار، لا سيما في قطاع غزة.
ويستهدف المشروع تقديم خدمات مباشرة لنحو 40,000 مواطن فلسطيني، بينهم 10,000 من ذوي وذوات الإعاقة، تشمل الدعم النفسي المبني على الصدمات والرعاية الصحية الإنجابية وتوفير الأجهزة المساعدة. كما يشمل تنفيذ حملات توعوية مجتمعية وتسيير عيادات صحية متنقلة وتفعيل شبكات التثقيف المجتمعي لتعزيز الوعي بحقوق النساء والأشخاص ذوي الإعاقة وترسيخ ثقافة الحماية الشاملة.
وفي إطار تعزيز الوصول المنصف للخدمات، سيقوم المشروع بإنشاء أو إعادة تأهيل خمسة مراكز آمنة شاملة مجهزة لجلسات دعم نفسي وخدمات استقبال وإحالة لحالات العنف القائم على النوع الاجتماعي، بالإضافة إلى توفير مساحات آمنة. كما سيوفر فرقًا صحية متنقلة في محافظات جنين ونابلس وطولكرم لتقديم خدمات العلاج الطبيعي والوظيفي، إلى جانب خدمات صحة المرأة في المناطق النائية والمهمشة. بينما يسعى المشروع في قطاع غزة لاستئناف خدمات التأهيل المجتمعي وتفعيل نظام إعارة الأجهزة المساعدة لضمان الوصول العادل والشامل للخدمات.
ويعمل المشروع أيضًا على تطوير أول إطار وطني شامل للاستجابة الحمائية الدامجة للإعاقة في فلسطين، وتدريب 125 موظفًا وموظفة من المؤسسات النسوية ومنظمات المجتمع المدني على ممارسات الحماية ولغة الإشارة والإدماج في الحد من مخاطر الكوارث، وتمكين المجموعات الشبابية من تنفيذ حملات توعوية حول العنف القائم على النوع الاجتماعي والإسعاف النفسي الأولي، وتنظيم مؤتمرات وطنية وجولات مناصرة على مستوى الاتحاد الأوروبي لإسماع صوت النساء والأشخاص ذوي الإعاقة في عمليات إعادة الإعمار وصنع القرار.
وأكدت رغدة دعبوب مديرة برنامج العدالة الجندرية في أوكسفام، أن المشروع يمثل خطوة محورية في الاستجابة الإنسانية الشاملة، وقالت “من خلال مشروع ‘أمل’، سنعمل على كسر الحواجز التي تحول دون تمتع النساء والأشخاص ذوي الإعاقة بكامل حقوقهم، وخلق نموذج يُحتذى به في دمج العدالة الجندرية والإدماج الشامل ضمن جهود التعافي.”
ومن جانبها أشارت مريم سوالمة مديرة المشاريع في الإغاثة الطبية الفلسطينية، إلى أن المشروع يخلق مساحة حقيقية للتغيير، قائلة “نستطيع من خلال هذا المشروع تقديم الخدمات لمن هم بأمس الحاجة إليها ومنح صوت للفئات التي طال تهميشها، وضمان الحق في حياة كريمة ورعاية شاملة ومكان في المجتمع.”
بدوره أكد المهندس فادي عابد مدير جمعية أطفالنا للصم، أن مشروع “أمل” يمثل نقطة تحول في مفهوم الحماية والخدمات من خلال توفير بيئات آمنة وشاملة تضمن حقوق النساء والفتيات والأشخاص ذوي الإعاقة في التأهيل والدعم النفسي والحماية وفتح آفاق المشاركة الفاعلة في إعادة بناء مجتمعاتهم، ليصبح المشروع نموذجًا في العدالة الشمولية حتى في أصعب الظروف.