قالت طبيبات بريطانيات من ذوات الإعاقة إن هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) لا توفر الدعم والحماية اللازمين لهن في العمل، وحمايتهن من التنمر وسخرية زملاء المهنة من الأصحاء، مما دفع بعضهن للتفكير في ترك المهنة، رغم النقص الحاد في الكوادر الطبية.
وبحسب ما نشره موقع BBC، فإن الدكتورة أليس جاتينبي التي تعاني من الصرع، أوضحت أنها واجهت تعليقات جارحة من زملاء وصفوها بأنها “ليست طبيبة حقيقية” فقط لأنها لا تستطيع أداء نوبات الليل.
وأكدت أن النظام الصحي يتعامل مع دعمها على أنه أمر “معقد أو غير ملائم” رغم أن ذلك يهدد بخسارة طبيبة مؤهلة ومتحمسة لرعاية المرضى.
وأظهر استطلاع حديث أجرته الجمعية الطبية البريطانية أن أكثر من 800 طبيب وطالب طب من ذوي الإعاقة أو التباين العصبي، وأكثر من نصف المشاركين يرون أن التمييز داخل المهن الطبية أكبر من المجتمع بشكل عام.
فيما قال 53% إنهم تركوا المهنة خلال العامين الماضيين أو فكروا جدياً في ذلك. كما أفاد أكثر من ثلثهم بتعرضهم للتنمر أو المضايقات. في حين أشار 40% إلى تحسن أوضاعهم بعد إبلاغ جهة العمل بحالتهم.
أما الدكتورة ليز موراي التي تعاني من أمراض مزمنة بينها الذئبة الحمراء وانتباذ بطانة الرحم، وهي حالة طبية تنمو فيها أنسجة شبيهة ببطانة الرحم في أماكن خارج الرحم ما يسبب لها آلامًا مبرحة ومضاعفات صحية مزمنة، ذكرت أنها تركت عملها بعد أكثر من عشر سنوات في هيئة الصحة الوطنية بسبب رفض طلباتها للعمل بدوام جزئي أو الإعفاء من نوبات الليل، رغم حاجتها لذلك لحالتها الصحية.
وقالت إنها اضطرت للعمل كطبيبة بديلة Locum للحصول على مرونة أكبر، لكنها فقدت بذلك مزايا وظيفتها السابقة مثل إجازات المرض والأمومة.
في المقابل، تحدثت الممرضة المتخصصة تريشيا روبرتس عن تجربة أكثر إيجابية في “هايويل دا” غرب ويلز، حيث أتيح لها العمل بمرونة بعد تشخيصها بالتوحّد واضطراب فرط الحركة ونقص الانتباه. مشيرة إلى أن شبكة دعم الموظفين ذوي التباين العصبي منحتها إحساساً بالتفهم والتمكين.
الجمعية الطبية البريطانية شددت على أن الأطباء من ذوي الإعاقة يساهمون في كل مستويات المهنة، وأن توفير التعديلات المعقولة ليس فقط التزاماً أخلاقياً وقانونياً، بل ضرورة لاستمرار النظام الصحي. من جهتها، أكدت الحكومة الويلزية أنها تلزم جميع مؤسسات الهيئة الطبية الوطنية بتطبيق تدابير الدمج والدعم وفق قانون المساواة.