يشهد لبنان مبادرة اجتماعية تستحق الإشادة والتقدير. تتمثل في صرف بدل الإعاقة الوطني. ويهدف هذا البدل إلى مساعدة الأطفال ذوي الإعاقة وعائلاتهم ماليا. وتخفيف الضغوط اليومية التي يعيشونها.
صرف بدل الإعاقة الوطني في لبنان يستهدف تعزيز شمولهم في المدرسة والمجتمع. وتمكينهم من المشاركة في الحياة اليومية بثقة وكرامة.
بدل الإعاقة الوطني في لبنان خطة تعزيز الشمول
ومن الأطفال الذين استفادوا من بدل الإعاقة الوطني في لبنان، غزال 14 عامًا. وشقيقتها نانسي 11 عامًا. وكانتا تواجهان صعوبات بسبب الإعاقة السمعية منذ الولادة. وقد خضعتا لعمليات عديدة. ومع ذلك، تؤكد والدتهما أن العائلة ما زالت تواجه تحديات كبيرة.
ومع مرور الوقت، لم تتمكن الأسرة من شراء بطاريات سماعات السمع لمدة شهرين. وهنا ظهر دور بدل الإعاقة الوطني في لبنان، الذي ساعد الأسرة على تغطية تكلفة البطاريات.
وبفضل هذا الدعم، عادت الشقيقتان إلى المدرسة. واستعادتا قدرتهما على التواصل. وتعبّر غزال عن سعادتها قائلة: «أريد للجميع أن يعرف أنني أسمع، ولا أحب يومًا يمر من دون سماعتي»
ساعد سيدرا فى الحفاظ على بصرها
مثال لطفلة أخرى. وُلدت سيدرا 14 عامًا. بمياه زرقاء خِلقية. كما تضررت شبكية عينها اليمنى بشكل كبير. وخضعت لعمليات متكررة حتى عمر ثلاث سنوات.
ومع تدهور وضع الأسرة، لم تعد قادرة على شراء قطرات العين الضرورية. وبعد تقديم طلب الاستفادة من بدل الإعاقة الوطني في لبنان، استطاعت الأسرة شراء الدواء بانتظام.
واليوم، تشعر سيدرا بالأمان بعد استقرار حالتها الصحية. وقد بدأت تنمّي مواهبها في العزف على الفلوت والبيانو. كما تدرس اللغات والعلوم، وتشارك في أنشطة تعليمية مختلفة. وتقول: «أشعر بالسلام عندما أعزف الموسيقى».
أيضا يعيش دانيال 14 عامًا من زحلة. يعاني من ضمور عضلي يؤثر على جميع عضلات جسمه. وعلى الرغم من ذلك، يرفض الاستسلام. ويتيح له بدل الإعاقة الوطني في لبنان متابعة العلاج الفيزيائي والتمارين اليومية. وتقول والدته إن هذا الدعم يغطي جزءًا مهمًا من احتياجاته الشهرية.
رسالة من دانيال
كما يوجه دانيال رسالة أمل لغيره: «يجب أن نواصل العمل بإصرار حتى نتجاوز كل شيء». وكذلك يعيش زهر 14 عامًا من مجدليا مع إعاقة سمعية منذ الولادة. وقد واظب منذ صغره على جلسات علاج النطق.

ويتلقى اليوم دعمًا ماليًا ثابتًا يبلغ 40 دولارًا شهريًا. ويقول والده إن هذا الدعم هو الأول من نوعه منذ ولادة ابنه. ويضيف أن وجود جهة تدعم زهر يمنحه شعورًا بالأمان للمستقبل. ومع هذا الدعم، تسعى الأسرة لإيجاد مدرسة دامجة تتيح له متابعة التعلم وتنمية فضوله.
يساعد بدل الإعاقة الوطني في لبنان آلاف الأطفال على الحصول على علاج النطق والعلاج الفيزيائي. ووسائل الحركة والرعاية البصرية. كما يتيح لهم الوصول إلى أدوات تعليمية مساعدة.
ومن جهة أخرى، يعزز هذا الدعم ثقة الأطفال بأنفسهم. كما يساعدهم على الاندماج في المدرسة والبيت والمجتمع.

شراكات وتمويل يغير الواقع الاجتماعي
تتولى وزارة الشؤون الاجتماعية اللبنانية تنفيذ بدل الإعاقة الوطني. وتعمل الوزارة بالشراكة مع اليونيسف. ومنظمة العمل الدولية. وبدأت المبادرة في أبريل 2023. ومنذ ذلك الوقت، وصل الدعم إلى أكثر من 33,500 شخص من ذوي الإعاقة.
ويحصل البرنامج على تمويل من حكومة لبنان والاتحاد الأوروبي ومملكة هولندا. وجهات أخرى. وقدمت هولندا منذ عام 2016 أكثر من 448 مليون دولار لدعم سبل العيش والمشاركة المدنية.
كما قدّم الاتحاد الأوروبي أكثر من 2.5 مليار دولار لتحسين الخدمات الأساسية ودعم الحماية الاجتماعية. وتؤكد هذه الشراكات التزام المجتمع الدولي بمساندة الأطفال ذوي الإعاقة. وتعزيز الشمول، وتخفيف الأعباء على الأسر اللبنانية.


.png)

















































